القول في تأويل قوله تعالى:
[7 - 9] وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا
وأنهم أي: وأوحي إلي أن الجن ظنوا كما ظننتم أي: في جاهليتكم.
أن لن يبعث الله أحدا أي: رسولا إلى خلقه يدعوهم إلى توحيده وما فيه سعادتهم. أو لن ينشر الله أحدا من قبره للحساب والجزاء.
وقيل: الضمير في " وأنهم " للإنس، ذهابا إلى أن قوله:
وأنه كان رجال وأنهم ظنوا من كلام الجن، والخطاب لهم.
وأنا لمسنا السماء أي: تطلبنا بلوغ السماء واستماع كلام أهلها فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا أي: حفظة ورواجم.
وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا أي: كنا نقعد من السماء مقاعد لنستمع ما يحدث، وما يكون فيها، فمن يستمع الآن يجد له شهاب نار قد رصد له.
قال : وفي قوله: الزمخشري
ملئت دليل على أن الحادث هو الملء والكثرة، وكذلك قوله: نقعد منها مقاعد أي: كنا نجد فيها بعض المقاعد خالية من الحرس والشهب، والآن ملئت المقاعد كلها. وهذا ذكر ما حملهم على الضرب في البلاد حتى عثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم واستمعوا قراءته.