القول في تأويل قوله تعالى:
[26 - 30] سأصليه سقر وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر
سأصليه سقر أي: جهنم. وهو بدل من سأرهقه صعودا بدل اشتمال، لاشتمال سقر على الشدائد.
وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر قال : أي: لا تبقي شيئا يلقى فيها إلا أهلكته، وإذا هلك لم تذره هالكا حتى يعاد. أو لا تبقي على شيء ولا تدعه من الهلاك، بل كل ما يطرح فيها هالك لا محالة. الزمخشري
لواحة للبشر أي: محرقة للجلود، من لوحته الشمس، إذا سودت ظاهره وأطرافه. و (البشر): جمع بشرة، وهي ظاهر الجلد. أو اسم جنس بمعنى الناس. وجوز أن يكون المعنى: لائحة للناس، من لاح بمعنى ظهر، والبشر بمعنى الناس.
عليها تسعة عشر أي: من الخزنة المتولين أمرها، والتسلط على أهلها، وفيه إشارة إلى أن زبانية العذاب الأخروي، تفوق زبانية الجبابرة في الدنيا أضعافا مضاعفة، تنبيها على هول العذاب، وكبر مكانه.