القول في تأويل قوله تعالى:
[ 19 - 20 ] وفتحت السماء فكانت أبوابا وسيرت الجبال فكانت سرابا
[ ص: 6036 ] وفتحت السماء فكانت أبوابا قال : أي: وشققت السماء فصدعت، فكانت طرقا، وكانت من قبل شدادا لا فطور فيها ولا صدوع. ابن جرير
وقال القاضي فيما نقله الرازي: وهذا الفتح هو معنى قوله: إذا السماء انشقت و إذا السماء انفطرت إذ الفتح والتشقق والتفطر تتقارب، وهذا كما قال : متين للغاية، وتعقب ابن جرير الرازي له، وقوف مع الألفاظ لا يفيد، لا سيما والأصل هو التفسير بالنظائر والأشباه.
وسيرت الجبال فكانت سرابا أي: رفعت من أماكنها في الهواء، وذلك إنما يكون بعد تفتيتها وجعلها أجزاء متصاعدة كالهباء. وفي الآية تشبيه بليغ، والجامع أن كلا منهما يرى على شكل شيء، وليس به، فالسراب يرى كأنه بحر وليس كذلك، والجبال إذا فتتت وارتفعت في الهواء ترى كأنها جبال وليست بجبال، بل غبار غليظ متراكم، يرى من بعيد كأنه جبل.