ثم بين تعالى حال الأنعام، وأبطل ما تقولوا عليه في شأنها بالتحريم والتحليل، بقوله:

[ ص: 2529 ] القول في تأويل قوله تعالى:

[142] nindex.php?page=treesubj&link=30469_32412_32413_32414_32445_34106_34264_34276_34383_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=142ومن الأنعام حمولة وفرشا كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين

nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=142ومن الأنعام حمولة وفرشا أي: وأنشأ لكم من الأنعام ما يحمل الأثقال، وما يفرش للذبح (أي: يضجع) أو ينسج من وبره وصوفه وشعره الفرش.

وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: الحمولة الكبار التي تصلح للحمل، والفرش الصغير كالفصلان والعجاجيل والغنم; لأنها دانية من الأرض، للطافة أجرامها، مثل الفرش المفروش عليها. فعلى الوجهين الأولين: الفرش بمعنى المفروش، وعلى الثالث: الكلام على التشبيه.

nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=142كلوا مما رزقكم الله أي: من الثمار والزروع والأنعام، لحفظ الروح، واستزادة القوة.

nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=142ولا تتبعوا خطوات الشيطان أي: أوامره في التحليل والتحريم، كما اتبعها أهل الجاهلية، فحرموا ما رزقهم الله افتراء عليه - كما مر -.

nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=142إنه لكم عدو مبين أي: ظاهر العداوة، يمنعكم مما يحفظ روحكم، ويزيد قوتكم، ويدعوكم إلى الافتراء على الله إن نسبتموه إلى أمره، أو إلى دعوى الإلهية لكم إن استقللتم به.

ثُمَّ بَيَّنَ تَعَالَى حَالَ الْأَنْعَامِ، وَأَبْطَلَ مَا تَقَوَّلُوا عَلَيْهِ فِي شَأْنِهَا بِالتَّحْرِيمِ وَالتَّحْلِيلِ، بِقَوْلِهِ:

[ ص: 2529 ] الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:

[142] nindex.php?page=treesubj&link=30469_32412_32413_32414_32445_34106_34264_34276_34383_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=142وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ

nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=142وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا أَيْ: وَأَنْشَأَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ مَا يَحْمِلُ الْأَثْقَالَ، وَمَا يُفْرَشُ لِلذَّبْحِ (أَيْ: يُضْجَعُ) أَوْ يُنْسَجُ مِنْ وَبَرِهِ وَصُوفِهِ وَشَعْرِهِ الْفَرْشَ.

وَعَنِ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ: الْحَمُولَةُ الْكِبَارُ الَّتِي تَصْلُحُ لِلْحَمْلِ، وَالْفَرْشُ الصَّغِيرُ كَالْفِصْلَانِ وَالْعَجَاجِيلِ وَالْغَنَمِ; لِأَنَّهَا دَانِيَةٌ مِنَ الْأَرْضِ، لِلَطَافَةِ أَجْرَامِهَا، مِثْلَ الْفَرْشِ الْمَفْرُوشِ عَلَيْهَا. فَعَلَى الْوَجْهَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ: الْفَرْشُ بِمَعْنَى الْمَفْرُوشِ، وَعَلَى الثَّالِثِ: الْكَلَامُ عَلَى التَّشْبِيهِ.

nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=142كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ أَيْ: مِنَ الثِّمَارِ وَالزُّرُوعِ وَالْأَنْعَامِ، لِحِفْظِ الرُّوحِ، وَاسْتِزَادَةِ الْقُوَّةِ.

nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=142وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ أَيْ: أَوَامِرَهُ فِي التَّحْلِيلِ وَالتَّحْرِيمِ، كَمَا اتَّبَعَهَا أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، فَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَيْهِ - كَمَا مَرَّ -.

nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=142إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ أَيْ: ظَاهِرُ الْعَدَاوَةِ، يَمْنَعُكُمْ مِمَّا يَحْفَظُ رُوحَكُمْ، وَيَزِيدُ قُوَّتَكُمْ، وَيَدْعُوكُمْ إِلَى الِافْتِرَاءِ عَلَى اللَّهِ إِنْ نَسَبْتُمُوهُ إِلَى أَمْرِهِ، أَوْ إِلَى دَعْوَى الْإِلَهِيَّةِ لَكُمْ إِنِ اسْتَقْلَلْتُمْ بِهِ.