[ ص: 838 ] قوله تعالى: لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا آية : 188
[4639] أخبرنا محمد بن سعد العوفي فيما كتب إلي، ثنا أبي، ثنا عمي الحسين ، عن أبيه، عن جده، عن ، قوله: ابن عباس لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فهم أهل الكتاب أنزل عليهم الكتاب، فحكموا بغير الحق وحرفوا الكلم عن مواضعه وفرحوا بذلك، فرحوا بأنهم كفروا بمحمد وما أنزل إليه وهم يزعمون أنهم يعبدون الله ويصومون ويصلون ويطيعون الله، فقال تعالى لمحمد: لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا كفروا بالله وكفروا بمحمد.
[4640] حدثنا محمد بن يحيى ، أنبأ ، ثنا أبو غسان سلمة ، قال: قال محمد بن إسحاق ، حدثني محمد، مولى آل ، عن زيد بن ثابت ، مولى عكرمة قوله: ابن عباس لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا يعني: فنحاص وأشيع وأشباههما من الأحبار، الذين يفرحون بما يصيبوا من الدنيا على ما زينوا للناس من الضلالة.
والوجه الثالث:
[4641] حدثنا أنبأ محمد بن حماد الطهراني، حفص بن عمر ، ثنا الحكم بن أبان ، عن ، في قول الله: عكرمة لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا قال: قال : تبديلهم التوراة، واتباع من اتبعهم على ذلك. ابن عباس
[4642] حدثنا ، ثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو أحمد الزبيري ، عن سفيان أبي الجحاف ، عن مسلم البطين، عن : سعيد بن جبير لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا قال: هم اليهود كتمانهم محمدا صلى الله عليه وسلم.
[4643] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا ، ثنا يحيى بن آدم شريك ، عن أبي الجحاف ، عن مسلم البطين، عن ، في قوله: سعيد بن جبير يفرحون بما أتوا قال: أهل الكتاب يقولون: نحن على دين إبراهيم، وليسوا كذلك.
الوجه الرابع:
[4644] حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان، ثنا حدثني زيد بن الحباب، أفلح بن سعيد ، قال: سمعت ، قال: كان في بني إسرائيل رجال عباد فقهاء، فأدخلتهم الملوك فرخصوا لهم وأعطوهم، فخرجوا وهم فرحون بما أخذت الملوك من قولهم، وما أعطوا، فأنزل الله عز وجل: محمد بن كعب القرظي لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا .
[ ص: 839 ] الوجه الخامس:
[4645] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا نصر بن علي، أخبرنا أبي، عن ، عن شعبة المغيرة ، عن إبراهيم، في قوله: لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا قال: ناس من اليهود جهزوا جيشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وروي عن أنه قال: هم اليهود. قتادة
قوله تعالى: ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا
[4646] حدثنا ، ثنا أبي سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن جعفر يعني: ابن أبي كثير، حدثني ، عن زيد بن أسلم ، عطاء بن يسار ، أن رجالا من المنافقين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا إذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الغزو، وتخلفوا عنه، وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتذروا إليه، وحلفوا، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا. فنزلت هذه الآية: أبي سعيد الخدري لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا . عن
الوجه الثاني:
[4647] حدثنا أحمد بن يونس بن المسيب، ومحمد بن عمار ، قالا: ثنا قال: قال حجاج بن محمد، : وأخبرني ابن جريج ابن أبي مليكة ، أن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، أخبره مروان قال: اذهب يا رافع لبوابه إلى فقل: لئن كان كل امرئ منا فرح بما أوتي أحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا، لنعذبن أجمعين فقال ابن عباس : ما لكم وهذه؟ أما أنزلت هذه الآية في أهل الكتاب ثم تلا ابن عباس : ابن عباس وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه وتلا : ابن عباس لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فقال : سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء، فكتموه وأخبروه بغيره، فخرجوا، وقد [ ص: 840 ] أروه أن قد أخبروه ما سألهم عنه، واستحمدوا بذلك إليه، وفرحوا بما أتوا من كتمانهم إياه ما سألهم عنه ابن عباس . أن
الوجه الثالث:
[4648] أخبرنا محمد بن سعد العوفي ، فيما كتب إلي، حدثني أبي، حدثني عمي الحسين ، عن أبيه، عن جده، عن ، قوله: ابن عباس ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا من الصوم والصلاة.
الوجه الرابع:
[4649] حدثنا ، ثنا أحمد بن سنان عبد الله بن مهدي، عن ، عن سفيان أبي الجحاف ، عن مسلم البطين، عن : سعيد بن جبير ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا يقولون نحن على دين إبراهيم، وليسوا على دين إبراهيم.
الوجه الخامس:
[4650] حدثنا محمد بن يحيى ، أنبأ ، ثنا أبو غسان سلمة ، قال: قال محمد بن إسحاق : وحدثني محمد، مولى آل زيد بن ثابت ، عن : قوله: عكرمة، مولى ابن عباس ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا أن يقول الناس لهم علماء، وليسوا بأهل علم لم يحملوهم على خير ولا هدى، ويحبون أن يقول الناس، قد فعلوا .
الوجه السادس:
[4651] حدثنا الحسن بن أحمد ، ثنا موسى بن محكم ، ثنا ، ثنا أبو بكر الحنفي ، قال: سألت عباد بن منصور عن قوله: الحسن ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا قال: فقال يعني: اليهود من أهل خيبر قدموا على رسول الله وفرحوا به، فذاك حيث قال الله تعالى: لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فزعم أنهم قالوا للناس حين خرجوا إليهم: قد قبلنا الدين ورضينا، فأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا.
الوجه السابع:
[4652] حدثنا ، ثنا أسيد بن عاصم حسين بن حفص ، ثنا ، عن سفيان أبي حيان، عن أبي الزنباع، عن أبي دهقان، قال: صحب رجل فقال : [ ص: 841 ] يا الأحنف بن قيس أبا بحر: ألا تميل فنحملك على ظهر؟ فقال: يا ابن أخي لعلك من العراضين؟ قال: وما العراضون؟ الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا قال: إني إني قال: يا ابن أخي إذا أعرض لك الحق فاقصد له، واله عما سواه.
قوله تعالى: فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب
[4653] أخبرنا محمد بن سعد العوفي فيما كتب إلي، ثنا أبي، عن عمي الحسين ، عن : قال الله تعالى ابن عباس لمحمد صلى الله عليه وسلم: فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب بما أتوا، كفروا بالله تعالى: وكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم.
]4654] حدثنا عبيد الله بن إسماعيل البغدادي، ثنا خلف يعني: ابن هشام ، ثنا الخفاف، عن هارون، عن : يحيى بن يعمر فلا تحسبنهم يعني: أنفسهم.
قوله تعالى: ولهم عذاب أليم قد تقدم تفسيره .