[ ص: 68 ] وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى هذا تفسير آيات أشكلت حتى لا يوجد في طائفة من " كتب في التفسير " إلا ما هو خطأ [ فيها ] .
منها إن الذين آمنوا والذين هادوا } الآيتين فهو سبحانه وصف أهل السعادة من الأولين والآخرين وهو الذي يدل عليه اللفظ ويعرف به معناه من غير تناقض ومناسبة لما قبلها ولما بعدها وهو المعروف عند قوله : { السلف ويدل عليه ما ذكروه من سبب نزولها بالأسانيد الثابتة عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد { سلمان : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل دين كنت معهم فذكر من عبادتهم فنزلت الآية } . ولم يذكر فيه أنهم من أهل النار كما روي بأسانيد ضعيفة وهذا هو الصحيح كما في قال مسلم { } . إلا بقايا من أهل الكتاب
والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يجيب بما لا علم عنده وقد [ ص: 69 ] ثبت أنه أثنى على من مات في الفترة كزيد بن عمرو وغيره ولم يذكر ابن أبي حاتم خلافا عن السلف ; لكن ذكر عن ابن عباس ثم أنزل الله { ومن يبتغ غير الإسلام دينا } الآية ومراده أن الله يبين أنه لا يقبل إلا الإسلام من الأولين والآخرين وكثير من السلف يريد بلفظ النسخ رفع ما يظن أن الآية دالة عليه ; فإن من المعلوم أن واحدا فهو كافر فلا يتناوله قوله : { من كذب رسولا من آمن بالله } إلخ .
وظن بعض الناس : أن الآية فيمن بعث إليهم محمد صلى الله عليه وسلم خاصة فغلطوا ثم افترقوا على أقوال متناقضة .