[ ص: 255 ] فصل
nindex.php?page=treesubj&link=28269ولفظ النية يراد بها النوع من المصدر ويراد بها المنوي واستعمالها في هذا لعله أغلب في كلام
العرب فيكون المراد إنما الأعمال بحسب ما نواه العامل أي : بحسب منويه ولهذا قال في تمامه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=24904فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله } فذكر ما ينويه العامل ويريده بعمله وهو الغاية المطلوبة له . فإن كل متحرك بالإرادة لا بد له من مراد .
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598178nindex.php?page=treesubj&link=17970أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن وأقبحها حرب ومرة وأصدقها حارث وهمام } فإن كل آدمي حارث وهمام والحارث هو العامل الكاسب والهمام الذي يهم ويريد . قال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4334&ayano=42من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب } فقوله حرث الدنيا أي كسبها وعملها ولهذا وضع
الحريري مقاماته على لسان
الحارث بن همام لصدق هذا الوصف على كل أحد .
[ ص: 255 ] فَصْلٌ
nindex.php?page=treesubj&link=28269وَلَفْظُ النِّيَّةِ يُرَادُ بِهَا النَّوْعُ مِنْ الْمَصْدَرِ وَيُرَادُ بِهَا الْمَنْوِيُّ وَاسْتِعْمَالُهَا فِي هَذَا لَعَلَّهُ أَغْلَبُ فِي كَلَامِ
الْعَرَبِ فَيَكُونُ الْمُرَادُ إنَّمَا الْأَعْمَالُ بِحَسَبِ مَا نَوَاهُ الْعَامِلُ أَيْ : بِحَسَبِ مَنْوِيِّهِ وَلِهَذَا قَالَ فِي تَمَامِهِ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=24904فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ } فَذَكَرَ مَا يَنْوِيهِ الْعَامِلُ وَيُرِيدُهُ بِعَمَلِهِ وَهُوَ الْغَايَةُ الْمَطْلُوبَةُ لَهُ . فَإِنَّ كُلَّ مُتَحَرِّكٍ بِالْإِرَادَةِ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ مُرَادٍ .
وَلِهَذَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=598178nindex.php?page=treesubj&link=17970أَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةُ وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ وَهَمَّامٌ } فَإِنَّ كُلَّ آدَمِيٍّ حَارِثٌ وَهَمَّامٌ وَالْحَارِثُ هُوَ الْعَامِلُ الْكَاسِبُ وَالْهَمَّامُ الَّذِي يَهُمُّ وَيُرِيدُ . قَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4334&ayano=42مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ } فَقَوْلُهُ حَرْثَ الدُّنْيَا أَيْ كَسْبَهَا وَعَمَلَهَا وَلِهَذَا وَضَعَ
الْحَرِيرِيُّ مَقَامَاتِهِ عَلَى لِسَان
الْحَارِثِ بْنِ هَمَّامٍ لِصِدْقِ هَذَا الْوَصْفِ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ .