[ ص: 407 ] فصل
فهذا فيما يشبه الاتحاد أو الحلول في معين كنبي أو رجل صالح ونحو ذلك .
قد بينا ما فيه من الحق المحض وما فيه من الحق الملبوس بباطل وسنبين إن شاء الله ما فيه من الباطل المحض .
وهذا القسم إنما يقع فيمن يعبد الله سبحانه ويتولاه أو يظن به ذلك فإنه بذلك تظهر ألوهية الله في عبده وتظهر إنابة العبد إلى ربه وموافقته له في محبته ورضاه وأمره ونهيه .
وقد يشتبه بهذا قسم آخر ; وهو
nindex.php?page=treesubj&link=28660ما يظهره الرب من آثار ربوبيته في بعض عباده وإن كان ذلك ليس مأمورا به ولا هو عبادة له مثل ما يعطيه من ملكه وسلطانه بعض الملوك المسلطين ممن قد يكون مسلما وقد لا يكون
كفرعون وجنكسخان ونحوهما وما يهبه من الرزق والمال لبعض عباده وما يقسمه من الجمال لبعض عباده من الرجال والنساء .
وكذلك ما يهبه من العلوم والمعارف أو يهبه من الأحوال أو يعطيه من
[ ص: 408 ] خوارق العادات من أنواع المكاشفات والتأثيرات سواء كان هؤلاء مؤمنين أو كفارا مثل
الأعور الدجال ونحوه .
فإنه في هذا القسم يقوم في العبد المعين من آثار الربوبية وأحكام القدرة أكثر مما يقوم بغيره كما يقوم بالقسم الأول من آثار الألوهية وأحكام الشرع أكثر مما يقوم بغيره ; وقد يجتمع القسمان في عبد كما يجتمع في الملائكة والأنبياء والأولياء : مثل نبينا صلى الله عليه وسلم
والمسيح ابن مريم وغيرهما .
فهذا القسم وحده كاف في أحكام الكلمات الكونية كالقسم الأول في أحكام الكلمات الدينية ; فإن
nindex.php?page=treesubj&link=28660الحوادث إنما تكون بمشيئة الله وقدرته . وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ ويعوذ ويأمر بالاستعاذة بكلمات الله التامات التي لا يجاوزها بر ولا فاجر .
فالكلمات التي بها كون الله الكائنات لا يخرج عنها بر ولا فاجر ; فما من ملك ولا سلطان ولا مال ولا جمال ولا علم ولا حال ولا كشف ولا تصرف إلا وهو بمشيئته وقدرته وكلماته التامات ولكن من ذلك ما هو محبوب لله مأمور به ومنه ما هو مكروه لله منهي عنه بل مباح أو عفو . وإذا كان واقعا بمشيئة الله وقدرته وكلمته ولا يقدر على ذلك غيره وهو مضاف إلى الله من جهة ربوبيته وملكه . فبينه وبين القسم الأول من الاشتراك والمشابهة ما أوجب أن أقواما غلطوا في أمر الله فجعلوه في القسمين واحدا .
[ ص: 409 ] بل غلطوا أيضا في نفس الرب فألحقوا بعض العباد المعبدين من القسم الثاني ببعض العباد العابدين من القسم الأول ودخلوا في الاتحاد والحلول من هذا الوجه حتى عبد من عبد
فرعون والدجال وعبد آخرون الصور الجميلة ونحو ذلك ويزعمون أن هذا مظاهر الجمال ; وكفر هؤلاء بالعبادات والإيمان تارة وبالمعبود أخرى .
ولما كان المقصود هنا بيان الحق من ذلك أو ما فيه حق : ذكرنا هذا .
أما الأول : فإن
nindex.php?page=treesubj&link=28660الله سبحانه قد فرق بالقرآن وبالإيمان بين أمره الديني وخلقه الكوني . فإن الله سبحانه خالق كل شيء ورب كل شيء ومليكه سواء في ذلك الذوات وصفاتها وأفعالها وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لا يخرج عن مشيئته شيء ولا يكون شيء إلا بمشيئته .
وقد كذب ببعض ذلك
القدرية المجوسية من هذه الأمة وغيرها وهم الذين يزعمون أن الله لم يخلق أفعال عباده من الملائكة والجن والإنس والبهائم ولا يقدر على أن يفعل بعباده من الخير أكثر مما فعله بهم ; بل ولا على أفعالهم ; فليس هو على كل شيء قدير أو أن ما كان من السيئات فهو واقع على خلاف مشيئته وإرادته . وهم ضلال مبتدعة مخالفون للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة ; ولما عرف بالعقل والذوق .
ثم إنه قابلهم قوم شر منهم وهم
القدرية المشركية الذين رأوا الأفعال
[ ص: 410 ] واقعة بمشيئته وقدرته . فقالوا : {
nindex.php?page=tafseer&surano=943&ayano=6لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء } ولو كره الله شيئا لأزاله وما في العالم إلا ما يحبه الله ويرضاه وما ثم عاص وأنا كافر برب يعصى وإن كان هذا قد عصى الأمر فقد أطاع الإرادة ; وربما استدلوا بالجبر وجعلوا العبد مجبورا والمجبور معذور والفعل لله فيه لا له ; فلا لوم عليه .
فهؤلاء كافرون بكتب الله ورسله وبأمر الله ونهيه وثوابه وعقابه ووعده ووعيده ودينه وشرعه كفرا لا ريب فيه وهم أكفر من
اليهود والنصارى بل أكفر من
الصابئة والبراهمة الذين يقولون بالسياسات العقلية .
فإن هؤلاء كافرون بالديانات والشرائع الإلهية وبالآيات والسياسات العقلية .
وأما الأولون : ففي تكفيرهم تفصيل ليس هذا موضعه .
وهؤلاء أعداء الله وأعداء جميع رسله بل أعداء جميع عقلاء بني
آدم بل أعداء أنفسهم ; فإن هذا القول لا يمكن أحدا أن يطرده ولا يعمل به ساعة من زمان إذ لازمه : أن لا يدفع ظلم ظالم ولا يعاقب معتد ولا يعاقب مسيء لا بمثل إساءته ولا بأكثر منها .
وأكثر هؤلاء إنما يشيرون إلى ذلك عند أهواء أنفسهم لرفع الملام عنهم وإلا فإذا كان لهم هذا مع أحد قابلوه وقاتلوه واعتدوا عليه أيضا ولا يقفون
[ ص: 411 ] عند حد ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة بل هم كما قال الله {
nindex.php?page=tafseer&surano=3638&ayano=33وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا } ظلمة جهال مثل السبع العادي يفعلون بحكم الأهواء المحضة ويدفعون عن أنفسهم الملام والعذل أو ما يجب عليهم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجبر الباطل وبملاحظة القدر النافذ معرضين عن الأمر والنهي ولا يفعلون مثل ذلك بمن اعتدى عليهم وظلمهم وآذاهم بل ولا بمن قصر في حقوقهم بل ولا بمن أطاع الله : فأمر بما أمر الله به ونهى عما نهى الله عنه . وقد بسطت الكلام في هؤلاء
القدرية والقسم الأول وذكرت
القدرية الإبليسية في غير هذا الموضع ; وإنما الغرض هنا التنبيه على معاقد الأقوال .
وقد فرق الله في كتابه بين القسمين بين من قام بكلماته الكونيات وبين من اتبع كلماته الدينيات وذلك في أمره وإرادته وقضائه وحكمه وإذنه وبعثه وإرساله ; فقال في الأمر الديني الشرعي : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2007&ayano=16إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى } {
nindex.php?page=tafseer&surano=555&ayano=4إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها } {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=2إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة } .
وقال في الأمر الكوفي القدري : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3823&ayano=36إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=1918&ayano=16أتى أمر الله فلا تستعجلوه } وكذلك قوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2062&ayano=17وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها } على أحد الأقوال .
وقال في الإرادة الدينية الشرعية {
nindex.php?page=tafseer&surano=194&ayano=2يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر }
[ ص: 412 ] {
nindex.php?page=tafseer&surano=523&ayano=4يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم } {
nindex.php?page=tafseer&surano=680&ayano=5ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج } .
وقال في الإرادة الكونية القدرية : {
nindex.php?page=tafseer&surano=920&ayano=6فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=1518&ayano=11ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم } {
nindex.php?page=tafseer&surano=715&ayano=5أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم } .
وبهذا الجمع والتفريق تزول الشبهة في مسألة الأمر الشرعي : هل هو مستلزم للإرادة الكونية أم لا ؟ فإن التحقيق أنه غير مستلزم للإرادة الكونية القدرية ; وإن كان مستلزما للإرادة الدينية الشرعية .
وقال في الإذن الديني : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5190&ayano=59ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله } .
وقال في الإذن الكوني : {
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله } .
وقال في القضاء الديني : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2069&ayano=17وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } أي أمر ربك بذلك .
وقال في القضاء الكوني : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4271&ayano=41فقضاهن سبع سماوات في يومين } .
وقال في الحكم الديني : {
nindex.php?page=tafseer&surano=675&ayano=5يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد } وقال : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5220&ayano=60ذلكم حكم الله يحكم بينكم } وقال : {
nindex.php?page=tafseer&surano=724&ayano=5أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون } .
وقال في الحكم الكوني : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1688&ayano=12فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين } .
وقد يجمع الحكمين مثل ما في قوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1648&ayano=6إن الحكم إلا لله } وكذلك فعله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4193&ayano=40والله يقضي بالحق } .
وقال في البعثين والإرسالين : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5241&ayano=62هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2051&ayano=17بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد } وقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3611&ayano=33إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5157&ayano=57لقد أرسلنا رسلنا بالبينات } وقد قال : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2352&ayano=19ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا } وقال : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1839&ayano=15وأرسلنا الرياح لواقح } .
[ ص: 407 ] فَصْلٌ
فَهَذَا فِيمَا يُشْبِهُ الِاتِّحَادَ أَوْ الْحُلُولَ فِي مُعَيَّنٍ كَنَبِيِّ أَوْ رَجُلٍ صَالِحٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ .
قَدْ بَيَّنَّا مَا فِيهِ مِنْ الْحَقِّ الْمَحْضِ وَمَا فِيهِ مِنْ الْحَقِّ الْمَلْبُوسِ بِبَاطِلِ وَسَنُبَيِّنُ إنْ شَاءَ اللَّهُ مَا فِيهِ مِنْ الْبَاطِلِ الْمَحْضِ .
وَهَذَا الْقِسْمُ إنَّمَا يَقَعُ فِيمَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَيَتَوَلَّاهُ أَوْ يُظَنُّ بِهِ ذَلِكَ فَإِنَّهُ بِذَلِكَ تَظْهَرُ أُلُوهِيَّةُ اللَّهِ فِي عَبْدِهِ وَتَظْهَرُ إنَابَةُ الْعَبْدِ إلَى رَبِّهِ وَمُوَافَقَتُهُ لَهُ فِي مَحَبَّتِهِ وَرِضَاهُ وَأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ .
وَقَدْ يَشْتَبِهُ بِهَذَا قِسْمٌ آخَرُ ; وَهُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=28660مَا يُظْهِرُهُ الرَّبُّ مِنْ آثَارِ رُبُوبِيَّتِهِ فِي بَعْضِ عِبَادِهِ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ لَيْسَ مَأْمُورًا بِهِ وَلَا هُوَ عِبَادَةٌ لَهُ مِثْلَ مَا يُعْطِيهِ مِنْ مُلْكِهِ وَسُلْطَانِهِ بَعْضَ الْمُلُوكِ الْمُسَلَّطِينَ مِمَّنْ قَدْ يَكُونُ مُسْلِمًا وَقَدْ لَا يَكُونُ
كَفِرْعَوْنَ وجنكسخان وَنَحْوَهُمَا وَمَا يَهَبُهُ مِنْ الرِّزْقِ وَالْمَالِ لِبَعْضِ عِبَادِهِ وَمَا يُقَسِّمُهُ مِنْ الْجَمَالِ لِبَعْضِ عِبَادِهِ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ .
وَكَذَلِكَ مَا يَهَبُهُ مِنْ الْعُلُومِ وَالْمَعَارِفِ أَوْ يَهَبُهُ مِنْ الْأَحْوَالِ أَوْ يُعْطِيهِ مِنْ
[ ص: 408 ] خَوَارِقِ الْعَادَاتِ مِنْ أَنْوَاعِ الْمُكَاشَفَاتِ وَالتَّأْثِيرَاتِ سَوَاءٌ كَانَ هَؤُلَاءِ مُؤْمِنِينَ أَوْ كُفَّارًا مِثْلَ
الْأَعْوَرِ الدَّجَّالِ وَنَحْوَهُ .
فَإِنَّهُ فِي هَذَا الْقِسْمِ يَقُومُ فِي الْعَبْدِ الْمُعَيَّنِ مِنْ آثَارِ الرُّبُوبِيَّةِ وَأَحْكَامِ الْقُدْرَةِ أَكْثَرَ مِمَّا يَقُومُ بِغَيْرِهِ كَمَا يَقُومُ بِالْقِسْمِ الْأَوَّلِ مِنْ آثَارِ الْأُلُوهِيَّةِ وَأَحْكَامِ الشَّرْعِ أَكْثَرَ مِمَّا يَقُومُ بِغَيْرِهِ ; وَقَدْ يَجْتَمِعُ الْقِسْمَانِ فِي عَبْدٍ كَمَا يَجْتَمِعُ فِي الْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْلِيَاءِ : مِثْلُ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَالْمَسِيحِ ابْنِ مَرْيَمَ وَغَيْرِهِمَا .
فَهَذَا الْقِسْمُ وَحْدَهُ كَافٍ فِي أَحْكَامِ الْكَلِمَاتِ الْكَوْنِيَّةِ كَالْقِسْمِ الْأَوَّلِ فِي أَحْكَامِ الْكَلِمَاتِ الدِّينِيَّةِ ; فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28660الْحَوَادِثَ إنَّمَا تَكُونُ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ . وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَعِيذُ وَيَعُوذُ وَيَأْمُرُ بِالِاسْتِعَاذَةِ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهَا بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ .
فَالْكَلِمَاتُ الَّتِي بِهَا كَوَّنَ اللَّهُ الْكَائِنَاتِ لَا يَخْرُجُ عَنْهَا بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ ; فَمَا مِنْ مُلْكٍ وَلَا سُلْطَانٍ وَلَا مَالٍ وَلَا جَمَالٍ وَلَا عِلْمٍ وَلَا حَالٍ وَلَا كَشْفٍ وَلَا تَصَرُّفٍ إلَّا وَهُوَ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ وَكَلِمَاتِهِ التَّامَّاتِ وَلَكِنْ مِنْ ذَلِكَ مَا هُوَ مَحْبُوبٌ لِلَّهِ مَأْمُورٌ بِهِ وَمِنْهُ مَا هُوَ مَكْرُوهٌ لِلَّهِ مَنْهِيٌّ عَنْهُ بَلْ مُبَاحٌ أَوْ عَفُوٌّ . وَإِذَا كَانَ وَاقِعًا بِمَشِيئَةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ وَكَلِمَتِهِ وَلَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُهُ وَهُوَ مُضَافٌ إلَى اللَّهِ مِنْ جِهَةِ رُبُوبِيَّتِهِ وَمُلْكِهِ . فَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِسْمِ الْأَوَّلِ مِنْ الِاشْتِرَاكِ وَالْمُشَابَهَةِ مَا أَوْجَبَ أَنَّ أَقْوَامًا غَلِطُوا فِي أَمْرِ اللَّهِ فَجَعَلُوهُ فِي الْقِسْمَيْنِ وَاحِدًا .
[ ص: 409 ] بَلْ غَلِطُوا أَيْضًا فِي نَفْسِ الرَّبِّ فَأَلْحَقُوا بَعْضَ الْعِبَادِ الْمُعْبَدِينَ مِنْ الْقِسْمِ الثَّانِي بِبَعْضِ الْعِبَادِ الْعَابِدِينَ مِنْ الْقِسْمِ الْأَوَّلِ وَدَخَلُوا فِي الِاتِّحَادِ وَالْحُلُولِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ حَتَّى عَبَدَ مَنْ عَبَدَ
فِرْعَوْنَ وَالدَّجَّالَ وَعَبَدَ آخَرُونَ الصُّوَرَ الْجَمِيلَةَ وَنَحْوَ ذَلِكَ وَيَزْعُمُونَ أَنَّ هَذَا مَظَاهِرُ الْجَمَالِ ; وَكَفَرَ هَؤُلَاءِ بِالْعِبَادَاتِ وَالْإِيمَانِ تَارَةً وَبِالْمَعْبُودِ أُخْرَى .
وَلَمَّا كَانَ الْمَقْصُودُ هُنَا بَيَانَ الْحَقِّ مِنْ ذَلِكَ أَوْ مَا فِيهِ حَقٌّ : ذَكَرْنَا هَذَا .
أَمَّا الْأَوَّلُ : فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28660اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ فَرَّقَ بِالْقُرْآنِ وَبِالْإِيمَانِ بَيْنَ أَمْرِهِ الدِّينِيِّ وَخَلْقِهِ الْكَوْنِيِّ . فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَرَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكُهُ سَوَاءٌ فِي ذَلِكَ الذَّوَاتُ وَصِفَاتُهَا وَأَفْعَالُهَا وَمَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ لَا يَخْرُجُ عَنْ مَشِيئَتِهِ شَيْءٌ وَلَا يَكُونُ شَيْءٌ إلَّا بِمَشِيئَتِهِ .
وَقَدْ كَذَّبَ بِبَعْضِ ذَلِكَ
الْقَدَرِيَّةُ الْمَجُوسِيَّةُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَغَيْرِهَا وَهُمْ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ أَفْعَالَ عِبَادِهِ مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَالْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَلَا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَفْعَلَ بِعِبَادِهِ مِنْ الْخَيْرِ أَكْثَرَ مِمَّا فَعَلَهُ بِهِمْ ; بَلْ وَلَا عَلَى أَفْعَالِهِمْ ; فَلَيْسَ هُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أَوْ أَنَّ مَا كَانَ مِنْ السَّيِّئَاتِ فَهُوَ وَاقِعٌ عَلَى خِلَافِ مَشِيئَتِهِ وَإِرَادَتِهِ . وَهُمْ ضَلَالٌ مُبْتَدِعَةٌ مُخَالِفُونَ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ سَلَفِ الْأُمَّةِ ; وَلِمَا عُرِفَ بِالْعَقْلِ وَالذَّوْقِ .
ثُمَّ إنَّهُ قَابَلَهُمْ قَوْمٌ شَرٌّ مِنْهُمْ وَهُمْ
الْقَدَرِيَّةُ المشركية الَّذِينَ رَأَوْا الْأَفْعَالَ
[ ص: 410 ] وَاقِعَةً بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ . فَقَالُوا : {
nindex.php?page=tafseer&surano=943&ayano=6لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ } وَلَوْ كَرِهَ اللَّهُ شَيْئًا لَأَزَالَهُ وَمَا فِي الْعَالَمِ إلَّا مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَيَرْضَاهُ وَمَا ثَمَّ عَاصٍ وَأَنَا كَافِرٌ بِرَبِّ يُعْصَى وَإِنْ كَانَ هَذَا قَدْ عَصَى الْأَمْرَ فَقَدْ أَطَاعَ الْإِرَادَةَ ; وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِالْجَبْرِ وَجَعَلُوا الْعَبْدَ مَجْبُورًا وَالْمَجْبُورُ مَعْذُورٌ وَالْفِعْلُ لِلَّهِ فِيهِ لَا لَهُ ; فَلَا لَوْمَ عَلَيْهِ .
فَهَؤُلَاءِ كَافِرُونَ بِكُتُبِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَبِأَمْرِ اللَّهِ وَنَهْيِهِ وَثَوَابِهِ وَعِقَابِهِ وَوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ وَدِينِهِ وَشَرْعِهِ كُفْرًا لَا رَيْبَ فِيهِ وَهُمْ أَكْفَرُ مِنْ
الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى بَلْ أَكْفَرُ مِنْ
الصَّابِئَةِ والبراهمة الَّذِينَ يَقُولُونَ بِالسِّيَاسَاتِ الْعَقْلِيَّةِ .
فَإِنَّ هَؤُلَاءِ كَافِرُونَ بِالدِّيَانَاتِ وَالشَّرَائِعِ الْإِلَهِيَّةِ وَبِالْآيَاتِ وَالسِّيَاسَاتِ الْعَقْلِيَّةِ .
وَأَمَّا الْأَوَّلُونَ : فَفِي تَكْفِيرِهِمْ تَفْصِيلٌ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَهُ .
وَهَؤُلَاءِ أَعْدَاءُ اللَّهِ وَأَعْدَاءُ جَمِيعِ رُسُلِهِ بَلْ أَعْدَاءُ جَمِيعِ عُقَلَاءِ بَنِي
آدَمَ بَلْ أَعْدَاءُ أَنْفُسِهِمْ ; فَإِنَّ هَذَا الْقَوْلَ لَا يُمَكِّنُ أَحَدًا أَنْ يَطْرُدَهُ وَلَا يَعْمَلَ بِهِ سَاعَةً مِنْ زَمَانٍ إذْ لَازَمَهُ : أَنْ لَا يَدْفَعَ ظُلْمَ ظَالِمٍ وَلَا يُعَاقِبُ مُعْتَدٍّ وَلَا يُعَاقِبُ مُسِيءٍ لَا بِمِثْلِ إسَاءَتِهِ وَلَا بِأَكْثَرَ مِنْهَا .
وَأَكْثَرُ هَؤُلَاءِ إنَّمَا يُشِيرُونَ إلَى ذَلِكَ عِنْدَ أَهْوَاءِ أَنْفُسِهِمْ لِرَفْعِ الْمَلَامِ عَنْهُمْ وَإِلَّا فَإِذَا كَانَ لَهُمْ هَذَا مَعَ أَحَدٍ قَابَلُوهُ وَقَاتَلُوهُ وَاعْتَدَوْا عَلَيْهِ أَيْضًا وَلَا يَقِفُونَ
[ ص: 411 ] عِنْدَ حَدٍّ وَلَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إلًّا وَلَا ذِمَّةً بَلْ هُمْ كَمَا قَالَ اللَّهُ {
nindex.php?page=tafseer&surano=3638&ayano=33وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا } ظَلَمَةٌ جُهَّالٌ مِثْلُ السَّبُعِ الْعَادِي يَفْعَلُونَ بِحُكْمِ الْأَهْوَاءِ الْمَحْضَةِ وَيَدْفَعُونَ عَنْ أَنْفُسِهِمْ الْمَلَامَ وَالْعَذَلَ أَوْ مَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ بِالْجَبْرِ الْبَاطِلِ وَبِمُلَاحَظَةِ الْقَدْرِ النَّافِذِ مُعْرِضِينَ عَنْ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَلَا يَفْعَلُونَ مِثْلَ ذَلِكَ بِمَنْ اعْتَدَى عَلَيْهِمْ وَظَلَمَهُمْ وَآذَاهُمْ بَلْ وَلَا بِمَنْ قَصَّرَ فِي حُقُوقِهِمْ بَلْ وَلَا بِمَنْ أَطَاعَ اللَّهَ : فَأَمَرَ بِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَنَهَى عَمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ . وَقَدْ بَسَطْت الْكَلَامَ فِي هَؤُلَاءِ
الْقَدَرِيَّةِ وَالْقِسْمُ الْأَوَّلُ وَذَكَرْت
الْقَدَرِيَّةَ الإبليسية فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ ; وَإِنَّمَا الْغَرَضُ هُنَا التَّنْبِيهُ عَلَى مَعَاقِدِ الْأَقْوَالِ .
وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ بَيْنَ الْقِسْمَيْنِ بَيْنَ مَنْ قَامَ بِكَلِمَاتِهِ الْكَوْنِيَّاتِ وَبَيْنَ مَنْ اتَّبَعَ كَلِمَاتِهِ الدِّينِيَّاتِ وَذَلِكَ فِي أَمْرِهِ وَإِرَادَتِهِ وَقَضَائِهِ وَحُكْمِهِ وَإِذْنِهِ وَبَعْثِهِ وَإِرْسَالِهِ ; فَقَالَ فِي الْأَمْرِ الدِّينِيِّ الشَّرْعِيِّ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2007&ayano=16إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى } {
nindex.php?page=tafseer&surano=555&ayano=4إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إلَى أَهْلِهَا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=2إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً } .
وَقَالَ فِي الْأَمْرِ الْكُوفِيِّ الْقَدَرِيِّ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3823&ayano=36إنَّمَا أَمْرُهُ إذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=1918&ayano=16أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ } وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2062&ayano=17وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا } عَلَى أَحَدِ الْأَقْوَالِ .
وَقَالَ فِي الْإِرَادَةِ الدِّينِيَّةِ الشَّرْعِيَّةِ {
nindex.php?page=tafseer&surano=194&ayano=2يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ }
[ ص: 412 ] {
nindex.php?page=tafseer&surano=523&ayano=4يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=680&ayano=5مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ } .
وَقَالَ فِي الْإِرَادَةِ الْكَوْنِيَّةِ الْقَدَرِيَّةِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=920&ayano=6فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=1518&ayano=11وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=715&ayano=5أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ } .
وَبِهَذَا الْجَمْعِ وَالتَّفْرِيقِ تَزُولُ الشُّبْهَةُ فِي مَسْأَلَةِ الْأَمْرِ الشَّرْعِيِّ : هَلْ هُوَ مُسْتَلْزِمٌ لِلْإِرَادَةِ الْكَوْنِيَّةِ أَمْ لَا ؟ فَإِنَّ التَّحْقِيقَ أَنَّهُ غَيْرُ مُسْتَلْزِمٍ لِلْإِرَادَةِ الْكَوْنِيَّةِ الْقَدَرِيَّةِ ; وَإِنْ كَانَ مُسْتَلْزِمًا لِلْإِرَادَةِ الدِّينِيَّةِ الشَّرْعِيَّةِ .
وَقَالَ فِي الْإِذْنِ الدِّينِيِّ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5190&ayano=59مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ } .
وَقَالَ فِي الْإِذْنِ الْكَوْنِيِّ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=2وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ } .
وَقَالَ فِي الْقَضَاءِ الدِّينِيِّ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2069&ayano=17وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إلَّا إيَّاهُ } أَيْ أَمَرَ رَبُّك بِذَلِكَ .
وَقَالَ فِي الْقَضَاءِ الْكَوْنِيِّ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4271&ayano=41فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ } .
وَقَالَ فِي الْحُكْمِ الدِّينِيِّ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=675&ayano=5يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ } وَقَالَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5220&ayano=60ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ } وَقَالَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=724&ayano=5أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } .
وَقَالَ فِي الْحُكْمِ الْكَوْنِيِّ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1688&ayano=12فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ } .
وَقَدْ يَجْمَعُ الْحُكْمَيْنِ مِثْلَ مَا فِي قَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1648&ayano=6إنِ الْحُكْمُ إلَّا لِلَّهِ } وَكَذَلِكَ فِعْلُهُ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4193&ayano=40وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ } .
وَقَالَ فِي الْبَعْثَيْنِ وَالْإِرْسَالَيْنِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5241&ayano=62هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2051&ayano=17بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ } وَقَوْلُهُ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3611&ayano=33إنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5157&ayano=57لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ } وَقَدْ قَالَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2352&ayano=19أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا } وَقَالَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1839&ayano=15وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ } .