[ ص: 103 ] nindex.php?page=treesubj&link=28712_28831والكلابية والأشعرية : خير من هؤلاء في باب الصفات فإنهم يثبتون لله الصفات العقلية ، وأئمتهم يثبتون الصفات الخبرية في الجملة كما فصلت أقوالهم في غير هذا الموضع
وأما في باب القدر ومسائل الأسماء والأحكام فأقوالهم متقاربة .
والكلابية هم أتباع
أبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب الذي سلك
الأشعري خطته
وأصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=13464ابن كلاب كالحارث المحاسبي ،
وأبي العباس القلانسي ونحوهما . خير من
الأشعرية في هذا وهذا فكلما كان الرجل إلى
السلف والأئمة أقرب كان قوله أعلى وأفضل
nindex.php?page=treesubj&link=28648_28831والكرامية قولهم في الإيمان قول منكر لم يسبقهم إليه أحد حيث جعلوا الإيمان قول اللسان وإن كان مع عدم تصديق القلب فيجعلون المنافق مؤمنا ; لكنه يخلد في النار فخالفوا الجماعة في الاسم دون الحكم ، وأما في الصفات والقدر والوعيد فهم أشبه من أكثر طوائف الكلام التي في أقوالها مخالفة للسنة
وأما
nindex.php?page=treesubj&link=28712_28834المعتزلة فهم ينفون الصفات ويقاربون قول جهم لكنهم
[ ص: 104 ] ينفون القدر ; فهم وإن عظموا الأمر والنهي والوعد والوعيد ; وغلوا فيه ; فهم يكذبون بالقدر ففيهم نوع من الشرك من هذا الباب ، والإقرار بالأمر والنهي والوعد والوعيد مع إنكار القدر خير من الإقرار بالقدر مع إنكار الأمر والنهي والوعد والوعيد
ولهذا لم يكن في زمن
الصحابة والتابعين من ينفي الأمر والنهي والوعد والوعيد وكان قد نبغ فيهم
القدرية كما نبغ فيهم
الخوارج :
الحرورية وإنما يظهر من البدع أولا ما كان أخفى وكلما ضعف من يقوم بنور النبوة قويت البدعة
فهؤلاء المتصوفون الذين يشهدون الحقيقة الكونية مع إعراضهم عن الأمر والنهي : شر من
القدرية المعتزلة ونحوهم : أولئك يشبهون
المجوس وهؤلاء يشبهون المشركين الذين قالوا : {
nindex.php?page=tafseer&surano=943&ayano=6لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء } والمشركون شر من
المجوس
فهذا أصل عظيم على المسلم أن يعرفه ; فإنه أصل الإسلام الذي يتميز به أصل الإيمان من أهل الكفر وهو
nindex.php?page=treesubj&link=28664الإيمان بالوحدانية والرسالة : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . وقد وقع كثير من الناس في الإخلال بحقيقة هذين الأصلين أو أحدهما مع ظنه أنه في غاية التحقيق والتوحيد والعلم والمعرفة .
[ ص: 103 ] nindex.php?page=treesubj&link=28712_28831والكلابية وَالْأَشْعَرِيَّةُ : خَيْرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ فِي بَابِ الصِّفَاتِ فَإِنَّهُمْ يُثْبِتُونَ لِلَّهِ الصِّفَاتِ الْعَقْلِيَّةَ ، وَأَئِمَّتُهُمْ يُثْبِتُونَ الصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةَ فِي الْجُمْلَةِ كَمَا فُصِّلَتْ أَقْوَالُهُمْ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ
وَأَمَّا فِي بَابِ الْقَدَرِ وَمَسَائِلِ الْأَسْمَاءِ وَالْأَحْكَامِ فَأَقْوَالُهُمْ مُتَقَارِبَةٌ .
والكلابية هُمْ أَتْبَاعُ
أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كِلَابٍ الَّذِي سَلَكَ
الْأَشْعَرِيُّ خُطَّتَهُ
وَأَصْحَابُ
nindex.php?page=showalam&ids=13464ابْنُ كِلَابٍ كَالْحَارِثِ الْمُحَاسَبِيِّ ،
وَأَبِي الْعَبَّاسِ القلانسي وَنَحْوِهِمَا . خَيْرٌ مِنْ
الْأَشْعَرِيَّةِ فِي هَذَا وَهَذَا فَكُلَّمَا كَانَ الرَّجُلُ إلَى
السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ أَقْرَبَ كَانَ قَوْلُهُ أَعْلَى وَأَفْضَلَ
nindex.php?page=treesubj&link=28648_28831والكرامية قَوْلُهُمْ فِي الْإِيمَانِ قَوْلٌ مُنْكَرٌ لَمْ يَسْبِقْهُمْ إلَيْهِ أَحَدٌ حَيْثُ جَعَلُوا الْإِيمَانَ قَوْلَ اللِّسَانِ وَإِنْ كَانَ مَعَ عَدَمِ تَصْدِيقِ الْقَلْبِ فَيَجْعَلُونَ الْمُنَافِقَ مُؤْمِنًا ; لَكِنَّهُ يَخْلُدُ فِي النَّارِ فَخَالَفُوا الْجَمَاعَةَ فِي الِاسْمِ دُونَ الْحُكْمِ ، وَأَمَّا فِي الصِّفَاتِ وَالْقَدَرِ وَالْوَعِيدِ فَهُمْ أَشْبَهُ مِنْ أَكْثَرِ طَوَائِفِ الْكَلَامِ الَّتِي فِي أَقْوَالِهَا مُخَالَفَةٌ لِلسُّنَّةِ
وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=28712_28834الْمُعْتَزِلَةُ فَهُمْ يَنْفُونَ الصِّفَاتِ وَيُقَارِبُونَ قَوْلَ جَهْمٍ لَكِنَّهُمْ
[ ص: 104 ] يَنْفُونَ الْقَدَرَ ; فَهُمْ وَإِنْ عَظَّمُوا الْأَمْرَ وَالنَّهْيَ وَالْوَعْدَ وَالْوَعِيدَ ; وَغَلَوْا فِيهِ ; فَهُمْ يُكَذِّبُونَ بِالْقَدَرِ فَفِيهِمْ نَوْعٌ مِنْ الشِّرْكِ مِنْ هَذَا الْبَابِ ، وَالْإِقْرَارُ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ مَعَ إنْكَارِ الْقَدَرِ خَيْرٌ مِنْ الْإِقْرَارِ بِالْقَدَرِ مَعَ إنْكَارِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ
وَلِهَذَا لَمْ يَكُنْ فِي زَمَنِ
الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ مَنْ يَنْفِي الْأَمْرَ وَالنَّهْيَ وَالْوَعْدَ وَالْوَعِيدَ وَكَانَ قَدْ نَبَغَ فِيهِمْ
الْقَدَرِيَّةُ كَمَا نَبَغَ فِيهِمْ
الْخَوَارِجُ :
الحرورية وَإِنَّمَا يَظْهَرُ مِنْ الْبِدَعِ أَوَّلًا مَا كَانَ أَخْفَى وَكُلَّمَا ضَعُفَ مَنْ يَقُومُ بِنُورِ النُّبُوَّةِ قَوِيَتْ الْبِدْعَةُ
فَهَؤُلَاءِ الْمُتَصَوِّفُونَ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ الْحَقِيقَةَ الْكَوْنِيَّةَ مَعَ إعْرَاضِهِمْ عَنْ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ : شَرٌّ مِنْ
الْقَدَرِيَّةِ الْمُعْتَزِلَةِ وَنَحْوِهِمْ : أُولَئِكَ يُشْبِهُونَ
الْمَجُوسَ وَهَؤُلَاءِ يُشْبِهُونَ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ قَالُوا : {
nindex.php?page=tafseer&surano=943&ayano=6لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ } وَالْمُشْرِكُونَ شَرٌّ مِنْ
الْمَجُوسِ
فَهَذَا أَصْلٌ عَظِيمٌ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَعْرِفَهُ ; فَإِنَّهُ أَصْلُ الْإِسْلَامِ الَّذِي يَتَمَيَّزُ بِهِ أَصْلُ الْإِيمَانِ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ وَهُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=28664الْإِيمَانُ بالوحدانية وَالرِّسَالَةِ : شَهَادَةِ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ . وَقَدْ وَقَعَ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فِي الْإِخْلَالِ بِحَقِيقَةِ هَذَيْنِ الْأَصْلَيْنِ أَوْ أَحَدِهِمَا مَعَ ظَنِّهِ أَنَّهُ فِي غَايَةِ التَّحْقِيقِ وَالتَّوْحِيدِ وَالْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ .