وأما ما ذكرت عن الشيخ "
نصر " أنه قال : كنت أوثر أن لا يحسوا به إلا وقد خرج خشية أن يعلم فلان وفلان فيطلعوا ويتكلموا .
فتكثر الغوغاء والكلام فعرفه أن كل من قال حقا : فأنا أحق من سمع الحق والتزمه وقبله .
سواء كان حلوا أو مرا وأنا أحق أن يتوب من ذنوبه التي صدرت منه ، بل وأحق بالعقوبة إذا كنت أضل المسلمين عن دينهم .
وقد قلت فيما مضى :
nindex.php?page=treesubj&link=18271_28802ما ينبغي لأحد أن يحمله تحننه لشخص وموالاته له على أن يتعصب معه بالباطل أو يعطل لأجله حدود الله تعالى ، بل قد قال
[ ص: 272 ] النبي صلى الله عليه وسلم " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=595435من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره } " .
وهذا الذي يخافه - من قيام " العدو " ونحوه في المحضر الذي قدم به من
الشام إلى
ابن مخلوف فيما يتعلق بالاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم - إن أظهروه كان وباله عليهم ودل على أنهم مشركون لا يفرقون بين دين المسلمين ودين النصارى .
فإن المسلمين متفقون على ما علموه بالاضطرار من دين الإسلام أن
nindex.php?page=treesubj&link=28679_28680_28681_28685العبد لا يجوز له أن يعبد ولا يدعو ولا يستغيث ولا يتوكل إلا على الله ، وأن من عبد ملكا مقربا أو نبيا مرسلا أو دعاه أو استغاث به فهو مشرك .
فلا يجوز عند أحد من المسلمين أن يقول القائل يا
جبرائيل أو يا
ميكائيل أو يا
إبراهيم أو يا
موسى أو يا رسول الله اغفر لي أو ارحمني أو ارزقني أو انصرني أو أغثني أو أجرني من عدوي أو نحو ذلك ، بل هذا كله من خصائص الإلهية .
وهذه مسائل شريفة معروفة قد بينها العلماء وذكروا الفرق بين حقوق الله التي يختص بها [ دون ] الرسل .
والحقوق التي له ولرسله ، كما يميز سبحانه بين ذلك في مثل قوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4640&ayano=48وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا } فالتعزير والتوقير للرسول ، والتسبيح بكرة وأصيلا لله .
[ ص: 273 ] وكما قال : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2867&ayano=24ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون } .
فالطاعة لله ولرسوله والخشية والتقوى لله وحده وكما يقول المرسلون : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5493&ayano=71أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون } فيجعلون العبادة والتقوى لله وحده ويجعلون لهم الطاعة قال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5537&ayano=72وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5538&ayano=72وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5539&ayano=72قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5540&ayano=72قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5541&ayano=72قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا } .
وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3171&ayano=26فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين } .
وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3662&ayano=34قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير } {
nindex.php?page=tafseer&surano=3663&ayano=34ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له } وقال تعالى .
{
nindex.php?page=tafseer&surano=264&ayano=2من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2102&ayano=17قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2103&ayano=17أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا } وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1275&ayano=9اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون } .
وقال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=375&ayano=3ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون } {
nindex.php?page=tafseer&surano=376&ayano=3ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون } فمن
nindex.php?page=treesubj&link=29428اتخذ الملائكة والنبيين أربابا فقد كفر بعد إسلامه باتفاق المسلمين ; ولأجل هذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن
nindex.php?page=treesubj&link=28697اتخاذ المساجد على القبور وعن أن يجعل لله ندا في خصائص الربوبية : ففي الصحيحين عنه أنه قال : " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=595436لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد } " يحذر ما فعلوا وفي الصحيح عنه أنه قال : " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=69202إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك } وفي السنن عنه أنه قال : " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=595437لا تتخذوا قبري عيدا } " .
وروي عنه أنه قال : " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=595438اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد } " .
{
nindex.php?page=hadith&LINKID=30523وقال له رجل : ما شاء الله وشئت ، فقال : أجعلتني لله ندا ؟ قل ما شاء الله وحده } " .
ولهذا قال العلماء : من زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا يستلمه ولا يقبله ولا يشبه بيت المخلوق ببيت الخالق : الذي يستلم ويقبل منه الركن الأسود ويستلم الركن اليماني .
ولهذا اتفق العلماء على أنه
nindex.php?page=treesubj&link=28695لا يشرع تقبيل شيء من الأحجار ولا استلامه - إلا الركنان اليمانيان - حتى "
مقام إبراهيم " الذي
بمكة لا يقبل ولا يتمسح به فكيف بما سواه من المقامات والمشاهد
[ ص: 275 ] وأنت لما ذكرت في ذلك اليوم هذا قلت لك هذا من أصول الإسلام .
فإذا كان القاضي لا يفرق بين دين الإسلام ودين
النصارى الذين يدعون
المسيح وأمه فكيف أصنع أنا ؟ .
وَأَمَّا مَا ذَكَرْت عَنْ الشَّيْخِ "
نَصْرٍ " أَنَّهُ قَالَ : كُنْت أوثر أَنْ لَا يُحِسُّوا بِهِ إلَّا وَقَدْ خَرَجَ خَشْيَةَ أَنْ يَعْلَمَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَيَطَّلِعُوا وَيَتَكَلَّمُوا .
فَتَكْثُرَ الْغَوْغَاءُ وَالْكَلَامُ فَعَرَّفَهُ أَنَّ كُلَّ مَنْ قَالَ حَقًّا : فَأَنَا أَحَقُّ مَنْ سَمِعَ الْحَقَّ وَالْتَزَمَهُ وَقَبِلَهُ .
سَوَاءٌ كَانَ حُلْوًا أَوْ مُرًّا وَأَنَا أَحَقُّ أَنْ يَتُوبَ مِنْ ذُنُوبِهِ الَّتِي صَدَرَتْ مِنْهُ ، بَلْ وَأَحَقُّ بِالْعُقُوبَةِ إذَا كُنْت أُضِلُّ الْمُسْلِمِينَ عَنْ دِينِهِمْ .
وَقَدْ قُلْت فِيمَا مَضَى :
nindex.php?page=treesubj&link=18271_28802مَا يَنْبَغِي لِأَحَدِ أَنْ يَحْمِلَهُ تَحَنُّنُهُ لِشَخْصِ وَمُوَالَاتُهُ لَهُ عَلَى أَنْ يَتَعَصَّبَ مَعَهُ بِالْبَاطِلِ أَوْ يُعَطِّلَ لِأَجْلِهِ حُدُودَ اللَّهِ تَعَالَى ، بَلْ قَدْ قَالَ
[ ص: 272 ] النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=595435مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ فَقَدَ ضَادَّ اللَّهَ فِي أَمْرِهِ } " .
وَهَذَا الَّذِي يَخَافُهُ - مِنْ قِيَامِ " الْعَدُوِّ " وَنَحْوِهِ فِي الْمَحْضَرِ الَّذِي قَدِمَ بِهِ مِنْ
الشَّامِ إلَى
ابْنِ مَخْلُوفٍ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالِاسْتِغَاثَةِ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إنْ أَظْهَرُوهُ كَانَ وَبَالُهُ عَلَيْهِمْ وَدَلَّ عَلَى أَنَّهُمْ مُشْرِكُونَ لَا يُفَرِّقُونَ بَيْنَ دِينِ الْمُسْلِمِينَ وَدِينِ النَّصَارَى .
فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ مُتَّفِقُونَ عَلَى مَا عَلِمُوهُ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28679_28680_28681_28685الْعَبْدَ لَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَعْبُدَ وَلَا يَدْعُوَ وَلَا يَسْتَغِيثَ وَلَا يَتَوَكَّلَ إلَّا عَلَى اللَّهِ ، وَأَنَّ مَنْ عَبَدَ مَلَكًا مُقَرَّبًا أَوْ نَبِيًّا مُرْسَلًا أَوْ دَعَاهُ أَوْ اسْتَغَاثَ بِهِ فَهُوَ مُشْرِكٌ .
فَلَا يَجُوزُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُ يَا
جبرائيل أَوْ يَا
ميكائيل أَوْ يَا
إبْرَاهِيمُ أَوْ يَا
مُوسَى أَوْ يَا رَسُولَ اللَّهِ اغْفِرْ لِي أَوْ ارْحَمْنِي أَوْ اُرْزُقْنِي أَوْ اُنْصُرْنِي أَوْ أَغِثْنِي أَوْ أَجِرْنِي مِنْ عَدُوِّي أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ ، بَلْ هَذَا كُلُّهُ مِنْ خَصَائِصِ الْإِلَهِيَّةِ .
وَهَذِهِ مَسَائِلُ شَرِيفَةٌ مَعْرُوفَةٌ قَدْ بَيَّنَهَا الْعُلَمَاءُ وَذَكَرُوا الْفَرْقَ بَيْنَ حُقُوقِ اللَّهِ الَّتِي يَخْتَصُّ بِهَا [ دُونَ ] الرُّسُلِ .
وَالْحُقُوقِ الَّتِي لَهُ وَلِرُسُلِهِ ، كَمَا يُمَيِّزُ سُبْحَانَهُ بَيْنَ ذَلِكَ فِي مِثْلِ قَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4640&ayano=48وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا } فَالتَّعْزِيرُ وَالتَّوْقِيرُ لِلرَّسُولِ ، وَالتَّسْبِيحُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا لِلَّهِ .
[ ص: 273 ] وَكَمَا قَالَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2867&ayano=24وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ } .
فَالطَّاعَةُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَالْخَشْيَةُ وَالتَّقْوَى لِلَّهِ وَحْدَهُ وَكَمَا يَقُولُ الْمُرْسَلُونَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5493&ayano=71أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ } فَيَجْعَلُونَ الْعِبَادَةَ وَالتَّقْوَى لِلَّهِ وَحْدَهُ وَيَجْعَلُونَ لَهُمْ الطَّاعَةَ قَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5537&ayano=72وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5538&ayano=72وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5539&ayano=72قُلْ إنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5540&ayano=72قُلْ إنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5541&ayano=72قُلْ إنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا } .
وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3171&ayano=26فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ } .
وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3662&ayano=34قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=3663&ayano=34وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ } وَقَالَ تَعَالَى .
{
nindex.php?page=tafseer&surano=264&ayano=2مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلَّا بِإِذْنِهِ } وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2102&ayano=17قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2103&ayano=17أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا } وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=1275&ayano=9اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إلَّا لِيَعْبُدُوا إلَهًا وَاحِدًا لَا إلَهَ إلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } .
وَقَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=375&ayano=3مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=376&ayano=3وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } فَمَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=29428اتَّخَذَ الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا فَقَدْ كَفَرَ بَعْدَ إسْلَامِهِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ ; وَلِأَجْلِ هَذَا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28697اتِّخَاذِ الْمَسَاجِدِ عَلَى الْقُبُورِ وَعَنْ أَنْ يُجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا فِي خَصَائِصِ الرُّبُوبِيَّةِ : فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=595436لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ } " يُحَذِّرُ مَا فَعَلُوا وَفِي الصَّحِيحِ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=69202إنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ أَلَا فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ فَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ } وَفِي السُّنَنِ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=595437لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا } " .
وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : " {
nindex.php?page=hadith&LINKID=595438اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ } " .
{
nindex.php?page=hadith&LINKID=30523وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْت ، فَقَالَ : أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ نِدًّا ؟ قُلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ } " .
وَلِهَذَا قَالَ الْعُلَمَاءُ : مَنْ زَارَ قَبْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ لَا يَسْتَلِمُهُ وَلَا يُقَبِّلُهُ وَلَا يُشَبِّهُ بَيْتَ الْمَخْلُوقِ بِبَيْتِ الْخَالِقِ : الَّذِي يُسْتَلَمُ وَيُقَبَّلُ مِنْهُ الرُّكْنُ الْأَسْوَدُ وَيُسْتَلَمُ الرُّكْنُ الْيَمَانِيُّ .
وَلِهَذَا اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=28695لَا يُشْرَعُ تَقْبِيلُ شَيْءٍ مِنْ الْأَحْجَارِ وَلَا اسْتِلَامُهُ - إلَّا الرُّكْنَانِ الْيَمَانِيَّانِ - حَتَّى "
مَقَامَ إبْرَاهِيمَ " الَّذِي
بِمَكَّةَ لَا يُقَبَّلُ وَلَا يُتَمَسَّحُ بِهِ فَكَيْفَ بِمَا سِوَاهُ مِنْ الْمَقَامَاتِ وَالْمَشَاهِدِ
[ ص: 275 ] وَأَنْتَ لَمَّا ذَكَرْت فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ هَذَا قُلْت لَك هَذَا مِنْ أُصُولِ الْإِسْلَامِ .
فَإِذَا كَانَ الْقَاضِي لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ دِينِ الْإِسْلَامِ وَدِينِ
النَّصَارَى الَّذِينَ يَدْعُونَ
الْمَسِيحَ وَأُمَّهُ فَكَيْفَ أَصْنَعُ أَنَا ؟ .