قوله تعالى: ألم نجعل له عينين (8) ولسانا وشفتين
قال الله عز وجل: يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك وقال عز وجل: قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون وقال: والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون وقال: ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين
قال : هذه نعم من الله متظاهرة يقررك بها كيما تشكر . مجاهد
وقرأ ليلة هذه الآية، فبكى، فسئل عن بكائه، فقال: هل بت ليلة شاكرا لله أن جعل لك عينين تبصر بهما؟ هل بت ليلة شاكرا لله أن جعل لك لسانا تنطق به ؟ وجعل يعدد من هذا الضرب . الفضيل
وروى بإسناده عن ابن أبي الدنيا ، قال: إن رجلا بسط له [ ص: 589 ] من الدنيا، فانتزع ما في يديه، فجعل يحمد الله عز وجل، ويثني عليه . حتى لم يكن له فراش إلا بوري فجعل يحمد الله، ويثني عليه، وبسط لآخر من الدنيا، فقال لصاحب البوري: أرأيتك أنت على ما تحمد الله عز وجل؟ قال: أحمده على ما لو أعطيت به ما أعطي الخلق، لم أعطهم إياه . قال: وما ذاك؟ قال: أرأيت بصرك؟ أرأيت لسانك؟ أرأيت يديك؟ أرأيت رجليك؟ سلمان الفارسي
وبإسناده عن أنه كان يقول: الصحة غنى الجسد . أبي الدرداء
وعن يونس بن عبيد : أن رجلا شكا إليه ضيق حاله، فقال له يونس: أيسرك أن لك ببصرك هذا الذي تبصر به مائة ألف درهم؟ قال الرجل: لا . قال: فبرجليك؟ قال: لا، قال: فذكره نعم الله عليه، فقال يونس: أرى عندك مئين ألوف وأنت تشكو الحاجة .
وعن ، قال: مكتوب في حكمة آل داود: العافية الملك الخفي . وهب بن منبه
وعن بكر المزني، قال: يا ابن آدم، إن أردت أن تعلم قدر ما أنعم الله عليك، فغمض عينيك .
وفي بعض الآثار: كم من نعمة لله في عرق ساكن .
وفي "صحيح " عن البخاري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ابن عباس " . "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ