ثم وصف حال الفلك فقال تعالى: وهي تجري بهم في موج كالجبال [ ص: 3711 ]
أي: إن الماء ارتفع وكثر حتى علا موجه واصطفق، وشبه الموج بالجبال لارتفاعه وصعوبة اختراقه.
وهنا تحركت عاطفة الأبوة الفطرية في نفس نوح، والفطرة السليمة تتحرك فيها العواطف الإنسانية، فنادى على ابنه خشية الغرق، وقد عزل نفسه عن أبيه الداعي إلى الحق وهذا معنى في معزل أي: مكان معزول عن أبيه لكفره، أو عن القوم فرارا بنفسه ولكن لا فرار من قضاء الله المحتوم، فقال مغرورا مخدوعا غير مقدر أن العذاب نازل لا محالة.