وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين
في قوله تعالى: وقيل يا أرض القول تكويني، وكان الفعل بالنداء لغير المعلوم، لمعرفة من ينادي بالتكوين جل جلاله، ولأنه في المظهر غاض الماء من ذات نفسه، وهو بأمر الله تعالى: ابلعي ماءك فالأرض ابتلعت الماء الذي ملأها [ ص: 3712 ] بعيونها، ومن المطر المنهمر، ويا سماء أقلعي وأقلعي أي: أوقفي ماءك المنهمر، وغيض الماء أي: نقص بعد أن تمت المعجزة ونزلت آية الله تعالى في القوم الكافرين وقضي الأمر أي: أنجز الله وعده بإهلاكه، واستوت على الجودي الضمير يعود إلى سفينته، و: الجودي جبل، واستوت على الجودي بمعنى استقرت بجوار ذلك الجبل وكأنه منع استمرار سيرها. وقيل بعدا للقوم الظالمين أي: إبعادا وطردا وهلاكا للقوم الظالمين الذين اجتمعوا على الظلم، وتناصروا فيه، وبعد أن انتهى الأمر عاود نوحا عليه السلام كشأن الآباء حنينه وإشفاقه على ابنه فنادى ربه مناجيا.