ووضح سبحانه وتعالى ذلك بقوله: nindex.php?page=treesubj&link=29747_30525_30539_33955_28986nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=74فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل أي أنزلنا الأحجار نزولا متتابعا كالمطر الدائم المستمر، والسجيل: الطين المتجمد أو طين سجل لهم واقع بهم في كتاب من عند ربهم.

[ ص: 4101 ] ويلاحظ أنه عبر في قوله: nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=66أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين فعبر بلفظ الإصباح، وهنا في هذه الآية عبر بـ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=73مشرقين وكان التعبير الأول مناسبا للآية؛ لأنه كان والملائكة يأمرون لوطا والأبرار معه بالخروج، فكان المناسب التعبير بالإصباح باعتباره نهاية الليل.

وعبر هنا بالإشراق باعتباره أول النهار، وهو وقت، إذ المناسب في ذلك أن يستقبلوا النهار المشرق بتلك الداهية الدهياء التي تجعل نهارهم أسود من قلوبهم المربدة بأقبح السوء.

وَوَضَّحَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: nindex.php?page=treesubj&link=29747_30525_30539_33955_28986nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=74فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ أَيْ أَنْزَلْنَا الْأَحْجَارَ نُزُولًا مُتَتَابِعًا كَالْمَطَرِ الدَّائِمِ الْمُسْتَمِرِّ، وَالسِّجِّيلُ: الطِّينُ الْمُتَجَمِّدُ أَوْ طِينُ سُجِّلَ لَهُمْ وَاقِعٌ بِهِمْ فِي كِتَابٍ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِمْ.

[ ص: 4101 ] وَيُلَاحَظُ أَنَّهُ عَبَّرَ فِي قَوْلِهِ: nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=66أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ فَعَبَّرَ بِلَفْظِ الْإِصْبَاحِ، وَهُنَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ عَبَّرَ بِـ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=73مُشْرِقِينَ وَكَانَ التَّعْبِيرُ الْأَوَّلُ مُنَاسِبًا لِلْآيَةِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ وَالْمَلَائِكَةُ يَأْمُرُونَ لُوطًا وَالْأَبْرَارَ مَعَهُ بِالْخُرُوجِ، فَكَانَ الْمُنَاسِبَ التَّعْبِيرُ بِالْإِصْبَاحِ بِاعْتِبَارِهِ نِهَايَةَ اللَّيْلِ.

وَعَبَّرَ هُنَا بِالْإِشْرَاقِ بِاعْتِبَارِهِ أَوَّلَ النَّهَارِ، وَهُوَ وَقْتٌ، إِذِ الْمُنَاسِبُ فِي ذَلِكَ أَنْ يَسْتَقْبِلُوا النَّهَارَ الْمُشْرِقَ بِتِلْكَ الدَّاهِيَةِ الدَّهْيَاءِ الَّتِي تَجْعَلُ نَهَارَهُمْ أَسْوَدَ مِنْ قُلُوبِهِمُ الْمُرْبَدَّةِ بِأَقْبَحِ السُّوءِ.