وقد صرح الله تعالى ببعض الحقائق في معبوداتهم، فقال:
والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون .
ذكر سبحانه وتعالى فضل خلقه ونعمه، وإنه الخالق المنعم، وبين المقايسة العادلة التي تفرق بين من يخلق ومن لا يخلق، وبعد ذلك ذكر أن المعبودات التي يعبدونها لا يمكن أن تخلق شيئا؛ ولذا قال: والذين يدعون فالواو عاطفة على قوله تعالى: والله يعلم ما تسرون وما تعلنون وعبر سبحانه وتعالى عن الأوثان بالذين التي هي للعقلاء مجاراة لهم في تفكيرهم إذ يعطونها بأوهامهم من الصفات ما هو أعلى من العقلاء، و (شيئا) التنكير فيه للعموم، أي لا تخلقون أي شيء مهما صغر وهان، ولقد قال تعالى في تصوير عجزهم المطلق: يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز إنها أحجار تنحت من صخور الجبال، ولذا قال تعالى: قال أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون