الوصف الخامس إيجابي، فقال:
شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم .
كان الذين يدعون الانتساب إليه في ملته ويقولون إنهم على دين إبراهيم وحنيفيته، يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها ويكفرون بها، أما إبراهيم - عليه السلام - فقد ذكر سبحانه أنه كان في حاله التي تحيط به، وتستغرق كل أفعاله شاكرا لأنعمه و(أنعم) جمع نعمة جمع قلة، وإذا كانت حال شكر دائم لأنعمه القليلة؛ فهو بالأولى شاكر لأنعمه السابغة الكثيرة، وفي هذا دعوة إلى أن يكونوا كأبيهم في ملته وهديه وحنيفيته السمحة.
وإنه بهذه الصفات العليا من جمعه للفضائل الإنسانية التي كان بها أمة وحده، ومن أنه كان قانتا حنيفا، وشاكرا لأنعمه اصطفاه الله تعالى خليلا، كما قال تعالى: واتخذ الله إبراهيم خليلا ؛ ولذا قال تعالى:
اجتباه أي: اصطفاه نبيا مرسلا، وهداه إلى صراط مستقيم إلى طريق الحق المستقيم، وهو صراط الله تعالى كما قال سبحانه: وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله