فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون الفاء مبينة نوع الكيد؛ و "الجذاذ ": الفتات؛ من "جذ "؛ بمعنى "كسر "؛ و "الجذاذ "؛ بالضم؛ أفصح من الكسر؛ أي: أخذ الفأس وأخذ يضرب؛ كما قال (تعالى): فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون ما لكم لا تنطقون فراغ عليهم ضربا باليمين فأقبلوا إليه يزفون قال أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين ؛ جعلهم إبراهيم - عليه السلام - فتاتا متكسرا؛ أي: أزال هذه الصور؛ وجعلها شيئا مطروحا تطؤه الأقدام؛ إلا كبيرا لهم أي: كبيرا لهذه الأصنام؛ لعلهم إليه يرجعون لعل الأصنام ترجع إليه؛ أو لعل الناس يرجعون إليه يسألونه عن بقية الحجارة التي صارت فتاتا متكسرا؛ فما مآلها؟ وماذا أصابها؟ ويلاحظ أن الضمير كان يعاد دائما بضمير الجمع العاقل؛ مجاراة لزعمهم الفاسد؛ وعندما عادوا ورأوا آلهتهم فتاتا متكسرا؛ هالهم الأمر؛ وقوله: لعلهم إليه يرجعون تعبير للتهكم عليهم والسخرية بآلهتهم.