وبعد أن ذكر - سبحانه - تتابع الرسل في أرض العرب؛ أشار - سبحانه - إلى أنبياء بني إسرائيل؛ وابتدأ بموسى وأخيه هارون؛ اللذين أنقذ الله (تعالى) بني إسرائيل على أيديهما؛ فقال: [ ص: 5078 ] ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوما عالين ؛ العطف بـ " ثم " ؛ التي للتراخي؛ لبعد الزمان؛ وبعد المكان؛ وللانتقال من قوم متشابهين إلى غيرهم؛ ذكر الله (تعالى) رسالة موسى وهارون; لأن الله (تعالى) استجاب لموسى عندما دعا ربه أن يجعل له وزيرا من أهله؛ هارون؛ وقد خاطبا معا فرعون ذا الأوتاد؛ عندما لقياه.
أرسلهما الله (تعالى) بآياته؛ وقد بلغت تسعا؛ وسلطان مبين ؛ أي: بحجة باهرة؛ فالسلطان في لغة القرآن يطلق على الحجة; ولأن الحجة سلطان الداعي وقوته؛ ولا قوة لمن لا حجة له؛ ولو كان فرعون؛ ووصف الله (تعالى) السلطان بأنه " مبين " ؛ أي: واضح بين؛ من حيث الحجية; إذ إنه غير قابل للنقض؛ ومعلوم معروف; لأنه غير قابل للإنكار.