nindex.php?page=treesubj&link=18896_2646_28723_29687_30531_34290_34292_34365_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=181لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=182ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد بين الله- سبحانه وتعالى- العبر في غزوة
أحد وما كان فيها، وقد أشار سبحانه في آخر بيان العبر إلى ما عليه أهل الكفر من نعيم دنيوي، وتمكين من أسباب الحياة، وأشار سبحانه وتعالى بالشدائد، مع رؤية نعيم الكافرين، ليميز الله- سبحانه وتعالى- الخبيث من الطيب، وأشار سبحانه إلى أن هذا
nindex.php?page=treesubj&link=30550الإملاء للكافرين ليس خيرا لهم، بل إن عقباه ستكون شرا لهم؛ لأنهم بهذا العطاء سيستمرئون الشر، ويوغلون فيه إيغالا، ووراء ذلك العذاب الأليم، والخزي في الدنيا والآخرة، وفي هذه الآيات يصرح سبحانه بما يكون منهم في النعمة التي اختبرهم سبحانه وتعالى بها؛ إذ إنهم لا يجعلونها سبيلا للخير، بل يحبسونها على أنفسهم حبسا، فتكون شرا لا خير فيه لأحد، ولذا قال سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم [ ص: 1524 ] البخل هو الحرص الشديد فيما يملك الإنسان من مال أو علم أو أي ضرب من ضروب القدرة التي يستطيع أن يعين بها غيره، وعلى ذلك يشمل البخل كل شح، سواء أكان موضوعه المال، أم لم يكن موضوعه المال، وقد فسر بعض العلماء البخل في هذه الآية بكتمان العلم، ذلك أن اليهود كتموا أوصاف النبي - صلى الله عليه وسلم - وتبشير التوراة به، وضنوا بها فلم يعلنوها ليضلوا، أو ليمنعوا الهداية.
وقد فسر الأكثرون البخل بمعناه الظاهر المتبادر، وهو البخل في المال، ويتفق هذا مع سياق الكلام، إذ إن الله سبحانه وتعالى قد حكى عن هؤلاء الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله، أن منهم من يقول: إن الله فقير ونحن أغنياء، ولأن الله سبحانه وتعالى ذكر بعد بيان بخلهم أن الله- سبحانه وتعالى- له ميراث السماوات والأرض، والتعبير بكلمة " ميراث " يومئ إلى أن موضوع البخل هو المال.
والنهي عن الظن وأن البخل المالي فيه خير في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180ولا يحسبن الذين يبخلون يدل على النفي المؤكد، فالمعنى: لا يصح لهم أن يظنوا بأي حال من الأحوال أن ذلك البخل فيه خير لهم، بل فيه شر لهم، وفي الآية الكريمة إشارة إلى أن
nindex.php?page=treesubj&link=18898سبب البخل نسيان أصل المال، إذ أن البخيل يحسب أن ما يأتي إليه من مال إنما هو بجهوده وكسبه فقط، وليس فضلا من الله، وينسى أن الله- سبحانه وتعالى- هو المعطي المانع، وأنه يرزق من يشاء بغير حساب، وأن الرجلين يسعيان ويتخذان الأسباب، فتأتي جائحة لهذا تأكل الأخضر واليابس، وينجو مال ذاك، والله على كل شيء قدير، وبكل شيء عليم، ولذا بين الله سبحانه أن المال الذي يجيء إليهم إنما هو بفضل من الله سبحانه وتعالى، ولذلك قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180يبخلون بما آتاهم الله من فضله فهو يبين لهم أن المال مال الله تعالى، وأن الله تعالى يعطي من يشاء، ويمنع من يشاء.
والضمير في قوله تعالى: " هو خيرا لهم " تأكيد لمعنى البخل المفهوم من قوله تعالى: " يبخلون " ، ونرى أن الضمير ضمير الفصل لتأكيد نفي الظن في الخيرية.
[ ص: 1525 ] وقد بين سبحانه أنه شر لهم، فقال سبحانه: " بل هو شر لهم " وفي إعادة الضمير وذكر الجملة الاسمية تأكيد لمعنى الشر في البخل، والبخل شر في الدنيا وفي الآخرة؛ وذلك لأنه يدفع إلى الحقد في الدنيا، والحقد في الآحاد يؤدي إلى النزاع المستمر، وتقطع العلاقات الأدبية، وهو في الجماعات يؤدي إلى الخراب والدمار. ولقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله nindex.php?page=hadith&LINKID=661683أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم " .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة التطويق إما من الطاقة، والمعنى سيكلفون أقصى ما يطيقون ليخسروا المال الذي بخلوا به يوم القيامة، ولكنهم لا يملكون في هذا اليوم من أمرهم شيئا، فلا يستجيبون لنداء، ولا لكلام؛ لأنهم لا يستطيعون، وذلك على حد قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=42يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون وقد يكون وهو الأرجح من الطوق، والمعنى أنه سيكون ما بخلوا به طوقا في أعناقهم، وغلا فيها يشعرهم بما كان منهم في الدنيا، وهو طوق مؤلم، مثله النبي - صلى الله عليه وسلم - بثعبان، فقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=651315أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة فيأخذ بلهزمتيه يقول: أنا مالك أنا كنزك ثم تلا قوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة " .
[ ص: 1526 ] والنص القرآني والحديث النبوي استعارة تمثيلية لإحاطة البخل بصاحبه يوم القيامة، وإنها إحاطة إيلام، وفيها بيان أن السعادة الوقتية للاكتناز والبخل في الدنيا ستكون يوم القيامة بؤسا شديدا، وشقوة وإيلاما.
بهذا النص الكريم تبين
nindex.php?page=treesubj&link=18897قبح البخل، ويتبين مقام الإنفاق في سبيل الله، ولكن
nindex.php?page=treesubj&link=19249_19248_18897ما حد البخل وما حد السرف؟ وبهذين الحدين يتبين الإنفاق الحلال والقصد.
لقد قرر العلماء أن
nindex.php?page=treesubj&link=19247الإنفاق في سبيل الله- تعالى- لا إسراف فيه قط، ولو كان بكل المال وأنه يروى
nindex.php?page=hadith&LINKID=665978أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب تبرع في إحدى الغزوات بنصف ماله، وأن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر الصديق تبرع بكل ماله، فسأله النبي - صلى الله عليه وسلم - قائلا: " ما أبقيت لأهلك؟ " فقال صديق هذه الأمة: " الله ورسوله " وقد كان ذو النورين
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان يجهز الجيش كله أحيانا، كما فعل في ساعة العسرة، ولم يعد ذلك إسرافا.
وقد اتفقوا أيضا على أن
nindex.php?page=treesubj&link=18897الامتناع عن الإنفاق في سبيل الله- تعالى- في عسرة الدولة، ومداهمة الأعداء لها بخل بل هو أقبح البخل وأشده، ولذلك أجاز الفقهاء فرض ضرائب إذا داهمت الأمة الإسلامية الأعداء وامتنع الأغنياء عن الإنفاق، وهذا النوع من
nindex.php?page=treesubj&link=18897البخل هو المقصود بهذا النص الكريم.
وقد اتفقوا أيضا على أن
nindex.php?page=treesubj&link=19247_19249كل درهم ينفق في معصية هو إسراف، والخلاصة أن
nindex.php?page=treesubj&link=18897_19249الحد ما بين الإسراف والبخل هو الإنفاق في غير ما أمر الله تعالى، ولذلك يقول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : إنفاق ألف في سبيل الله لا يكون إسرافا، وإنفاق درهم في معصية يكون إسرافا.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير هذا النص الكريم يفيد أربعة معان تؤكد
nindex.php?page=treesubj&link=7862_23468وجوب الإنفاق في سبيل الخير، والجهاد في سبيل الله تعالى: [ ص: 1527 ] المعنى الأول - أن المال كله لله تعالى، فهو الذي أعطى كما عبر سبحانه وتعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180بما آتاهم الله من فضله وأن مآل المال إليه سبحانه وتعالى في ضمن ما يئول إليه كل شيء في هذا الوجود، بلا استثناء مطلقا، ومن يبخل لورثة يرثونه، فليعلم أن الميراث كله لله تعالى، وأنه سيعطيهم إن أراد سبحانه، وإن لم يرد لهم عطاء فسينفقونه إسرافا وبدارا.
والمعنى الثاني - هو بيان سلطان الله- تعالى- على كل ما في الوجود، فهو ملكه، وهو الذي يئول إليه، وفي ذلك بيان كمال سلطانه، وتأكيد لمعنى أنه المعطي الوهاب، والقوي الرزاق المتين، ولذلك لم يعبر عن الميراث بأنه ميراث الأموال التي نعرفها، بل ميراث كل ما حوته السماء وما حوته الأرض.
والمعنى الثالث - أن
nindex.php?page=treesubj&link=26727العطاء الذي يعطيه الله- تعالى- بعض عباده، ويختصهم به يوجب عليهم تكليفات مالية فيه، فإذا كان سبحانه وتعالى قد ابتلى الفقراء بالفقر، فقد ابتلى الأغنياء بالمال، وأوجب عليهم أن يعطوا، وهم محاسبون على مالهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=16ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون وقد فهم هذا من ذكر علم الله- تعالى- الدقيق العظيم، ولذلك قال سبحانه وتعالى: " و الله بما تعملون خبير " .
والمعنى الرابع - أن الجزاء سيكون شاملا كاملا؛ لأن علم الله دقيق لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=8ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ولذلك عبر سبحانه عن علمه بأعمالنا بأنه خبير، والخبرة هي العلم الدقيق الشامل.
nindex.php?page=treesubj&link=18896_2646_28723_29687_30531_34290_34292_34365_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=181لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=182ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ بَيَّنَ اللَّهُ- سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- الْعِبَرَ فِي غَزْوَةِ
أُحُدٍ وَمَا كَانَ فِيهَا، وَقَدْ أَشَارَ سُبْحَانَهُ فِي آخِرِ بَيَانِ الْعِبَرِ إِلَى مَا عَلَيْهِ أَهْلُ الْكُفْرِ مِنْ نَعِيمٍ دُنْيَوِيٍّ، وَتَمْكِينٍ مِنْ أَسْبَابِ الْحَيَاةِ، وَأَشَارَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِالشَّدَائِدِ، مَعَ رُؤْيَةِ نَعِيمِ الْكَافِرِينَ، لِيَمِيزَ اللَّهُ- سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ، وَأَشَارَ سُبْحَانَهُ إِلَى أَنَّ هَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=30550الْإِمْلَاءَ لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ خَيْرًا لَهُمْ، بَلْ إِنَّ عُقْبَاهُ سَتَكُونُ شَرًّا لَهُمْ؛ لِأَنَّهُمْ بِهَذَا الْعَطَاءِ سَيَسْتَمْرِئُونَ الشَّرَّ، وَيُوغِلُونَ فِيهِ إِيغَالًا، وَوَرَاءَ ذَلِكَ الْعَذَابِ الْأَلِيمِ، وَالْخِزْيِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَفِي هَذِهِ الْآيَاتِ يُصَرِّحُ سُبْحَانَهُ بِمَا يَكُونُ مِنْهُمْ فِي النِّعْمَةِ الَّتِي اخْتَبَرَهُمْ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِهَا؛ إِذْ إِنَّهُمْ لَا يَجْعَلُونَهَا سَبِيلًا لِلْخَيْرِ، بَلْ يَحْبِسُونَهَا عَلَى أَنْفُسِهِمْ حَبْسًا، فَتَكُونُ شَرًّا لَا خَيْرَ فِيهِ لِأَحَدٍ، وَلِذَا قَالَ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ [ ص: 1524 ] الْبُخْلُ هُوَ الْحِرْصُ الشَّدِيدُ فِيمَا يَمْلِكُ الْإِنْسَانُ مِنْ مَالٍ أَوْ عِلْمٍ أَوْ أَيِّ ضَرْبٍ مِنْ ضُرُوبِ الْقُدْرَةِ الَّتِي يَسْتَطِيعُ أَنْ يُعِينَ بِهَا غَيْرَهُ، وَعَلَى ذَلِكَ يَشْمَلُ الْبُخْلُ كُلَّ شُحٍّ، سَوَاءٌ أَكَانَ مَوْضُوعُهُ الْمَالَ، أَمْ لَمْ يَكُنْ مَوْضُوعُهُ الْمَالَ، وَقَدْ فَسَّرَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ الْبُخْلَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ بِكِتْمَانِ الْعِلْمِ، ذَلِكَ أَنَّ الْيَهُودَ كَتَمُوا أَوْصَافَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتَبْشِيرَ التَّوْرَاةِ بِهِ، وَضَنُّوا بِهَا فَلَمْ يُعْلِنُوهَا لِيُضِلُّوا، أَوْ لِيَمْنَعُوا الْهِدَايَةَ.
وَقَدْ فَسَّرَ الْأَكْثَرُونَ الْبُخْلَ بِمَعْنَاهُ الظَّاهِرِ الْمُتَبَادِرِ، وَهُوَ الْبُخْلُ فِي الْمَالِ، وَيَتَّفِقُ هَذَا مَعَ سِيَاقِ الْكَلَامِ، إِذْ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَدْ حَكَى عَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ، أَنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ، وَلِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ذَكَرَ بَعْدَ بَيَانِ بُخْلِهِمْ أَنَّ اللَّهَ- سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لَهُ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَالتَّعْبِيرُ بِكَلِمَةِ " مِيرَاثُ " يُومِئُ إِلَى أَنَّ مَوْضُوعَ الْبُخْلِ هُوَ الْمَالُ.
وَالنَّهْيُ عَنِ الظَّنِّ وَأَنَّ الْبُخْلَ الْمَالِيَّ فِيهِ خَيْرٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ يَدُلُّ عَلَى النَّفْيِ الْمُؤَكَّدِ، فَالْمَعْنَى: لَا يَصِحُّ لَهُمْ أَنْ يَظُنُّوا بِأَيِّ حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ أَنَّ ذَلِكَ الْبُخْلَ فِيهِ خَيْرٌ لَهُمْ، بَلْ فِيهِ شَرٌّ لَهُمْ، وَفِي الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=18898سَبَبَ الْبُخْلِ نِسْيَانُ أَصْلِ الْمَالِ، إِذْ أَنَّ الْبَخِيلَ يَحْسَبُ أَنَّ مَا يَأْتِي إِلَيْهِ مِنْ مَالٍ إِنَّمَا هُوَ بِجُهُودِهِ وَكَسْبِهِ فَقَطْ، وَلَيْسَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ، وَيَنْسَى أَنَّ اللَّهَ- سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- هُوَ الْمُعْطِي الْمَانِعُ، وَأَنَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَأَنَّ الرَّجُلَيْنِ يَسْعَيَانِ وَيَتَّخِذَانِ الْأَسْبَابَ، فَتَأْتِي جَائِحَةٌ لِهَذَا تَأْكُلُ الْأَخْضَرَ وَالْيَابِسَ، وَيَنْجُو مَالُ ذَاكَ، وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَبِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، وَلِذَا بَيَّنَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنَّ الْمَالَ الَّذِي يَجِيءُ إِلَيْهِمْ إِنَّمَا هُوَ بِفَضْلٍ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَلِذَلِكَ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَهُوَ يُبَيِّنُ لَهُمْ أَنَّ الْمَالَ مَالُ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُعْطِي مَنْ يَشَاءُ، وَيَمْنَعُ مَنْ يَشَاءُ.
وَالضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: " هُوَ خَيْرًا لَهُمْ " تَأْكِيدٌ لِمَعْنَى الْبُخْلِ الْمَفْهُومِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: " يَبْخَلُونَ " ، وَنَرَى أَنَّ الضَّمِيرَ ضَمِيرُ الْفَصْلِ لِتَأْكِيدِ نَفْيِ الظَّنِّ فِي الْخَيْرِيَّةِ.
[ ص: 1525 ] وَقَدْ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ شَرٌّ لَهُمْ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: " بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ " وَفِي إِعَادَةِ الضَّمِيرِ وَذِكْرِ الْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّةِ تَأْكِيدٌ لِمَعْنَى الشَّرِّ فِي الْبُخْلِ، وَالْبُخْلُ شَرٌّ فِي الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يَدْفَعُ إِلَى الْحِقْدِ فِي الدُّنْيَا، وَالْحِقْدُ فِي الْآحَادِ يُؤَدِّي إِلَى النِّزَاعِ الْمُسْتَمِرِّ، وَتَقَطَّعِ الْعَلَاقَاتِ الْأَدَبِيَّةِ، وَهُوَ فِي الْجَمَاعَاتِ يُؤَدِّي إِلَى الْخَرَابِ وَالدَّمَارِ. وَلَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ nindex.php?page=hadith&LINKID=661683أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " اتَّقَوْا الظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَاتَّقَوْا الشُّحَّ فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ " .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ التَّطْوِيقُ إِمَّا مِنَ الطَّاقَةِ، وَالْمَعْنَى سَيُكَلَّفُونَ أَقْصَى مَا يُطِيقُونَ لِيَخْسَرُوا الْمَالَ الَّذِي بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَمْلِكُونَ فِي هَذَا الْيَوْمِ مِنْ أَمْرِهِمْ شَيْئًا، فَلَا يَسْتَجِيبُونَ لِنِدَاءٍ، وَلَا لِكَلَامٍ؛ لِأَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ، وَذَلِكَ عَلَى حَدِّ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=42يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ وَقَدْ يَكُونُ وَهُوَ الْأَرْجَحُ مِنَ الطَّوْقِ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ سَيَكُونُ مَا بَخِلُوا بِهِ طَوْقًا فِي أَعْنَاقِهِمْ، وَغِلًّا فِيهَا يُشْعِرُهُمْ بِمَا كَانَ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَهُوَ طَوْقٌ مُؤْلِمٌ، مَثَّلَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِثُعْبَانٍ، فَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=651315أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَأْخُذُ بِلَهْزَمَتَيْهِ يَقُولُ: أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " .
[ ص: 1526 ] وَالنَّصُّ الْقُرْآنِيُّ وَالْحَدِيثُ النَّبَوِيُّ اسْتِعَارَةٌ تَمْثِيلِيَّةٌ لِإِحَاطَةِ الْبُخْلِ بِصَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّهَا إِحَاطَةُ إِيلَامٍ، وَفِيهَا بَيَانُ أَنَّ السَّعَادَةَ الْوَقْتِيَّةَ لِلِاكْتِنَازِ وَالْبُخْلِ فِي الدُّنْيَا سَتَكُونُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بُؤْسًا شَدِيدًا، وَشِقْوَةً وَإِيلَامًا.
بِهَذَا النَّصِّ الْكَرِيمِ تَبَيَّنَ
nindex.php?page=treesubj&link=18897قُبْحُ الْبُخْلِ، وَيَتَبَيَّنُ مَقَامُ الْإِنْفَاقِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَكِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=19249_19248_18897مَا حَدُّ الْبُخْلِ وَمَا حَدُّ السَّرَفِ؟ وَبِهَذَيْنَ الْحَدَّيْنِ يَتَبَيَّنُ الْإِنْفَاقُ الْحَلَالُ وَالْقَصْدُ.
لَقَدْ قَرَّرَ الْعُلَمَاءُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19247الْإِنْفَاقَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ- تَعَالَى- لَا إِسْرَافَ فِيهِ قَطُّ، وَلَوْ كَانَ بِكُلِّ الْمَالِ وَأَنَّهُ يُرْوَى
nindex.php?page=hadith&LINKID=665978أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ تَبَرَّعَ فِي إِحْدَى الْغَزَوَاتِ بِنِصْفِ مَالِهِ، وَأَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ الصَّدِّيقَ تَبَرَّعَ بِكُلِّ مَالِهِ، فَسَأَلَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَائِلًا: " مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟ " فَقَالَ صَدِّيقُ هَذِهِ الْأَمَّةِ: " اللَّهَ وَرَسُولَهُ " وَقَدْ كَانَ ذُو النُّورَيْنِ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يُجَهِّزُ الْجَيْشَ كُلَّهُ أَحْيَانًا، كَمَا فَعَلَ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ، وَلَمْ يُعَدَّ ذَلِكَ إِسْرَافًا.
وَقَدِ اتَّفَقُوا أَيْضًا عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=18897الِامْتِنَاعَ عَنِ الْإِنْفَاقِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ- تَعَالَى- فِي عُسْرَةِ الدَّوْلَةِ، وَمُدَاهَمَةِ الْأَعْدَاءِ لَهَا بُخْلٌ بَلْ هُوَ أَقْبَحُ الْبُخْلِ وَأَشَدُّهُ، وَلِذَلِكَ أَجَازَ الْفُقَهَاءُ فَرْضَ ضَرَائِبَ إِذَا دَاهَمَتِ الْأُمَّةَ الْإِسْلَامِيَّةَ الْأَعْدَاءُ وَامْتَنَعَ الْأَغْنِيَاءُ عَنِ الْإِنْفَاقِ، وَهَذَا النَّوْعُ مِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=18897الْبُخْلِ هُوَ الْمَقْصُودُ بِهَذَا النَّصِّ الْكَرِيمِ.
وَقَدِ اتَّفَقُوا أَيْضًا عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19247_19249كُلَّ دِرْهَمٍ يُنْفَقُ فِي مَعْصِيَةٍ هُوَ إِسْرَافٌ، وَالْخُلَاصَةُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=18897_19249الْحَدَّ مَا بَيْنَ الْإِسْرَافِ وَالْبُخْلِ هُوَ الْإِنْفَاقُ فِي غَيْرِ مَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى، وَلِذَلِكَ يَقُولُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : إِنْفَاقُ أَلْفٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَكُونُ إِسْرَافًا، وَإِنْفَاقُ دِرْهَمٍ فِي مَعْصِيَةٍ يَكُونُ إِسْرَافًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ هَذَا النَّصُّ الْكَرِيمُ يُفِيدُ أَرْبَعَةَ مَعَانٍ تُؤَكِّدُ
nindex.php?page=treesubj&link=7862_23468وُجُوبَ الْإِنْفَاقِ فِي سَبِيلِ الْخَيْرِ، وَالْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى: [ ص: 1527 ] الْمَعْنَى الْأَوَّلُ - أَنَّ الْمَالَ كُلَّهُ لِلَّهِ تَعَالَى، فَهُوَ الَّذِي أَعْطَى كَمَا عَبَّرَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَنَّ مَآلَ الْمَالِ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي ضِمْنِ مَا يَئُولُ إِلَيْهِ كُلُّ شَيْءٍ فِي هَذَا الْوُجُودِ، بِلَا اسْتِثْنَاءٍ مُطْلَقًا، وَمَنْ يَبْخَلُ لِوَرَثَةٍ يَرِثُونَهُ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّ الْمِيرَاثَ كُلَّهُ لِلَّهِ تَعَالَى، وَأَنَّهُ سَيُعْطِيهِمْ إِنْ أَرَادَ سُبْحَانَهُ، وَإِنْ لَمْ يُرِدْ لَهُمْ عَطَاءً فَسَيُنْفِقُونَهُ إِسْرَافًا وَبِدَارًا.
وَالْمَعْنَى الثَّانِي - هُوَ بَيَانُ سُلْطَانِ اللَّهِ- تَعَالَى- عَلَى كُلِّ مَا فِي الْوُجُودِ، فَهُوَ مِلْكُهُ، وَهُوَ الَّذِي يَئُولُ إِلَيْهِ، وَفِي ذَلِكَ بَيَانُ كَمَالِ سُلْطَانِهِ، وَتَأْكِيدٌ لِمَعْنَى أَنَّهُ الْمُعْطِي الْوَهَّابُ، وَالْقَوِيُّ الرَّزَّاقُ الْمَتِينُ، وَلِذَلِكَ لَمْ يُعَبِّرْ عَنِ الْمِيرَاثِ بِأَنَّهُ مِيرَاثُ الْأَمْوَالِ الَّتِي نَعْرِفُهَا، بَلْ مِيرَاثُ كُلِّ مَا حَوَتْهُ السَّمَاءُ وَمَا حَوَتْهُ الْأَرْضُ.
وَالْمَعْنَى الثَّالِثُ - أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=26727الْعَطَاءَ الَّذِي يُعْطِيهِ اللَّهُ- تَعَالَى- بَعْضَ عِبَادِهِ، وَيَخْتَصُّهُمْ بِهِ يُوجِبُ عَلَيْهِمْ تَكْلِيفَاتٍ مَالِيَّةً فِيهِ، فَإِذَا كَانَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَدِ ابْتَلَى الْفُقَرَاءَ بِالْفَقْرِ، فَقَدِ ابْتَلَى الْأَغْنِيَاءَ بِالْمَالِ، وَأَوْجَبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُعْطُوا، وَهُمْ مُحَاسَبُونَ عَلَى مَالِهِمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=16وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَقَدْ فَهِمَ هَذَا مَنْ ذَكَرَ عِلْمَ اللَّهِ- تَعَالَى- الدَّقِيقَ الْعَظِيمَ، وَلِذَلِكَ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: " وَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " .
وَالْمَعْنَى الرَّابِعُ - أَنَّ الْجَزَاءَ سَيَكُونُ شَامِلًا كَامِلًا؛ لِأَنَّ عِلْمَ اللَّهِ دَقِيقٌ لَا يُتْرَكُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=8وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ وَلِذَلِكَ عَبَّرَ سُبْحَانَهُ عَنْ عِلْمِهِ بِأَعْمَالِنَا بِأَنَّهُ خَبِيرٌ، وَالْخِبْرَةُ هِيَ الْعِلْمُ الدَّقِيقُ الشَّامِلُ.