nindex.php?page=treesubj&link=19721_28723_34513_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=37فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم
* * *
وكما جاء في سورة طه :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=122ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى .
هذه القصة الحقيقية في خلق الله سبحانه وتعالى
آدم ، وهي تدل على ثلاثة أمور : أولها : أن الله تعالى كرم
آدم على خلقه من الملائكة والجن بدليل أنه سبحانه أمرهم بالسجود له .
ثانيها : أن الله تعالى خلقه ووهبه الاستعداد لمعرفة الأشياء ، وبها امتاز على الملائكة ، وبهذا الاستعداد للعلم ، ومعرفته أسماء الأشياء سخر الله تعالى له ما في السماء وما في الأرض ، وذلل له كل ما في الأرض وما في السماء .
ثالثها : أنه يؤتى من قبل أهوائه وما يغريه ، وأن إبليس له عدو مبين ، وأنه سلط على
آدم ، وسلط على بنيه من بعده ، وأنه موسوس في نفسه ، فهو لا يتصل بحسه ، ولكن يتصل بنفسه .
ولسنا نقول إن الجن وإبليس ، هما وسوسة النفس ، أو ما يحيك في الصدر ، ولكن نقول إن الجن مخلوقات موجودة ، وإن إبليس موجود مخلوق ، ولكن مع ذلك نقول إن إبليس وذريته من بعده يوسوسون في النفوس بالشر ، وإن كانوا يعجزون عن النفوس المؤمنة الطاهرة .
[ ص: 202 ] وإن إبليس وذريته يجيئون إلى النفوس من قبل الشهوات ، والأهواء ، وعلى المؤمن أن يسد مسام الشيطان .
* * *
nindex.php?page=treesubj&link=19721_28723_34513_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=37فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
* * *
وَكَمَا جَاءَ فِي سُورَةِ طَهَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=122ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى .
هَذِهِ الْقِصَّةُ الْحَقِيقِيَّةُ فِي خَلْقِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
آدَمَ ، وَهِيَ تَدُلُّ عَلَى ثَلَاثَةِ أُمُورٍ : أَوَّلُهَا : أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى كَرَّمَ
آدَمَ عَلَى خَلْقِهِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَالْجِنِّ بِدَلِيلِ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ أَمَرَهُمْ بِالسُّجُودِ لَهُ .
ثَانِيهَا : أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَهُ وَوَهَبَهُ الِاسْتِعْدَادَ لِمَعْرِفَةِ الْأَشْيَاءِ ، وَبِهَا امْتَازَ عَلَى الْمَلَائِكَةِ ، وَبِهَذَا الِاسْتِعْدَادِ لِلْعِلْمِ ، وَمَعْرِفَتِهِ أَسْمَاءَ الْأَشْيَاءِ سَخَّرَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ مَا فِي السَّمَاءِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ، وَذَلَّلَ لَهُ كُلَّ مَا فِي الْأَرْضِ وَمَا فِي السَّمَاءِ .
ثَالِثُهَا : أَنَّهُ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ أَهْوَائِهِ وَمَا يُغْرِيهِ ، وَأَنَّ إِبْلِيسَ لَهُ عَدُوٌّ مُبِينٌ ، وَأَنَّهُ سُلِّطَ عَلَى
آدَمَ ، وَسُلِّطَ عَلَى بَنِيهِ مِنْ بَعْدِهِ ، وَأَنَّهُ مُوَسْوَسٌ فِي نَفْسِهِ ، فَهُوَ لَا يَتَّصِلُ بِحِسِّهِ ، وَلَكِنْ يَتَّصِلُ بِنَفْسِهِ .
وَلَسْنَا نَقُولُ إِنَّ الْجِنَّ وَإِبْلِيسَ ، هُمَا وَسُوسَةُ النَّفْسِ ، أَوْ مَا يَحِيكُ فِي الصَّدْرِ ، وَلَكِنْ نَقُولُ إِنَّ الْجِنَّ مَخْلُوقَاتٌ مَوْجُودَةٌ ، وَإِنَّ إِبْلِيسَ مَوْجُودٌ مَخْلُوقٌ ، وَلَكِنْ مَعَ ذَلِكَ نَقُولُ إِنَّ إِبْلِيسَ وَذُرِّيَّتَهُ مِنْ بَعْدِهِ يُوَسْوِسُونَ فِي النُّفُوسِ بِالشَّرِّ ، وَإِنْ كَانُوا يَعْجِزُونَ عَنِ النُّفُوسِ الْمُؤْمِنَةِ الطَّاهِرَةِ .
[ ص: 202 ] وَإِنَّ إِبْلِيسَ وَذُرِّيَّتَهُ يَجِيئُونَ إِلَى النُّفُوسِ مِنْ قِبَلِ الشَّهَوَاتِ ، وَالْأَهْوَاءِ ، وَعَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يَسُدَّ مَسَامَّ الشَّيْطَانِ .
* * *