وبين إبليس أنه يحيط بالأشرار فلا يفلتون منه، فيقول:
ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين
[ ص: 2797 ] ومعنى ذلك أنه يحيط بهم بأعوانه، فيحيط بهم إحاطة الدائرة بقطرها، لا يفلتون منه، وهذا التصوير الحسي كناية عن الإحاطة النفسية التي لا يخرجون عن دائرتها، وينتهي من قوله بأنه سيضل الأكثرين، ولذا يقول: ولا تجد أكثرهم شاكرين وإذا كان قد استعلى واستكبر أولا فقد دفعه الاستعلاء إلى أن يضل باستمرار ويتحدى رب العالمين في حماقة منه؛ ولذا قال الله تعالى طاردا له من رحمته: