سورة هود
204 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=14فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا ، بحذف النون والجمع ، وفي القصص :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=50فإن لم بإثبات النون ،
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=50لك فاعلم على الواحد . عدت هذه الآية من المتشابه في فصلين :
أحدهما : حذف النون من
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=14فإلم في هذه السورة ، وإثباتها في غيرها . وهذا من فعل الخط ، وقد ذكرته في " كتابة المصاحف " .
والثاني : جمع الخطاب ههنا ، وتوحيده في القصص ؛ لأن ما في هذه السورة خطاب للكفار . والفعل يعود لمن استطعتم ، وما في القصص خطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، والفعل للكفار .
205 - قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=19وهم بالآخرة هم كافرون سبق .
206 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=22لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون ، وفي النحل :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=109هم الخاسرون ؛ لأن هؤلاء صدوا عن سبيل الله ، وصدوا غيرهم ، فضلوا ، فهم الأخسرون ، يضاعف لهم العذاب . وفي النحل : صدوا فهم الخاسرون . قال
الخطيب : لأن ما قبلها في هذه السورة :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=20يبصرون ،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=21يفترون لا يعتمدان على ألف بينهما . وفي النحل :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=83الكافرون ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=108الغافلون فللموافقة بين الفواصل جاء في هذه السورة
[ ص: 144 ] nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=22الأخسرون ، وفي النحل :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=109الخاسرون .
207 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=25ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير بالفاء ، وبعده :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27فقال الملأ بالفاء ، وهو القياس ، وقد سبق .
208 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28وآتاني رحمة من عنده ، وبعده :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=63وآتاني منه رحمة ، وبعدهما :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=88ورزقني منه رزقا حسنا ؛ لأن " عنده " وإن كان ظرفا فهو اسم ، فذكر الأولى بالصريح ، والثانية والثالثة بالكناية ؛ لتقدم ذكره ، فلما كنى عنه قدمه ؛ لأن الكناية يتقدم عليها الظاهر ، نحو : ضرب زيد عمرا ، فإن كنيت عن عمرو قدمته ، نحو : عمرو ضربه زيد ، وكذلك : زيد أعطاني درهما من ماله ، فإن كنيت عن المال قلت : المال زيد أعطاني منه درهما .
قال
الخطيب : لما وقع
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28وآتاني رحمة في جواب كلام فيه ثلاثة أفعال كلها متعد إلى مفعولين ، ليس بينهما حائل بجار ومجرور ، وهو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27ما نراك إلا بشرا مثلنا ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وما نراك اتبعك ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27بل نظنكم كاذبين أجرى الجواب مجراه ، فجمع بين المفعولين من غير حائل .
وأما الثاني : فقد وقع في جواب كلام قد حيل بينهما بجار ومجرور ، وهو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=62قد كنت فينا مرجوا ؛ لأن خبر كان بمنزلة المفعول ، كذلك حيل في الجواب بين المفعولين بالجار والمجرور .
209 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله في قصة
نوح ، وفي غيرها :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=51أجرا إن أجري ؛ لأن في قصة
نوح وقع بعدها
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31خزائن ، ولفظ المال بالخزائن أليق .
[ ص: 145 ] 210 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أقول إني ملك ، وفي الأنعام :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=50ولا أقول لكم إني ملك ؛ لأن في الأنعام آخر الكلام فيه ( جاء ) بالخطاب ، وختم به ، وليس في هذه السورة آخر الكلام ، بل آخره :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31تزدري أعينكم ، فبدأ بالخطاب وختم به في السورتين .
211 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57ولا تضرونه شيئا ، وفي التوبة :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=39ولا تضروه شيئا . ذكر هذا في المتشابه وليس منه ؛ لأن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57ولا تضرونه شيئا عطف على قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57ويستخلف ربي فهو مرفوع ، وفي التوبة معطوف على : " يعذبكم " - " يستبدل " ، وهما مجزومان فهو مجزوم .
212 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=58ولما جاء أمرنا نجينا هودا في قصة
هود وشعيب بالواو ، وفي قصة
صالح ولوط : " فلما " بالفاء ؛ لأن العذاب في قصة
هود وشعيب تأخر عن وقت الوعيد ، فإن في قصة
هود :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ، وفي قصة
شعيب :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=93سوف تعلمون . والتخويف قارنه التسويف ، فجاء بالواو المهملة . وفي قصة
صالح ولوط وقع العذاب عقيب الوعيد ، فإن في قصة
صالح :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=65تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ، وفي قصة
لوط :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=81أليس الصبح بقريب ، فجاء الفاء للتعجيل والتعقيب .
213 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=60وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ، وفي قصة
موسى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=99في هذه لعنة ؛ لأنه لما ذكر في الآية الأولى الصفة والموصوف ، اقتصر في الثانية على الموصوف للعلم ، والاكتفاء بما قبله .
[ ص: 147 ] 214 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=61إن ربي قريب مجيب ، وبعده :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=90إن ربي رحيم ودود لموافقة الفواصل ، ومثله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=75لحليم أواه منيب ، وفي التوبة :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114لأواه حليم للروي في السورتين .
215 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=62وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب ، وفي إبراهيم :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=9وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب ؛ لأنه في السورتين جاء على الأصل ، وتدعونا خطاب مفرد ، وفي إبراهيم لما وقع بعده
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=9تدعوننا بنونين ؛ لأنه خطاب جمع ، حذف منه النون استثقالا للجمع بين النونات ، ولأن في إبراهيم اقترن بضمير قد غير ما قبله بحذف الحركة وهو الضمير المرفوع في قوله : " كفرنا " فغير ما قبله في إننا بحذف النون . وفي هود اقترن بضمير لم يغير ما قبله ، وهو الضمير المنصوب والضمير المجرور في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=62 . . . فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا فصح كما صح .
216 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=67وأخذ الذين ظلموا الصيحة ، ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=94وأخذت الذين ظلموا التذكير والتأنيث حسنان ، لكن التذكير أخف في الأولى بحذف حرف منه ، وفي الأخرى وافق ما بعدها وهو :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=95كما بعدت ثمود .
قال الخطيب : لما جاءت في قصة شعيب مرة :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=91الرجفة ، ومرة :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=189الظلة ، ومرة :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=94الصيحة ؛ ازداد التأنيث حسنا .
217 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=94في ديارهم في موضعين في هذه السورة ؛ لأنه اتصل بالصيحة ، وكانت من السماء ، فازدادت على الرجفة ؛ لأنها : الزلزلة ، وهي تختص بجزء من الأرض ، فجمعت مع الصيحة ، وأفردت مع الرجفة .
[ ص: 147 ] 218 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=68إن ثمودا بالتنوين ، ذكر في المتشابه ، فقلت : ثمود من الثمد ، وهو : الماء القليل ، جعل اسم قبيلة ، فهو منصرف من وجه ، وغير منصرف من وجه ، فصرفوه في حال النصب ؛ لأنه أخف أحوال الاسم ، ولم يصرفوه في حال الرفع ؛ لأنه أثقل أحوال الاسم ، وجاز الوجهان في الجر ؛ لأنه واسطة بين الخفة والثقل .
219 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=117وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون . وفي القصص :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=59مهلك القرى ؛ لأن الله تعالى نفى الظلم عن نفسه بأبلغ لفظ يستعمل في النفي ؛ لأن هذه اللام لام الجحود ، وتظهر بعدها أن ، ولا يقع بعدها المصدر ، وتختص بكان ، معناه : ما فعلت فيما مضى ، ولا أفعل في الحال ، ولا أفعل في المستقبل ، فكان الغاية في النفي . وما في القصص لم يكن صريح ظلم ، فاكتفى بذكر اسم الفاعل ، وهو أحد الأزمنة غير معين ، ثم نفاه .
220 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=81فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك ، وفي الحجر :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=65بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد استثنى في هذه السورة من الأهل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=81إلا امرأتك . ولم يستثن في الحجر اكتفاء بما قبله ، وهو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=58إلى قوم مجرمين nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=59إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=60إلا امرأته . فهذا الاستثناء الذي تفردت به
[ ص: 148 ] سورة الحجر قام مقام الاستثناء من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=81فأسر بأهلك بقطع من الليل ، وزاد في الحجر :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=65واتبع أدبارهم ؛ لأنه إذا ساقهم وكان من ورائهم علم بنجاتهم ولا يخفى عليه حالهم .
سُورَةُ هُودٍ
204 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=14فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا ، بِحَذْفِ النُّونِ وَالْجَمْعِ ، وَفِي الْقَصَصِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=50فَإِنْ لَمْ بِإِثْبَاتِ النُّونِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=50لَكَ فَاعْلَمْ عَلَى الْوَاحِدِ . عُدَّتْ هَذِهِ الْآيَةُ مِنَ الْمُتَشَابِهِ فِي فَصْلَيْنِ :
أَحَدَهُمَا : حَذْفُ النُّونِ مِنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=14فَإِلَّمْ فِي هَذِهِ السُّورَةِ ، وَإِثْبَاتُهَا فِي غَيْرِهَا . وَهَذَا مِنْ فِعْلِ الْخَطِّ ، وَقَدْ ذَكَرْتُهُ فِي " كِتَابَةِ الْمَصَاحِفِ " .
وَالثَّانِي : جَمْعُ الْخِطَابِ هَهُنَا ، وَتَوْحِيدُهُ فِي الْقَصَصِ ؛ لِأَنَّ مَا فِي هَذِهِ السُّورَةِ خِطَابٌ لِلْكُفَّارِ . وَالْفِعْلُ يَعُودُ لِمَن اسْتَطَعْتُمْ ، وَمَا فِي الْقَصَصِ خِطَابٌ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَالْفِعْلُ لِلْكُفَّارِ .
205 - قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=19وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ سَبَقَ .
206 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=22لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ ، وَفِي النَّحْلِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=109هُمُ الْخَاسِرُونَ ؛ لِأَنَّ هَؤُلَاءِ صَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ، وَصَدُّوا غَيْرَهُمْ ، فَضَّلُوا ، فَهُمُ الْأَخْسَرُونَ ، يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ . وَفِي النَّحْلِ : صَدُّوا فَهُمُ الْخَاسِرُونَ . قَالَ
الْخَطِيبُ : لِأَنَّ مَا قَبْلَهَا فِي هَذِهِ السُّورَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=20يُبْصِرُونَ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=21يَفْتَرُونَ لَا يَعْتَمِدَانِ عَلَى أَلِفٍ بَيْنَهُمَا . وَفِي النَّحْلِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=83الْكَافِرُونَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=108الْغَافِلُونَ فَلِلْمُوَافَقَةِ بَيْنَ الْفَوَاصِلِ جَاءَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ
[ ص: 144 ] nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=22الأَخْسَرُونَ ، وَفِي النَّحْلِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=109الْخَاسِرُونَ .
207 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=25وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ بِالْفَاءِ ، وَبَعْدَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27فَقَالَ الْمَلأُ بِالْفَاءِ ، وَهُوَ الْقِيَاسُ ، وَقَدْ سَبَقَ .
208 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ ، وَبَعْدَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=63وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً ، وَبَعْدَهُمَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=88وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ؛ لِأَنَّ " عِنْدَهُ " وَإِنْ كَانَ ظَرْفًا فَهُوَ اسْمٌ ، فَذَكَرَ الْأُولَى بِالصَّرِيحِ ، وَالثَّانِيَةَ وَالثَّالِثَةَ بِالْكِنَايَةِ ؛ لِتَقَدُّمِ ذِكْرِهِ ، فَلَمَّا كَنَّى عَنْهُ قَدَّمَهُ ؛ لِأَنَّ الْكِنَايَةَ يَتَقَدَّمُ عَلَيْهَا الظَّاهِرُ ، نَحْوُ : ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْرًا ، فَإِنْ كَنَّيْتَ عَنْ عَمْرٍو قَدَّمْتَهُ ، نَحْوُ : عَمْرٌو ضَرَبَهُ زَيْدٌ ، وَكَذَلِكَ : زَيْدٌ أَعْطَانِي دِرْهَمًا مِنْ مَالِهِ ، فَإِنْ كَنَّيْتَ عَنِ الْمَالِ قُلْتَ : الْمَالُ زَيْدٌ أَعْطَانِي مِنْهُ دِرْهَمًا .
قَالَ
الْخَطِيبُ : لَمَّا وَقَعَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28وَآتَانِي رَحْمَةً فِي جَوَابِ كَلَامٍ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَفْعَالٍ كُلُّهَا مُتَعَدٍّ إِلَى مَفْعُولَيْنِ ، لَيْسَ بَيْنَهُمَا حَائِلٌ بِجَارٍّ وَمَجْرُورٍ ، وَهُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27مَا نَرَاكَ إِلا بَشَرًا مِثْلَنَا ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ أَجْرَى الْجَوَابَ مَجْرَاهُ ، فَجَمَعَ بَيْنَ الْمَفْعُولَيْنِ مِنْ غَيْرِ حَائِلٍ .
وَأَمَّا الثَّانِي : فَقَدْ وَقَعَ فِي جَوَابِ كَلَامٍ قَدْ حِيلَ بَيْنَهُمَا بِجَارٍّ وَمَجْرُورٍ ، وَهُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=62قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا ؛ لِأَنَّ خَبَرَ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الْمَفْعُولِ ، كَذَلِكَ حِيلَ فِي الْجَوَابِ بَيْنَ الْمَفْعُولَيْنِ بِالْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ .
209 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=29وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالا إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ فِي قِصَّةِ
نُوحٍ ، وَفِي غَيْرِهَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=51أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ ؛ لِأَنَّ فِي قِصَّةِ
نُوحٍ وَقَعَ بَعْدَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31خَزَائِنُ ، وَلَفْظُ الْمَالِ بِالْخَزَائِنِ أَلْيَقُ .
[ ص: 145 ] 210 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ ، وَفِي الْأَنْعَامِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=50وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ؛ لِأَنَّ فِي الْأَنْعَامِ آخِرَ الْكَلَامِ فِيهِ ( جَاءَ ) بِالْخِطَابِ ، وَخَتَمَ بِهِ ، وَلَيْسَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ آخِرَ الْكَلَامِ ، بَلْ آخِرُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ ، فَبَدَأَ بِالْخِطَابِ وَخَتَمَ بِهِ فِي السُّورَتَيْنِ .
211 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا ، وَفِي التَّوْبَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=39وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئًا . ذَكَرَ هَذَا فِي الْمُتَشَابِهِ وَلَيْسَ مِنْهُ ؛ لِأَنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا عَطْفٌ عَلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي فَهُوَ مَرْفُوعٌ ، وَفِي التَّوْبَةِ مَعْطُوفٌ عَلَى : " يعذبكم " - " يَسْتَبْدِلْ " ، وَهُمَا مَجْزُومَانِ فَهُوَ مَجْزُومٌ .
212 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=58وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا فِي قِصَّةِ
هُودٍ وَشُعَيْبٍ بِالْوَاوِ ، وَفِي قِصَّةِ
صَالِحٍ وَلُوطٍ : " فَلَمَّا " بِالْفَاءِ ؛ لِأَنَّ الْعَذَابَ فِي قِصَّةِ
هُودٍ وَشُعَيْبٍ تَأَخَّرَ عَنْ وَقْتِ الْوَعِيدِ ، فَإِنَّ فِي قِصَّةِ
هُودٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=57فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ ، وَفِي قِصَّةِ
شُعَيْبٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=93سَوْفَ تَعْلَمُونَ . وَالتَّخْوِيفُ قَارَنَهُ التَّسْوِيفُ ، فَجَاءَ بِالْوَاوِ الْمُهْمَلَةِ . وَفِي قِصَّةِ
صَالِحٍ وَلُوطٍ وَقَعَ الْعَذَابُ عَقِيبَ الْوَعِيدِ ، فَإِنَّ فِي قِصَّةِ
صَالِحٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=65تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ، وَفِي قِصَّةِ
لُوطٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=81أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ، فَجَاءَ الْفَاءُ لِلتَّعْجِيلِ وَالتَّعْقِيبِ .
213 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=60وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً ، وَفِي قِصَّةِ
مُوسَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=99فِي هَذِهِ لَعْنَةً ؛ لِأَنَّهُ لَمَّا ذَكَرَ فِي الْآيَةِ الْأُولَى الصِّفَةَ وَالْمَوْصُوفَ ، اقْتَصَرَ فِي الثَّانِيَةِ عَلَى الْمَوْصُوفِ لِلْعِلْمِ ، وَالِاكْتِفَاءِ بِمَا قَبْلَهُ .
[ ص: 147 ] 214 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=61إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ، وَبَعْدَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=90إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ لِمُوَافَقَةِ الْفَوَاصِلِ ، وَمِثْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=75لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ ، وَفِي التَّوْبَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ لِلرَّوِيِّ فِي السُّورَتَيْنِ .
215 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=62وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ، وَفِي إِبْرَاهِيمَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=9وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ؛ لِأَنَّهُ فِي السُّورَتَيْنِ جَاءَ عَلَى الْأَصْلِ ، وَتَدْعُونَا خِطَابُ مُفْرَدٍ ، وَفِي إِبْرَاهِيمَ لَمَّا وَقَعَ بَعْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=9تَدْعُونَنَا بِنُونَيْنِ ؛ لِأَنَّهُ خِطَابُ جَمْعٍ ، حَذَفَ مِنْهُ النُّونَ اسْتِثْقَالًا لِلْجَمْعِ بَيْنَ النُّونَاتِ ، وَلِأَنَّ فِي إِبْرَاهِيمَ اقْتَرَنَ بِضَمِيرٍ قَدْ غُيِّرَ مَا قَبْلَهُ بِحَذْفِ الْحَرَكَةِ وَهُوَ الضَّمِيرُ الْمَرْفُوعُ فِي قَوْلِهِ : " كفرنا " فَغُيِّرَ مَا قَبْلَهُ فِي إِنَّنَا بِحَذْفِ النُّونِ . وَفِي هُودٍ اقْتَرَنَ بِضَمِيرٍ لَمْ يُغَيَّرْ مَا قَبْلَهُ ، وَهُوَ الضَّمِيرُ الْمَنْصُوبُ وَالضَّمِيرُ الْمَجْرُورُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=62 . . . فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَصَحَّ كَمَا صَحَّ .
216 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=67وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ ، ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=94وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا التَّذْكِيرُ وَالتَّأْنِيثُ حَسَنَانِ ، لَكِنَّ التَّذْكِيرَ أَخَفُّ فِي الْأُولَى بِحَذْفِ حَرْفٍ مِنْهُ ، وَفِي الْأُخْرَى وَافَقَ مَا بَعْدَهَا وَهُوَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=95كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ .
قَالَ الْخَطِيبُ : لَمَّا جَاءَتْ فِي قِصَّةِ شُعَيْبٍ مَرَّةً :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=91الرَّجْفَةُ ، وَمَرَّةً :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=189الظُّلَّةِ ، وَمَرَّةً :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=94الصَّيْحَةُ ؛ ازْدَادَ التَّأْنِيثُ حُسْنًا .
217 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=94فِي دِيَارِهِمْ فِي مَوْضِعَيْنِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ ؛ لِأَنَّهُ اتَّصَلَ بِالصَّيْحَةِ ، وَكَانَتْ مِنَ السَّمَاءِ ، فَازْدَادَتْ عَلَى الرَّجْفَةِ ؛ لِأَنَّهَا : الزَّلْزَلَةُ ، وَهِيَ تَخْتَصُّ بِجُزْءٍ مِنَ الْأَرْضِ ، فَجُمِعَتْ مَعَ الصَّيْحَةِ ، وَأُفْرِدَتْ مَعَ الرَّجْفَةِ .
[ ص: 147 ] 218 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=68إِنَّ ثَمُودَا بِالتَّنْوِينِ ، ذُكِرَ فِي الْمُتَشَابِهِ ، فَقُلْتُ : ثَمُودٌ مِنَ الثَّمْدِ ، وَهُوَ : الْمَاءُ الْقَلِيلُ ، جُعِلَ اسْمَ قَبِيلَةٍ ، فَهُوَ مُنْصَرِفٌ مِنْ وَجْهٍ ، وَغَيْرُ مُنْصَرِفٍ مِنْ وَجْهٍ ، فَصَرَفُوهُ فِي حَالِ النَّصْبِ ؛ لِأَنَّهُ أَخَفُّ أَحْوَالِ الِاسْمِ ، وَلَمْ يَصْرِفُوهُ فِي حَالِ الرَّفْعِ ؛ لِأَنَّهُ أَثْقَلُ أَحْوَالِ الِاسْمِ ، وَجَازَ الْوَجْهَانِ فِي الْجَرِّ ؛ لِأَنَّهُ وَاسِطَةٌ بَيْنَ الْخِفَّةِ وَالثِّقَلِ .
219 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=117وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ . وَفِي الْقَصَصِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=59مُهْلِكَ الْقُرَى ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى نَفَى الظُّلْمَ عَنْ نَفْسِهِ بِأَبْلَغِ لَفْظٍ يُسْتَعْمَلُ فِي النَّفْيِ ؛ لِأَنَّ هَذِهِ اللَّامَ لَامُ الْجُحُودِ ، وَتَظْهَرُ بَعْدَهَا أَنْ ، وَلَا يَقَعُ بَعْدَهَا الْمَصْدَرُ ، وَتَخْتَصُّ بِكَانَ ، مَعْنَاهُ : مَا فَعَلْتُ فِيمَا مَضَى ، وَلَا أَفْعَلُ فِي الْحَالِ ، وَلَا أَفْعَلُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ ، فَكَانَ الْغَايَةَ فِي النَّفْيِ . وَمَا فِي الْقَصَصِ لَمْ يَكُنْ صَرِيحَ ظُلْمٍ ، فَاكْتَفَى بِذِكْرِ اسْمِ الْفَاعِلِ ، وَهُوَ أَحَدُ الْأَزْمِنَةِ غَيْرُ مُعَيَّنٍ ، ثُمَّ نَفَاهُ .
220 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=81فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلا امْرَأَتَكَ ، وَفِي الْحِجْرِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=65بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ اسْتَثْنَى فِي هَذِهِ السُّورَةِ مِنَ الْأَهْلِ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=81إِلا امْرَأَتَكَ . وَلَمْ يَسْتَثْنِ فِي الْحِجْرِ اكْتِفَاءً بِمَا قَبْلَهُ ، وَهُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=58إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=59إِلا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=60إِلا امْرَأَتَهُ . فَهَذَا الِاسْتِثْنَاءُ الَّذِي تَفَرَّدَتْ بِهِ
[ ص: 148 ] سُورَةُ الْحِجْرِ قَامَ مَقَامَ الِاسْتِثْنَاءِ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=81فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ ، وَزَادَ فِي الْحِجْرِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=65وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ ؛ لِأَنَّهُ إِذَا سَاقَهُمْ وَكَانَ مِنْ وَرَائِهِمْ عَلِمَ بِنَجَاتِهِمْ وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ حَالُهُمْ .