سورة الأنعام
92 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=5فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم ، وفي الشعراء :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=6فقد كذبوا فسيأتيهم ؛ لأن سورة الأنعام متقدمة ، فقيد التكذيب بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=5بالحق لما جاءهم ، ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=5فسوف يأتيهم على التمام . وذكر في الشعراء :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=6فقد كذبوا مطلقا ؛ لأن تقييده في هذه السورة يدل عليه ، ثم اقتصر على السين هنا بدل سوف ليتفق اللفظان فيه على الاختصار .
93 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6ألم يروا كم أهلكنا في بعض المواضع بغير واو كما في هذه السورة ، وفي بعضها بالواو ، وفي بعضها بالفاء . هذه الكلمة تأتي في القرآن على وجهين :
[ ص: 105 ] أحدهما : متصل بما كان الاعتبار فيه بالمشاهدة ، فذكره بالألف والواو ؛ لتدل الألف على الاستفهام ، والواو على عطف جملة على جملة قبلها . وكذا الفاء ، لكنها أشد اتصالا بما قبلها .
والوجه الثاني : متصل بما الاعتبار فيه بالاستدلال ، فاقتصر على الألف دون الواو والفاء ، لتجري مجرى الاستئناف .
ولا ينقض هذا الأصل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=19أولم يروا إلى الطير في النحل لاتصالها بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=78والله أخرجكم من بطون أمهاتكم وسيلة الاعتبار بالاستدلال ، فبنى عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=19أولم يروا إلى الطير .
94 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=11قل سيروا في الأرض ثم انظروا في هذه السورة فحسب ، وفي غيرها : " فسيروا في الأرض فانظروا " " 3 : 137 و 16 : 36 و 27 : 69 و 30 : 42 " لأن ثم للتراخي ، والفاء للتعقيب ، وفي هذه السورة تقدم ذكر القرون في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6كم أهلكنا من قبلهم من قرن ، ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين . فأمروا باستقراء الديار ، وتأمل الآثار ، وفيها كثرة ، فيقع ذلك سيرا بعد سير ، وزمانا بعد زمان ، فخصت بـ ( ثم ) على التراخي بين الفعلين ، ليعلم أن السير مأمور به على حدة ، والنظر مأمور به على حدة ، ولم يتقدم في سائر السور مثله ، فخصت بالفاء الدالة على التعقيب .
95 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=12الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون " 12 ، 20 "
[ ص: 106 ] ليس بتكرار ؛ لأن الأول في حق الكفار ، والثاني في حق أهل الكتاب .
96 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=21ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون ، وقال في يونس :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=17فمن أظلم ، وختم الآية بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=17إنه لا يفلح المجرمون .
لأن الآيات التي تقدمت في هذه السورة عطف بعضها على بعض بالواو ، وهو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ . . . إلى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19وإنني بريء مما تشركون . ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=21ومن أظلم ، ختم الآية بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=21الظالمون ليكون آخر الآية لفقا لأول الأولى .
وأما في سورة يونس فالآيات التي تقدمت عطف بعضها على بعض بالفاء ، وهو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=16فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون ، ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=17فمن أظلم بالفاء ، وختم الآية بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=17المجرمون أيضا ؛ موافقة لما قبلها ، وهو :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=13كذلك نجزي القوم المجرمين فوصفهم بأنهم مجرمون . وقال بعده :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=14ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم ، فختم الآية بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=17المجرمون ؛ ليعلم أن سبيل هؤلاء سبيل من تقدمهم .
97 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25ومنهم من يستمع إليك ، وفي يونس :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=42يستمعون ؛ لأن ما في هذه السورة نزل في
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبي سفيان ،
والنضر بن الحارث ،
وعتبة ،
وشيبة ،
وأمية ،
وأبي بن خلف ، فلم يكثروا كثرة من في يونس ، ولأن المراد بهم في يونس جميع الكفار ، فحمل ههنا مرة على لفظ ( من ) فوحد لقلتهم ، ومرة على المعنى
[ ص: 107 ] فجمع ؛ لأنهم وإن قلوا كانوا جماعة ، وجمع ما في يونس ليوافق اللفظ المعنى ، وأما قوله في يونس :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=43ومنهم من ينظر إليك فسيأتي في موضعه إن شاء الله .
98 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=27ولو ترى إذ وقفوا على النار ، ثم عاد فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=30ولو ترى إذ وقفوا على ربهم ؛ لأنهم أنكروا النار في القيامة - جزاء الله ونكاله - ، فقال في الأولى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=27إذ وقفوا على النار . وفي الثانية :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=30وقفوا على ربهم ، أي : ( على ) جزاء ربهم ونكاله في النار ، وختم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=30فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون .
99 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=29إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين ، ليس غيره . وفي غيرها بزيادة :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37نموت ونحيا " 23 : 37 و 45 : 24 " ؛ لأن ما في هذه السورة عند كثير من المفسرين متصل بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=29وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين . ولم يقولوا : ( أي نموت ونحيا ) بخلاف ما في سائر السور ، فإنهم قالوا ذلك ، فحكى الله عنهم ذلك .
100 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=32وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو . قدم اللعب على اللهو في هذه السورة في موضعين ، وكذلك ( سورتي ) القتال " محمد " " 36 " والحديد " 20 " .
وقدم اللهو على اللعب في الأعراف والعنكبوت ، وإنما قدم اللعب في الأكثر ؛ لأن اللعب زمانه الصبا ، واللهو زمانه الشباب ،
[ ص: 108 ] وزمان الصبا مقدم على زمان الشباب ، يبينه ما ذكر في الحديد :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=20اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب كلعب الصبيان ،
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36ولهو كلهو الشبان ،
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=20وزينة كزينة النسوان ،
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=20وتفاخر كتفاخر الإخوان ،
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=20وتكاثر كتكاثر السلطان .
وقريب من هذا في تقديم لفظ اللعب على اللهو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=16وما بينهما لاعبين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=17لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا .
وقدم اللهو في الأعراف ؛ لأن ذلك في القيامة ، فذكر على ترتيب ما انقضى ، وبدأ بما به الإنسان انتهى من الحالتين ، أما العنكبوت فالمراد بذكرها زمان الدنيا ، وأنه سريع الانقضاء ، قليل البقاء :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64وإن الدار الآخرة لهي الحيوان ، أي : الحياة التي لا أمد لها ، ولا نهاية لأبدها ، بدأ بذكر اللهو لأنه في زمان الشباب ، وهو أكثر من زمان اللعب ، وهو زمان الصبا .
101 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=40أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة . ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=47قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة ، وليس لهما ثالث . وقال فيما بينهما :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=46قل أرأيتم ، وكذلك في غيرها ، وليس لهذه الجملة في العربية نظير ؛ لأنه جمع بين علامتي خطاب ، وهما التاء والكاف . والتاء اسم بالإجماع ، والكاف حرف عند البصريين يفيد الخطاب فحسب ، والجمع بينهما يدل على أن ذلك تنبيه على شيء ما عليه من مزيد ، وهو : ذكر الاستئصال بالهلاك ،
[ ص: 109 ] وليس فيما سواهما ما يدل على ذلك ، فاكتفى بخطاب واحد ، والعلم عند الله .
102 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=42لعلهم يتضرعون في هذه السورة ، وفي الأعراف :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=94يضرعون بالإدغام ؛ لأن ههنا وافق ما بعده ، وهو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=43جاءهم بأسنا تضرعوا ، ومستقبل " تضرعوا " : " يتضرعون " لا غير .
103 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=46انظر كيف نصرف الآيات مكرر ؛ لأن التقدير : انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون عنها ، فلا تعرض عنهم ، بل تكررها لهم لعلهم يفقهون .
104 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=50قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك ، فكرر " لكم " ، وقال في هود :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أقول إني ملك فلم يكرر " لكم " ؛ لأن في هود تقدم :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=25إني لكم نذير وعقبه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وما نرى لكم .
[ ص: 110 ] وبعده
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=34أن أنصح لكم ، فلما تكرر " لكم " في القصة أربع مرات اكتفى بذلك .
105 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=90إن هو إلا ذكرى للعالمين في هذه السورة ، وفي سورة يوسف - عليه السلام - :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=104إن هو إلا ذكر للعالمين منون ؛ لأن في هذه السورة تقدم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68بعد الذكرى ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=69ولكن ذكرى ، فكان الذكرى أليق بها .
106 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي في هذه السورة ، وفي آل عمران :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=27وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي ، وكذلك في الروم " 19 " ، ويونس " 31 " : " يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي " ؛ لأن ( ما ) في هذه السورة وقعت بين أسماء الفاعلين ، وهو :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95فالق الحب والنوى ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=96فالق الإصباح وجعل الليل سكنا ، واسم الفاعل يشبه الاسم من وجه ، فيدخله الألف واللام والتنوين والجر وغير ذلك ، ويشبه الفعل من وجه ، فيعمل عمل الفعل ، ولا يثنى ولا يجمع إذا عمل ، وغير ذلك ، ولهذا جاز العطف عليه بالفعل ، نحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=18إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا ، وجاز عطفه على الفعل نحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=193سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون .
فلما وقع بينهما ، ذكر :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95يخرج الحي من الميت بلفظ الفعل ،
[ ص: 111 ] nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95ومخرج الميت من الحي بلفظ الاسم ، عملا بالشبهين . وأخر لفظ الاسم ؛ لأن الواقع بعده اسمان ، والمتقدم اسم واحد ، بخلاف ما في آل عمران ، لأن ما قبله وما بعده أفعال ، فتأمل فيه فإنه من معجزات القرآن .
107 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=97قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون ، ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=98قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون ، وقال بعدهما :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون ، لأن من أحاط علما بما في الآية الأولى صار عالما ، لأنه أشرف العلوم ، فختم الآية بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=97يعلمون ، والآية الثانية مشتملة على ما يستدعي تأملا وتدبرا ، والفقه علم يحصل بالتدبر ( والتأمل ) والتفكر ، ولهذا لا يوصف به الله - سبحانه وتعالى - ، فختم الآية بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=98يفقهون ، ومن أقر بما في الآية الثالثة صار مؤمنا حقا ، فختم الآية بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99يؤمنون ، حكاه
أبو مسلم عن
الخطيب .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99إن في ذلكم لآيات في هذه السورة بحضور الجماعات وظهور الآيات ، عم الخطاب وجمع الآيات .
108 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=98أنشأكم ، وفي غيرها : " خلقكم "
[ ص: 112 ] " 1 : 21 و 4 : 1 و 6 : 2 و 7 : 189 . . . إلخ " ؛ لموافقة ما قبلها ، وهو :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6وأنشأنا من بعدهم ، وما بعدها :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=141وهو الذي أنشأ جنات معروشات .
109 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99مشتبها وغير متشابه ، وفي الأخرى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=141متشابها وغير متشابه ؛ لأن أكثر ما جاء في القرآن من هاتين الكلمتين جاء بلفظ التشابه ، نحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=25وأتوا به متشابها ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=70إن البقر تشابه علينا ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=118تشابهت قلوبهم ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7وأخر متشابهات فجاء قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99مشتبها وغير متشابه في الآية الأولى ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=141متشابها وغير متشابه في الآية الأخرى على تلك القاعدة .
ثم كان لقوله : " تشابه " معنيان :
أحدهما : التبس . والثاني : تساوى .
وما في البقرة معناه : " التبس " فحسب ، فبين بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=25متشابها ومعناه : ملتبسا ؛ لأن ما بعده من باب التساوي ، والله أعلم .
110 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=102ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء في هذه السورة ، وفي المؤمن " غافر " :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=62خالق كل شيء لا إله إلا هو ؛ لأن فيها قبله ذكر الشركاء والبنين والبنات ، فدفع قول قائله بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=62لا إله إلا هو ، ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=62خالق كل شيء . وفي المؤمن قبله ذكر الخلق وهو :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ، فخرج الكلام على
[ ص: 113 ] إثبات خلق الناس ، لا على نفي الشريك ، فقدم في كل سورة ما يقتضيه ما قبله من الآيات .
111 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=112ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ، وقال في الآية الأخرى من هذه السورة :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=137ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون ؛ لأن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=112ولو شاء ربك وقع عقيب آيات فيها ذكر الرب مرات ، ومنها :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104جاءكم بصائر من ربكم ( فختم بذكر الرب ) ليوافق آخرها أولها ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=137ولو شاء الله ما فعلوه وقع بعد قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136وجعلوا لله مما ذرأ فختم بما بدأ به .
112 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=117إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله ، وفي
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=1ن والقلم :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=7إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله ، بزيادة الباء ولفظ الماضي ؛ لأن إثبات الباء هو الأصل ، كما في
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=1ن والقلم وغيرها من السور ؛ لأن المعنى لا يعمل في المفعول به ، فنوى الباء ، وحيث حذفت أضمر فعل يعمل فيما بعده . وخصت هذه السورة بالحذف موافقة لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=124الله أعلم حيث يجعل رسالته . وعدل هنا إلى لفظ المستقبل ؛ لأن الباء لما حذفت التبس اللفظ بالإضافة ، تعالى الله عن ذلك ، فنبه بلفظ المستقبل على قطع الإضافة ؛ لأن أكثر ما يستعمل لفظ أفعل من يستعمله مع الماضي ، نحو : " أعلم من دب ودرج ، و " أحسن من قام وقعد " ، و " أفضل من حج واعتمر " ، فتنبه ؛ فإنه من أسرار القرآن ؛ لأنه لو قال : " أعلم من ضل " بدون الياء مع الماضي لكان المعنى : أعلم الضالين .
113 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=135اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون [ ص: 114 ] بالفاء حيث وقع ، وفي هود :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=93سوف تعلمون بغير فاء ؛ لأنه تقدم في هذه السورة وغيرها " قل " فأمرهم أمر وعيد بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=135اعملوا ( أي اعملوا ) فستجزون . ولم يكن في هود " قل " فصار استئنافا ، وقيل : سوف تعلمون في سورة هود صفة لعامل ، أي : إني عامل سوف تعلمون ، فحذف الفاء .
114 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=148سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء ، وقال في النحل :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=35وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء ، فزاد
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=35من دونه مرتين ، وزاد
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=35نحن ؛ لأن لفظ الإشراك يدل على إثبات شريك لا يجوز إثباته ، ودل على تحريم أشياء وتحليل أشياء من دون الله ، فلم يحتج إلى لفظ " من دونه " بخلاف لفظ العبادة ، فإنها غير مستنكرة ، وإنما المستنكر عبادة شيء مع الله - سبحانه وتعالى - ، ولا يدل على تحريم شيء كما يدل عليه ( أشرك ) ، فلم يكن لله هنا من يعتبره بقوله : " من دونه " ، ولما حذف " من دونه " مرتين حذف معه " نحن " لتطرد الآية في حكم التخفيف .
115 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151نحن نرزقكم وإياهم ، وقال في " سبحان " " الإسراء " :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=31نحن نرزقهم وإياكم على الضد ؛ لأن التقدير : من إملاق بكم ، نحن نرزقكم وإياهم . وفي " سبحان " : خشية إملاق يقع بهم ، نحن نرزقهم وإياكم .
116 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ، وفي
[ ص: 115 ] الثانية :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=152لعلكم تذكرون ، وفي الثالثة :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=153لعلكم تتقون ؛ لأن الآية الأولى : مشتملة على خمسة أشياء كلها عظام جسام . فكانت الوصية بها من أبلغ الوصايا ، فختم الآية الأولى بما في الإنسان من أشرف السجايا وهو العقل ، الذي امتاز به الإنسان عن سائر الحيوان .
والآية الثانية مشتملة على خمسة أشياء يقبح تعاطي ضدها ، وارتكابها ، وكانت الوصية بها تجري مجرى الزجر والوعظ ، فختم الآية بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=152تذكرون أي : تتعظون بمواعظ الله .
والآية الثالثة : مشتملة على ذكر الصراط المستقيم ، والتحريض على اتباعه ، واجتناب مناهيه ، فختم الآية بالتقوى التي هي ملاك العمل ، وخير الزاد .
117 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=165جعلكم خلائف الأرض في هذه السورة ، وفي يونس والملائكة :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=39جعلكم خلائف في الأرض ؛ لأن في هذا العشر تكرر ذكر المخاطبين كرات ، فعرفهم بالإضافة ، وقد جاء في السورتين على الأصل وهو :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30جاعل في الأرض خليفة ،
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=7جعلكم مستخلفين .
118 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=165إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم ، وقال في الأعراف :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=167إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم ؛
[ ص: 116 ] لأن ما في هذه السورة وقع بعد قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=160من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=165وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ، فقيد قوله : " غفور رحيم " باللام ترجيحا للغفران على العقاب .
ووقع ما في الأعراف بعد قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=165وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=166كونوا قردة خاسئين ، فقيد رحمة منه للعباد ؛ لئلا يرجح جانب الخوف على الرجاء ، وقدم " سريع العقاب " في الآيتين مراعاة لفواصل الآي .
سُورَةُ الْأَنْعَامِ
92 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=5فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ ، وَفِي الشُّعَرَاءِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=6فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ ؛ لِأَنَّ سُورَةَ الْأَنْعَامِ مُتَقَدِّمَةٌ ، فَقَيَّدَ التَّكْذِيبَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=5بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ ، ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=5فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ عَلَى التَّمَامِ . وَذَكَرَ فِي الشُّعَرَاءِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=6فَقَدْ كَذَّبُوا مُطْلَقًا ؛ لِأَنَّ تَقْيِيدَهُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ يَدُلُّ عَلَيْهِ ، ثُمَّ اقْتَصَرَ عَلَى السِّينِ هُنَا بَدَلَ سَوْفَ لِيَتَّفِقَ اللَّفْظَانِ فِيهِ عَلَى الِاخْتِصَارِ .
93 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ بِغَيْرِ وَاوٍ كَمَا فِي هَذِهِ السُّورَةِ ، وَفِي بَعْضِهَا بِالْوَاوِ ، وَفِي بَعْضِهَا بِالْفَاءِ . هَذِهِ الْكَلِمَةُ تَأْتِي فِي الْقُرْآنِ عَلَى وَجْهَيْنِ :
[ ص: 105 ] أَحَدُهُمَا : مُتَّصِلٌ بِمَا كَانَ الِاعْتِبَارُ فِيهِ بِالْمُشَاهَدَةِ ، فَذَكَرَهُ بِالْأَلِفِ وَالْوَاوِ ؛ لِتَدُلَّ الْأَلِفُ عَلَى الِاسْتِفْهَامِ ، وَالْوَاوُ عَلَى عَطْفِ جُمْلَةٍ عَلَى جُمْلَةٍ قَبْلَهَا . وَكَذَا الْفَاءُ ، لَكِنَّهَا أَشَدُّ اتِّصَالًا بِمَا قَبْلَهَا .
وَالْوَجْهُ الثَّانِي : مُتَّصِلٌ بِمَا الِاعْتِبَارُ فِيهِ بِالِاسْتِدْلَالِ ، فَاقْتَصَرَ عَلَى الْأَلِفِ دُونَ الْوَاوِ وَالْفَاءِ ، لِتَجْرِيَ مَجْرَى الِاسْتِئْنَافِ .
وَلَا يَنْقُضُ هَذَا الْأَصْلَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=19أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فِي النَّحْلِ لِاتِّصَالِهَا بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=78وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ وَسِيلَةُ الِاعْتِبَارِ بِالِاسْتِدْلَالِ ، فَبَنَى عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=19أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ .
94 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=11قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا فِي هَذِهِ السُّورَةِ فَحَسْبُ ، وَفِي غَيْرِهَا : " فسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا " " 3 : 137 وَ 16 : 36 وَ 27 : 69 وَ 30 : 42 " لِأَنَّ ثُمَّ لِلتَّرَاخِي ، وَالْفَاءَ لِلتَّعْقِيبِ ، وَفِي هَذِهِ السُّورَةِ تَقَدَّمَ ذِكْرُ الْقُرُونِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ ، ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ . فَأُمِرُوا بِاسْتِقْرَاءِ الدِّيَارِ ، وَتَأَمُّلِ الْآثَارِ ، وَفِيهَا كَثْرَةٌ ، فَيَقَعُ ذَلِكَ سَيْرًا بَعْدَ سَيْرٍ ، وَزَمَانًا بَعْدَ زَمَانٍ ، فَخُصَّتْ بِـ ( ثُمَّ ) عَلَى التَّرَاخِي بَيْنَ الْفِعْلَيْنِ ، لِيُعْلَمَ أَنَّ السَّيْرَ مَأْمُورٌ بِهِ عَلَى حِدَةٍ ، وَالنَّظَرَ مَأْمُورٌ بِهِ عَلَى حِدَةٍ ، وَلَمْ يَتَقَدَّمْ فِي سَائِرِ السُّوَرِ مِثْلُهُ ، فَخُصَّتْ بِالْفَاءِ الدَّالَّةِ عَلَى التَّعْقِيبِ .
95 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=12الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ " 12 ، 20 "
[ ص: 106 ] لَيْسَ بِتَكْرَارٍ ؛ لِأَنَّ الْأَوَّلَ فِي حَقِّ الْكُفَّارِ ، وَالثَّانِيَ فِي حَقِّ أَهْلِ الْكِتَابِ .
96 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=21وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ، وَقَالَ فِي يُونُسَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=17فَمَنْ أَظْلَمُ ، وَخَتَمَ الْآيَةَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=17إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ .
لِأَنَّ الْآيَاتِ الَّتِي تَقَدَّمَتْ فِي هَذِهِ السُّورَةِ عُطِفَ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ بِالْوَاوِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ . . . إِلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ . ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=21وَمَنْ أَظْلَمُ ، خَتَمَ الْآيَةَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=21الظَّالِمُونَ لِيَكُونَ آخِرُ الْآيَةِ لَفْقًا لِأَوَّلِ الْأُولَى .
وَأَمَّا فِي سُورَةِ يُونُسَ فَالْآيَاتُ الَّتِي تَقَدَّمَتْ عُطِفَ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ بِالْفَاءِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=16فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ ، ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=17فَمَنْ أَظْلَمُ بِالْفَاءِ ، وَخَتَمَ الْآيَةَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=17الْمُجْرِمُونَ أَيْضًا ؛ مُوَافَقَةً لِمَا قَبْلَهَا ، وَهُوَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=13كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ فَوَصَفَهُمْ بِأَنَّهُمْ مُجْرِمُونَ . وَقَالَ بَعْدَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=14ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ ، فَخَتَمَ الْآيَةَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=17الْمُجْرِمُونَ ؛ لِيُعْلَمَ أَنَّ سَبِيلَ هَؤُلَاءِ سَبِيلُ مَنْ تَقَدَّمَهُمْ .
97 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=25وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ، وَفِي يُونُسَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=42يَسْتَمِعُونَ ؛ لِأَنَّ مَا فِي هَذِهِ السُّورَةِ نَزَلَ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبِي سُفْيَانَ ،
وَالنَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ ،
وَعُتْبَةَ ،
وَشَيْبَةَ ،
وَأُمَيَّةَ ،
وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ ، فَلَمْ يَكْثُرُوا كَثْرَةَ مَنْ فِي يُونُسَ ، وَلِأَنَّ الْمُرَادَ بِهِمْ فِي يُونُسَ جَمِيعُ الْكُفَّارِ ، فَحَمَلَ هَهُنَا مَرَّةً عَلَى لَفْظِ ( مَنْ ) فَوَحَّدَ لِقِلَّتِهِمْ ، وَمَرَّةً عَلَى الْمَعْنَى
[ ص: 107 ] فَجَمَعَ ؛ لِأَنَّهُمْ وَإِنْ قَلُّوا كَانُوا جَمَاعَةً ، وَجَمَعَ مَا فِي يُونُسَ لِيُوَافِقَ اللَّفْظُ الْمَعْنَى ، وَأَمَّا قَوْلُهُ فِي يُونُسَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=43وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ فَسَيَأْتِي فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
98 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=27وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ ، ثُمَّ عَادَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=30وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ ؛ لِأَنَّهُمْ أَنْكَرُوا النَّارَ فِي الْقِيَامَةِ - جَزَاءَ اللَّهِ وَنَكَالَهُ - ، فَقَالَ فِي الْأُولَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=27إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ . وَفِي الثَّانِيَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=30وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ ، أَيْ : ( عَلَى ) جَزَاءِ رَبِّهِمْ وَنَكَالِهِ فِي النَّارِ ، وَخَتَمَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=30فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ .
99 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=29إِنْ هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ، لَيْسَ غَيْرُهُ . وَفِي غَيْرِهَا بِزِيَادَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37نَمُوتُ وَنَحْيَا " 23 : 37 وَ 45 : 24 " ؛ لِأَنَّ مَا فِي هَذِهِ السُّورَةِ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ مُتَّصِلٌ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=29وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ . وَلَمْ يَقُولُوا : ( أَيْ نَمُوتُ وَنَحْيَا ) بِخِلَافِ مَا فِي سَائِرِ السُّوَرِ ، فَإِنَّهُمْ قَالُوا ذَلِكَ ، فَحَكَى اللَّهُ عَنْهُمْ ذَلِكَ .
100 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=32وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَعِبٌ وَلَهْوٌ . قَدَّمَ اللَّعِبَ عَلَى اللَّهْوِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ فِي مَوْضِعَيْنِ ، وَكَذَلِكَ ( سُورَتَيِ ) الْقِتَالِ " مُحَمَّدٍ " " 36 " وَالْحَدِيدِ " 20 " .
وَقَدَّمَ اللَّهْوَ عَلَى اللَّعِبِ فِي الْأَعْرَافِ وَالْعَنْكَبُوتِ ، وَإِنَّمَا قَدَّمَ اللَّعِبَ فِي الْأَكْثَرِ ؛ لِأَنَّ اللَّعِبَ زَمَانُهُ الصِّبَا ، وَاللَّهْوَ زَمَانُهُ الشَّبَابُ ،
[ ص: 108 ] وَزَمَانُ الصِّبَا مُقَدَّمٌ عَلَى زَمَانِ الشَّبَابِ ، يُبَيِّنُهُ مَا ذُكِرَ فِي الْحَدِيدِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=20اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ كَلَعِبِ الصِّبْيَانِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36وَلَهْوٌ كَلَهْوِ الشُّبَّانِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=20وَزِينَةٌ كَزِينَةِ النِّسْوَانِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=20وَتَفَاخُرٌ كَتَفَاخُرِ الْإِخْوَانِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=20وَتَكَاثُرٌ كَتَكَاثُرِ السُّلْطَانِ .
وَقَرِيبٌ مِنْ هَذَا فِي تَقْدِيمِ لَفْظِ اللَّعِبِ عَلَى اللَّهْوِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=16وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=17لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا .
وَقَدَّمَ اللَّهْوَ فِي الْأَعْرَافِ ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ فِي الْقِيَامَةِ ، فَذَكَرَ عَلَى تَرْتِيبِ مَا انْقَضَى ، وَبَدَأَ بِمَا بِهِ الْإِنْسَانُ انْتَهَى مِنَ الْحَالَتَيْنِ ، أَمَّا الْعَنْكَبُوتُ فَالْمُرَادُ بِذِكْرِهَا زَمَانُ الدُّنْيَا ، وَأَنَّهُ سَرِيعُ الِانْقِضَاءِ ، قَلِيلُ الْبَقَاءِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ، أَيِ : الْحَيَاةُ الَّتِي لَا أَمَدَ لَهَا ، وَلَا نِهَايَةَ لِأَبَدِهَا ، بَدَأَ بِذِكْرِ اللَّهْوِ لِأَنَّهُ فِي زَمَانِ الشَّبَابِ ، وَهُوَ أَكْثَرُ مِنْ زَمَانِ اللَّعِبِ ، وَهُوَ زَمَانُ الصِّبَا .
101 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=40أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ . ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=47قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً ، وَلَيْسَ لَهُمَا ثَالِثٌ . وَقَالَ فِيمَا بَيْنَهُمَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=46قُلْ أَرَأَيْتُمْ ، وَكَذَلِكَ فِي غَيْرِهَا ، وَلَيْسَ لِهَذِهِ الْجُمْلَةِ فِي الْعَرَبِيَّةِ نَظِيرٌ ؛ لِأَنَّهُ جَمْعٌ بَيْنَ عَلَامَتَيْ خِطَابٍ ، وَهُمَا التَّاءُ وَالْكَافُ . وَالتَّاءُ اسْمٌ بِالْإِجْمَاعِ ، وَالْكَافُ حَرْفٌ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ يُفِيدُ الْخِطَابَ فَحَسْبُ ، وَالْجَمْعُ بَيْنَهُمَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ تَنْبِيهٌ عَلَى شَيْءٍ مَا عَلَيْهِ مِنْ مَزِيدٍ ، وَهُوَ : ذِكْرُ الِاسْتِئْصَالِ بِالْهَلَاكِ ،
[ ص: 109 ] وَلَيْسَ فِيمَا سِوَاهُمَا مَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ ، فَاكْتَفَى بِخِطَابٍ وَاحِدٍ ، وَالْعَلَمُ عِنْدَ اللَّهِ .
102 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=42لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ ، وَفِي الْأَعْرَافِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=94يَضَّرَّعُونَ بِالْإِدْغَامِ ؛ لِأَنَّ هَهُنَا وَافَقَ مَا بَعْدَهُ ، وَهُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=43جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا ، وَمُسْتَقْبَلُ " تَضَرَّعُوا " : " يَتَضَرَّعُونَ " لَا غَيْرُ .
103 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=46انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ مُكَرَّرٌ ؛ لِأَنَّ التَّقْدِيرَ : انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ عَنْهَا ، فَلَا تُعْرِضْ عَنْهُمْ ، بَلْ تُكَرِّرُهَا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ .
104 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=50قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ، فَكَرَّرَ " لَكُمْ " ، وَقَالَ فِي هُودٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ فَلَمْ يُكَرِّرْ " لَكُمْ " ؛ لِأَنَّ فِي هُودٍ تَقَدَّمَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=25إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ وَعَقِبَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=27وَمَا نَرَى لَكُمْ .
[ ص: 110 ] وَبَعْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=34أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ ، فَلَمَّا تَكَرَّرَ " لَكُمْ " فِي الْقِصَّةِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ اكْتَفَى بِذَلِكَ .
105 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=90إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ ، وَفِي سُورَةِ يُوسُفَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=104إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ مُنَوَّنٌ ؛ لِأَنَّ فِي هَذِهِ السُّورَةِ تَقَدَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68بَعْدَ الذِّكْرَى ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=69وَلَكِنْ ذِكْرَى ، فَكَانَ الذِّكْرَى أَلْيَقَ بِهَا .
106 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيَّ فِي هَذِهِ السُّورَةِ ، وَفِي آلِ عِمْرَانَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=27وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيَّ ، وَكَذَلِكَ فِي الرُّومِ " 19 " ، وَيُونُسَ " 31 " : " يخْرجُ الْحَيّ مِن الْمَيِّتِ وَيخْرجُ الْمَيِّت مِن الْحَيِّ " ؛ لِأَنَّ ( مَا ) فِي هَذِهِ السُّورَةِ وَقَعَتْ بَيْنَ أَسْمَاءِ الْفَاعِلِينَ ، وَهُوَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=96فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا ، وَاسْمُ الْفَاعِلِ يُشْبِهُ الِاسْمَ مِنْ وَجْهٍ ، فَيَدْخُلُهُ الْأَلِفُ وَاللَّامُ وَالتَّنْوِينُ وَالْجَرُّ وَغَيْرُ ذَلِكَ ، وَيُشْبِهُ الْفِعْلَ مِنْ وَجْهٍ ، فَيَعْمَلُ عَمَلَ الْفِعْلِ ، وَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ إِذَا عَمِلَ ، وَغَيْرُ ذَلِكَ ، وَلِهَذَا جَازَ الْعَطْفُ عَلَيْهِ بِالْفِعْلِ ، نَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=18إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ، وَجَازَ عَطْفُهُ عَلَى الْفِعْلِ نَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=193سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ .
فَلَمَّا وَقَعَ بَيْنَهُمَا ، ذَكَرَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ بِلَفْظِ الْفِعْلِ ،
[ ص: 111 ] nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=95وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ بِلَفْظِ الِاسْمِ ، عَمَلًا بِالشَّبَهَيْنِ . وَأَخَّرَ لَفْظَ الِاسْمِ ؛ لِأَنَّ الْوَاقِعَ بَعْدَهُ اسْمَانِ ، وَالْمُتَقَدِّمَ اسْمٌ وَاحِدٌ ، بِخِلَافِ مَا فِي آلِ عِمْرَانَ ، لِأَنَّ مَا قَبْلَهُ وَمَا بَعْدَهُ أَفْعَالٌ ، فَتَأَمَّلْ فِيهِ فَإِنَّهُ مِنْ مُعْجِزَاتِ الْقُرْآنِ .
107 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=97قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ، ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=98قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ، وَقَالَ بَعْدَهُمَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ، لِأَنَّ مَنْ أَحَاطَ عِلْمًا بِمَا فِي الْآيَةِ الْأَوْلَى صَارَ عَالِمًا ، لِأَنَّهُ أَشْرَفُ الْعُلُومِ ، فَخَتَمَ الْآيَةَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=97يَعْلَمُونَ ، وَالْآيَةُ الثَّانِيَةُ مُشْتَمِلَةٌ عَلَى مَا يَسْتَدْعِي تَأَمُّلًا وَتَدَبُّرًا ، وَالْفِقْهُ عِلْمٌ يَحْصُلُ بِالتَّدَبُّرِ ( وَالتَّأَمُّلِ ) وَالتَّفَكُّرِ ، وَلِهَذَا لَا يُوصَفُ بِهِ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - ، فَخَتَمَ الْآيَةَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=98يَفْقَهُونَ ، وَمَنْ أَقَرَّ بِمَا فِي الْآيَةِ الثَّالِثَةِ صَارَ مُؤْمِنًا حَقًّا ، فَخَتَمَ الْآيَةَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99يُؤْمِنُونَ ، حَكَاهُ
أَبُو مُسْلِمٍ عَنِ
الْخَطِيبِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ فِي هَذِهِ السُّورَةِ بِحُضُورِ الْجَمَاعَاتِ وَظُهُورِ الْآيَاتِ ، عَمَّ الْخِطَابُ وَجَمَعَ الْآيَاتِ .
108 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=98أَنْشَأَكُمْ ، وَفِي غَيْرِهَا : " خَلَقَكُم "
[ ص: 112 ] " 1 : 21 وَ 4 : 1 وَ 6 : 2 وَ 7 : 189 . . . إلخ " ؛ لِمُوَافَقَةِ مَا قَبْلَهَا ، وَهُوَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ ، وَمَا بَعْدَهَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=141وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ .
109 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ، وَفِي الْأُخْرَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=141مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ؛ لِأَنَّ أَكْثَرَ مَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ هَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ جَاءَ بِلَفْظِ التَّشَابُهِ ، نَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=25وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=70إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=118تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَجَاءَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ فِي الْآيَةِ الْأُولَى ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=141مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى عَلَى تِلْكَ الْقَاعِدَةِ .
ثُمَّ كَانَ لِقَوْلِهِ : " تَشَابَهَ " مَعْنَيَانِ :
أَحَدُهُمَا : الْتَبَسَ . وَالثَّانِي : تَسَاوَى .
وَمَا فِي الْبَقَرَةِ مَعْنَاهُ : " الْتَبَسَ " فَحَسْبُ ، فَبَيَّنَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=25مُتَشَابِهًا وَمَعْنَاهُ : مُلْتَبِسًا ؛ لِأَنَّ مَا بَعْدَهُ مِنْ بَابِ التَّسَاوِي ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
110 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=102ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فِي هَذِهِ السُّورَةِ ، وَفِي الْمُؤْمِنِ " غَافِرٍ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=62خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلَهَ إِلا هُوَ ؛ لِأَنَّ فِيهَا قَبْلَهُ ذِكْرُ الشُّرَكَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْبَنَاتِ ، فَدَفَعَ قَوْلَ قَائِلِهِ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=62لا إِلَهَ إِلا هُوَ ، ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=62خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ . وَفِي الْمُؤْمِنِ قَبْلَهُ ذَكَرَ الْخَلْقَ وَهُوَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ ، فَخَرَجَ الْكَلَامُ عَلَى
[ ص: 113 ] إِثْبَاتِ خَلْقِ النَّاسِ ، لَا عَلَى نَفْيِ الشَّرِيكِ ، فَقَدَّمَ فِي كُلِّ سُورَةٍ مَا يَقْتَضِيهِ مَا قَبْلَهُ مِنَ الْآيَاتِ .
111 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=112وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ، وَقَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=137وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ؛ لِأَنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=112وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ وَقَعَ عَقِيبَ آيَاتٍ فِيهَا ذِكْرُ الرَّبِّ مَرَّاتٍ ، وَمِنْهَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ ( فَخَتَمَ بِذِكْرِ الرَّبِّ ) لِيُوَافِقَ آخِرُهَا أَوَّلَهَا ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=137وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ وَقَعَ بَعْدَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ فَخَتَمَ بِمَا بَدَأَ بِهِ .
112 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=117إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ ، وَفِي
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=1ن وَالْقَلَمِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=7إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ، بِزِيَادَةِ الْبَاءِ وَلَفْظِ الْمَاضِي ؛ لِأَنَّ إِثْبَاتَ الْبَاءِ هُوَ الْأَصْلُ ، كَمَا فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=1ن وَالْقَلَمِ وَغَيْرِهَا مِنَ السُّوَرِ ؛ لِأَنَّ الْمَعْنَى لَا يَعْمَلُ فِي الْمَفْعُولِ بِهِ ، فَنَوَى الْبَاءَ ، وَحَيْثُ حُذِفَتْ أُضْمِرَ فِعْلٌ يَعْمَلُ فِيمَا بَعْدَهُ . وَخُصَّتْ هَذِهِ السُّورَةُ بِالْحَذْفِ مُوَافَقَةً لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=124اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ . وَعَدَلَ هُنَا إِلَى لَفْظِ الْمُسْتَقْبَلِ ؛ لِأَنَّ الْبَاءَ لَمَّا حُذِفَتِ الْتَبَسَ اللَّفْظُ بِالْإِضَافَةِ ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ ، فَنَبَّهَ بِلَفْظِ الْمُسْتَقْبَلِ عَلَى قَطْعِ الْإِضَافَةِ ؛ لِأَنَّ أَكْثَرَ مَا يُسْتَعْمَلُ لَفْظُ أَفْعَلُ مَنْ يَسْتَعْمِلُهُ مَعَ الْمَاضِي ، نَحْوُ : " أَعْلَمُ مَنْ دَبَّ وَدَرَجَ ، وَ " أَحْسَنُ مَنْ قَامَ وَقَعَدَ " ، وَ " أَفْضَلُ مَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ " ، فَتَنَبَّهْ ؛ فَإِنَّهُ مِنْ أَسْرَارِ الْقُرْآنِ ؛ لِأَنَّهُ لَوْ قَالَ : " أَعْلَمُ مَنْ ضَلَّ " بِدُونِ الْيَاءِ مَعَ الْمَاضِي لَكَانَ الْمَعْنَى : أَعْلَمَ الضَّالِّينَ .
113 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=135اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ [ ص: 114 ] بِالْفَاءِ حَيْثُ وَقَعَ ، وَفِي هُودٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=93سَوْفَ تَعْلَمُونَ بِغَيْرِ فَاءٍ ؛ لِأَنَّهُ تَقَدَّمَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ وَغَيْرِهَا " قُلْ " فَأَمَرَهُمْ أَمْرَ وَعِيدٍ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=135اعْمَلُوا ( أَيِ اعْمَلُوا ) فَسَتُجْزَوْنَ . وَلَمْ يَكُنْ فِي هُودٍ " قُلْ " فَصَارَ اسْتِئْنَافًا ، وَقِيلَ : سَوْفَ تَعْلَمُونَ فِي سُورَةِ هُودٍ صِفَةٌ لِعَامِلٍ ، أَيْ : إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ، فَحَذَفَ الْفَاءَ .
114 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=148سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ ، وَقَالَ فِي النَّحْلِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=35وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ، فَزَادَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=35مِنْ دُونِهِ مَرَّتَيْنِ ، وَزَادَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=35نَحْنُ ؛ لِأَنَّ لَفْظَ الْإِشْرَاكِ يَدُلُّ عَلَى إِثْبَاتِ شَرِيكٍ لَا يَجُوزُ إِثْبَاتُهُ ، وَدَلَّ عَلَى تَحْرِيمِ أَشْيَاءَ وَتَحْلِيلِ أَشْيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ، فَلَمْ يَحْتَجْ إِلَى لَفْظِ " منْ دُونِهِ " بِخِلَافِ لِفْظِ الْعِبَادَةِ ، فَإِنَّهَا غَيْرُ مُسْتَنْكَرَةٍ ، وَإِنَّمَا الْمُسْتَنْكَرُ عِبَادَةُ شَيْءٍ مَعَ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - ، وَلَا يَدُلُّ عَلَى تَحْرِيمِ شَيْءٍ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ ( أَشْرَكَ ) ، فَلَمْ يَكُنْ لِلَّهِ هُنَا مَنْ يَعْتَبِرُهُ بِقَوْلِهِ : " منْ دُونِهِ " ، وَلَمَّا حَذَفَ " منْ دُونِهِ " مَرَّتَيْنِ حَذَفَ مَعَهُ " نَحْنُ " لِتَطَّرِدَ الْآيَةُ فِي حُكْمِ التَّخْفِيفِ .
115 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ، وَقَالَ فِي " سُبْحَانَ " " الْإِسْرَاءِ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=31نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ عَلَى الضِّدِّ ؛ لِأَنَّ التَّقْدِيرَ : مِنْ إِمْلَاقٍ بِكُمْ ، نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ . وَفِي " سُبْحَانَ " : خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ يَقَعُ بِهِمْ ، نَحْنُ نُرْزَقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ .
116 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ، وَفِي
[ ص: 115 ] الثَّانِيَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=152لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ، وَفِي الثَّالِثَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=153لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ؛ لِأَنَّ الْآيَةَ الْأُولَى : مُشْتَمِلَةٌ عَلَى خَمْسَةِ أَشْيَاءَ كُلُّهَا عِظَامٌ جِسَامٌ . فَكَانَتِ الْوَصِيَّةُ بِهَا مِنْ أَبْلَغِ الْوَصَايَا ، فَخَتَمَ الْآيَةَ الْأَوْلَى بِمَا فِي الْإِنْسَانِ مِنْ أَشْرَفِ السَّجَايَا وَهُوَ الْعَقْلُ ، الَّذِي امْتَازَ بِهِ الْإِنْسَانُ عَنْ سَائِرِ الْحَيَوَانِ .
وَالْآيَةُ الثَّانِيَةُ مُشْتَمِلَةٌ عَلَى خَمْسَةِ أَشْيَاءَ يَقْبُحُ تَعَاطِي ضِدِّهَا ، وَارْتِكَابُهَا ، وَكَانَتِ الْوَصِيَّةُ بِهَا تَجْرِي مَجْرَى الزَّجْرِ وَالْوَعْظِ ، فَخَتَمَ الْآيَةَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=152تَذَكَّرُونَ أَيْ : تَتَّعِظُونَ بِمَوَاعِظِ اللَّهِ .
وَالْآيَةُ الثَّالِثَةُ : مُشْتَمِلَةٌ عَلَى ذِكْرِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ ، وَالتَّحْرِيضِ عَلَى اتِّبَاعِهِ ، وَاجْتِنَابِ مَنَاهِيهِ ، فَخَتَمَ الْآيَةَ بِالتَّقْوَى الَّتِي هِيَ مِلَاكُ الْعَمَلِ ، وَخَيْرُ الزَّادِ .
117 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=165جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ ، وَفِي يُونُسَ وَالْمَلَائِكَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=39جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ ؛ لِأَنَّ فِي هَذَا الْعُشْرِ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْمُخَاطَبِينَ كَرَّاتٍ ، فَعَرَّفَهُمْ بِالْإِضَافَةِ ، وَقَدْ جَاءَ فِي السُّورَتَيْنِ عَلَى الْأَصْلِ وَهُوَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ،
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=7جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ .
118 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=165إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ، وَقَالَ فِي الْأَعْرَافِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=167إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ؛
[ ص: 116 ] لِأَنَّ مَا فِي هَذِهِ السُّورَةِ وَقَعَ بَعْدَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=160مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=165وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ ، فَقَيَّدَ قَوْلَهُ : " غَفُور رَحِيم " بِاللَّامِ تَرْجِيحًا لِلْغُفْرَانِ عَلَى الْعِقَابِ .
وَوَقَعَ مَا فِي الْأَعْرَافِ بَعْدَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=165وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=166كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ، فَقَيَّدَ رَحْمَةً مِنْهُ لِلْعِبَادِ ؛ لِئَلَّا يَرْجَحَ جَانِبُ الْخَوْفِ عَلَى الرَّجَاءِ ، وَقَدَّمَ " سَرِيعَ الْعِقَابِ " فِي الْآيَتَيْنِ مُرَاعَاةً لِفَوَاصِلِ الْآيِ .