فيه ثمانية أوجه : قرأ الأعمش وحمزة : ( ربما ) مثقلة . وقرأ أهل والكسائي المدينة : ( ربما ) مخففة ، والأصل التثقيل ، والعرب تخفف المثقل ، ولا تثقل المخفف . وقال وعاصم : لو سميت رجلا "رب" مخففة ، ثم صغرته رددته إلى أصله فقلت : "ربيب" . قال سيبويه إسماعيل بن إسحاق : حدثنا نصر بن علي ، عن أبيه ، عن قال : سمعت الأصمعي يقرأ : "ربما " مخففة ومثقلة ، قال : التخفيف لغة أهل أبا عمرو بن العلاء الحجاز ، والتثقيل لغة تميم وقيس وبكر . وحكى أبو زيد أنه يقال : ربتما وربتما ، وهذا على تأنيث الكلمة . فهذه أربع لغات . وحكى أبو حاتم : ربما ، وربما ، وربتما وربتما . ولا موضع لها من الإعراب عند أكثر النحويين ؛ لأنها كافة جيء بها لأن رب لا يليها الفعل ، فلما جئت بما وليها الفعل عند لا غير إلا [ ص: 376 ] في الشعر ، فإنه يليها الابتداء والخبر ، وأنشد : سيبويه
صددت فاطولت الصدود وقلما وصال على طول الصدود يدوم
والجيد قوله :
وطال ما وطال ما وطالما سقى بكف خالد وأطعما
والذي حكيناه قول الخليل ، وحكى لنا وسيبويه علي بن سليمان ، عن : أن هذا جائز في الكلام والشعر ، كما أن "إنما" يكون بعدها الفعل والابتداء والخبر . وسمعت محمد بن يزيد محمد بن الوليد يقول : ليس في حروف الخفض نظير لرب ؛ لأن سبيل حروف الخفض أن يضاف ما قبلها إلى ما بعدها ، وسبيل رب أن يضاف ما بعده من الفعل إلى ما قبله . وزعم أنه يجوز أن تكون "ما " في موضع خفض على أنها نكرة ، أي : رب شيء أو رب ود . يقال : وددت أن ذلك كان ، إذ تمنيته ودا لا غير ، ووددت الرجل إذا أحببته ودا بضم الواو ، ومودة وودادة وودادا . الأخفش