[ ص: 59 ] وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه [26]
وهذا من لغي يلغى ، وهي اللغة الفصيحة ، ويقال : لغى يلغى لأن فيه حرفا من حروف الحلق ، ولغا يلغو ، وعلى هذه اللغة قرأ ابن أبي إسحاق وعيسى (والغوا فيه) بضم الغين . قال : اللغو في كلام العرب ما كان على غير وجهه ، ومنه (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) إنما هو ما يصد عن الخير ويدعو إلى الشر أي هو مما ينبغي أن يطرح ، ولا يعرج عليه كما أن اللغو في الكلام ما لا يفيد معنى . ويروى عن محمد بن يزيد في معنى عبد الله بن عباس والغوا فيه أن أبا جهل هو الذي قال هذا ، قال : فإذا رأيتم محمدا يصلي فصيحوا في وجهه ، وشدوا أصواتكم بما لا يفهم حتى لا يدري ما يقول ، ويروى أنهم إنما فعلوا هذا لما أعجزهم القرآن ، ورأوا من تدبره آمن به لإعجازه بفصاحته وكثرة معانيه وحسنه ونظمه ورصفه فقالوا : إذا سمعتموه يقرأ فخلطوا عليه القراءة بالهزء وما لا يحصل ، وذلك اللغو لعلكم تغلبونه .