فإن يهلك أبو قابوس يهلك ربيع الناس والبلد الحرام ونمسك بعده بذناب عيس
أجب الظهر ليس له سنام
فجزم و"نمسك" على العطف . ويجوز رفعه ونصبه إلا أن الرفع عند أجود ، وهي قراءة المدنيين سيبويه ويعلم الذين على أنه مقطوع مما قبله [ ص: 85 ] مرفوع ، والنصب عنده بعيد ، وهي قراءة الكوفيين ، والصحيحة من قراءة ، وشبهه أبي عمرو في البعد بقول الشاعر : سيبويه
سأترك منزلي لبني تميم وألحق بالحجاز فأستريحا
إلا أن النصب في الآية أمثل لأنه شرط وهو غير واجب ، وأنشد :
ومن يغترب عن قومه لا يزل يرى مصارع أقوام مجرا ومسحبا
وتدفن منه الصالحات وإن يسئ يكن ما أساء النار في رأس كبكبا
فنصب "وتدفن" ولو رفع لكان أحسن . واختار النصب وشبهه بقوله جل وعز أبو عبيد ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين وهما لا يتجانسان ولا يشتبهان لأن "ويعلم" جواب لما فيه النفي فالأولى به النصب وقوله جل وعز ويعلم الذين يجادلون ليس بجواب فيجب نصبه ، وموضع الذين في قوله "ويعلم الناس" موضع رفع بعلم .