ثم قفينا على آثارهم برسلنا [27] أي أتبعنا ، ويكون الضمير يعود على الذرية أو على نوح وإبراهيم عليهما السلام لأن الاثنين جمع ( وقفينا بعيسى ابن مريم ) أي أتبعنا ( وآتيناه الإنجيل ) يروى أنه نزل جملة . ( وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ) ويقال : رآفة وقد رؤف ورأف ( ورهبانية ابتدعوها ) نصبت رهبانية بإضمار فعل أي فابتدعوا رهبانية أي أحدثوها ، وقيل : هو معطوف على الأول ( ما كتبناها عليهم ) قال ابن زيد : أي ما افترضناها ( إلا ابتغاء رضوان الله ) [نصب على الاستثناء الذي ليس من [ ص: 368 ] الأول ويجوز أن يكون بدلا من المضمر أي ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله] ( فما رعوها حق رعايتها ) لفظه عام ويراد به الخاص لا نعلم في ذلك اختلافا ، ويدل على صحته ( فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم ) وفي الذين لم يرعوها قولان : مذهب الضحاك أنهم الذين ابتدعوها تهود منهم قوم وتنصروا ، وهذا يروى عن وقتادة ، فأما الذي روي عن أبي أمامة فإنهم كانوا من بعد من ابتدعها بأنهم كفار ترهبوا ، وقالوا : نتبع من كان قبلنا ويدل على صحة هذا حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم قال : من آمن بي وكثير منهم فاسقون قال : من جحدني .