وقوله - عز وجل -:
nindex.php?page=treesubj&link=28908_28723_29687_30179_30291nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=4مالك يوم الدين ؛ القراءة الخفض؛ على مجرى " الحمد لله
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك يوم الدين " ؛ وإن نصب - في
[ ص: 47 ] الكلام - على ما نصب عليه " رب العالمين " ؛ و " الرحمن الرحيم " ؛ جاز في الكلام؛ فأما في القراءة فلا أستحسنه فيها ، وقد يجوز أن تنصب " رب العالمين " ؛ و "
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك يوم الدين " ؛ على النداء؛ في الكلام؛ كما تقول: " الحمد لله يا رب العالمين؛ ويا
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك يوم الدين " ؛ كأنك بعد أن قلت: " الحمد لله " ؛ قلت: " لك الحمد يا رب العالمين؛ ويا
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك يوم الدين " ؛ وقرئ: " ملك يوم الدين " ، و "
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك يوم الدين " ؛ وإنما خص يوم الدين - والله - عز وجل - يملك كل شيء -؛ لأنه اليوم الذي يضطر فيه المخلوقون إلى أن يعرفوا أن الأمر كله لله ، ألا تراه يقول: " لمن الملك اليوم " ؛ وقوله: " يوم لا تملك نفس لنفس شيئا " ؟ فهو اليوم الذي لا يملك فيه أحد لنفسه؛ ولا لغيره نفعا؛ ولا ضرا.
ومن قرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=4مالك يوم الدين ؛ فعلى قوله: " لمن الملك اليوم " ؛ وهو بمنزلة: " من المالك اليوم؟ " ؛ ومن قرأ " ملك يوم الدين " ؛ فعلى معنى " ذو المملكة في يوم الدين " ، وقيل: إنها قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم.
وقوله - عز وجل -:
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=4يوم الدين ؛ " الدين " ؛ في اللغة: الجزاء ، يقال: " كما تدين تدان " ، المعنى: كما تعمل تعطى؛ وتجازى ، قال الشاعر:
[ ص: 48 ] واعلم وأيقن أن ملكك زائل ... واعلم بأن كما تدين تدان
أي: تجازى بما تعمل ، و " الدين " ؛ أيضا في اللغة: العادة ، تقول العرب: " ما زال ذلك ديني " ، أي: عادتي؛ قال الشاعر:
تقول إذا درأت لها وضيني ... أهذا دينه أبدا وديني
وَقَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ -:
nindex.php?page=treesubj&link=28908_28723_29687_30179_30291nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=4مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ؛ اَلْقِرَاءَةُ الْخَفْضُ؛ عَلَى مُجْرَى " اَلْحَمْدُ لِلَّهِ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ " ؛ وَإِنْ نُصِبَ - فِي
[ ص: 47 ] الْكَلَامِ - عَلَى مَا نُصِبَ عَلَيْهِ " رَبَّ الْعَالَمِينَ " ؛ وَ " اَلرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " ؛ جَازَ فِي الْكَلَامِ؛ فَأَمَّا فِي الْقِرَاءَةِ فَلَا أَسْتَحْسِنُهُ فِيهَا ، وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ تَنْصِبَ " رَبِّ الْعَالَمِينَ " ؛ وَ "
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ " ؛ عَلَى النِّدَاءِ؛ فِي الْكَلَامِ؛ كَمَا تَقُولُ: " اَلْحَمْدُ لِلَّهِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ؛ وَيَا
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكَ يَوْمِ الدِّينِ " ؛ كَأَنَّكَ بَعْدَ أَنْ قُلْتَ: " اَلْحَمْدُ لِلَّهِ " ؛ قُلْتَ: " لَكَ الْحَمْدُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ؛ وَيَا
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكَ يَوْمِ الدِّينِ " ؛ وَقُرِئَ: " مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ " ، وَ "
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكَ يَوْمِ الدِّينِ " ؛ وَإِنَّمَا خُصَّ يَوْمُ الدِّينِ - وَاللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - يَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ -؛ لِأَنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي يَضْطَرُّ فِيهِ الْمَخْلُوقُونَ إِلَى أَنْ يَعْرِفُوا أَنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ، أَلَا تَرَاهُ يَقُولُ: " لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ " ؛ وَقَوْلَهُ: " يَوْمَ لَا تَمْلِكَ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا " ؟ فَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي لَا يَمْلِكُ فِيهِ أَحَدٌ لِنَفْسِهِ؛ وَلَا لِغَيْرِهِ نَفْعًا؛ وَلَا ضَرًّا.
وَمَنْ قَرَأَ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=4مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ؛ فَعَلَى قَوْلِهِ: " لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ " ؛ وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ: " مَنِ الْمَالِكُ الْيَوْمَ؟ " ؛ وَمَنْ قَرَأَ " مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ " ؛ فَعَلَى مَعْنَى " ذُو الْمَمْلَكَةِ فِي يَوْمِ الدِّينِ " ، وَقِيلَ: إِنَّهَا قِرَاءَةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ -:
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=4يَوْمِ الدِّينِ ؛ " اَلدِّينُ " ؛ فِي اللُّغَةِ: اَلْجَزَاءُ ، يُقَالُ: " كَمَا تَدِينُ تُدَانُ " ، اَلْمَعْنَى: كَمَا تَعْمَلُ تُعْطَى؛ وَتُجَازَى ، قَالَ الشَّاعِرُ:
[ ص: 48 ] وَاعْلَمْ وَأَيْقِنْ أَنَّ مُلْكَكَ زَائِلٌ ... وَاعْلَمْ بِأَنَّ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ
أَيْ: تُجَازَى بِمَا تَعْمَلُ ، وَ " اَلدِّينُ " ؛ أَيْضًا فِي اللُّغَةِ: اَلْعَادَةُ ، تَقُولُ الْعَرَبُ: " مَا زَالَ ذَلِكَ دِينِي " ، أَيْ: عَادَتِي؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
تَقُولُ إِذَا دَرَأْتُ لَهَا وَضِينِي ... أَهَذَا دِينُهُ أَبَدًا وَدِينِي