ثم قال:

إذ رسموا بألف نئا رءا لكن ياء في رأى من ما رأى

لما ذكر الناظم "نأى". و: nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=77رأى . في الأمثلة التي يؤدي تصوير الهمزة فيها إلى اجتماع صورتين متماثلتين، استشعر سؤال سائل قال له: إن ألف: "نأى"، و: nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=77رأى . مبدلة عن ياء فقياسها أن تكتب ياء على القاعدة الآتية في قوله: "وإن على الياء قلبت ألفا" البيت، وإذا كتبت الألف فيهما ياء على مقتضى قياسها لم يؤد قياس تصوير الهمزة إلى اجتماع صورتين متماثلين، فأجاب عنه بما تضمنه صدر هذا البيت وحاصله: إن: "نأى". و: nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=77رأى . إنما كان قياس الهمزة فيهما مؤديا لاجتماع صورتين; لأن كتاب المصاحف رسموهما بألف على خلاف قياسهما، ثم استثنى الناظم من كلمات: nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=77رأى . موضعين في "النجم"، رسمت الألف فيهما بالياء على القياس، وصورت الهمزة فيها ألفا وهما: nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=18لقد رأى من آيات ربه الكبرى ، و: nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=11ما كذب الفؤاد ما رأى واحترز ب: "رأى" المقترن بمن بعده و: "رأى" المقترن بما قبله عن الواقع في "النجم"، وغيرها غير مقترن بواحد منهما، فإنه مرسوم بالألف من غير صورة للهمزة نحو: nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=13ولقد رآه نزلة أخرى ، nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=76فلما جن عليه الليل رأى كوكبا ، ولما أفاد الناظم تفصيل: "رأى" هنا بحسب الاستطراد؛ إذ محله بالقصد ما يأتي لم يذكر تفصيله هناك، بل أحاله على ما هنا بقوله الآتي: "وما سوى الحرفين من لفظ "رأى"، وسيأتي هناك بيان أن لا معارضة بين جزمه هنا بأن الهمزة في "نأى"، و: "رأى" في غير الموضعين لا صورة لها، وتجويزه هناك أن تكون الألف صورة للهمزة.

وقوله: من ما يلزم فيه قطع: "من"، عن "ما" تنبيها على أن: "من" مضمومة إلى: "رأى" الأول، و: "إلى" مضمومة إلى "رأى" الثاني.

ثُمَّ قَالَ:

إِذْ رَسَمُوا بِأَلِفٍ نَئَا رَءَا لَكِنَّ يَاءً فِي رَأَى مِنْ مَا رَأَى

لَمَّا ذَكَرَ النَّاظِمُ "نَأَى". وَ: nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=77رَأَى . فِي الْأَمْثِلَةِ الَّتِي يُؤَدِّي تَصْوِيرُ الْهَمْزَةِ فِيهَا إِلَى اجْتِمَاعِ صُورَتَيْنِ مُتَمَاثِلَتَيْنِ، اسْتَشْعَرَ سُؤَالَ سَائِلٍ قَالَ لَهُ: إِنَّ أَلِفَ: "نَأَى"، وَ: nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=77رَأَى . مُبَدَلَةٌ عَنْ يَاءٍ فَقِيَاسُهَا أَنْ تُكْتَبَ يَاءً عَلَى الْقَاعِدَةِ الْآتِيَةِ فِي قَوْلِهِ: "وَإِنْ عَلَى الْيَاءِ قَلَبْتَ أَلِفَا" الْبَيْتَ، وَإِذَا كُتِبَتِ الْأَلِفُ فِيهِمَا يَاءً عَلَى مُقْتَضَى قِيَاسِهَا لَمْ يُؤَدِّ قِيَاسُ تَصْوِيرِ الْهَمْزَةِ إِلَى اجْتِمَاعِ صُورَتَيْنِ مُتَمَاثِلَيْنِ، فَأَجَابَ عَنْهُ بِمَا تَضَمَّنَهُ صَدْرُ هَذَا الْبَيْتِ وَحَاصِلُهُ: إِنَّ: "نَأَى". وَ: nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=77رَأَى . إِنَّمَا كَانَ قِيَاسُ الْهَمْزَةِ فِيهِمَا مُؤَدِّيًا لِاجْتِمَاعِ صُورَتَيْنِ; لِأَنَّ كُتَّابَ الْمَصَاحِفِ رَسَمُوهُمَا بِأَلِفٍ عَلَى خِلَافِ قِيَاسِهِمَا، ثُمَّ اسْتَثْنَى النَّاظِمُ مِنْ كَلِمَاتِ: nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=77رَأَى . مَوْضِعَيْنِ فِي "النَّجْمِ"، رُسِمَتِ الْأَلِفُ فِيهِمَا بِالْيَاءِ عَلَى الْقِيَاسِ، وَصُوِّرَتِ الْهَمْزَةُ فِيهَا أَلِفًا وَهُمَا: nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=18لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ، وَ: nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=11مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى وَاحْتَرَزَ بِ: "رَأَى" الْمُقْتَرِنِ بِمَنْ بَعْدَهُ وَ: "رَأَى" الْمُقْتَرِنِ بِمَا قَبْلَهُ عَنِ الْوَاقِعِ فِي "النَّجْمِ"، وَغَيْرِهَا غَيْرَ مُقْتَرِنٍ بِوَاحِدٍ مِنْهُمَا، فَإِنَّهُ مَرْسُومٌ بِالْأَلِفِ مِنْ غَيْرِ صُورَةٍ لِلْهَمْزَةِ نَحْوَ: nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=13وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ، nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=76فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا ، وَلَمَّا أَفَادَ النَّاظِمَ تَفْصِيلَ: "رَأَى" هُنَا بِحَسْبِ الِاسْتِطْرَادِ؛ إِذْ مَحَلُّهُ بِالْقَصْدِ مَا يَأْتِي لَمْ يَذْكُرْ تَفْصِيلَهُ هُنَاكَ، بَلْ أَحَالَهُ عَلَى مَا هُنَا بِقَوْلِهِ الْآتِي: "وَمَا سِوَى الْحَرْفَيْنِ مِنْ لَفْظِ "رَأَى"، وَسَيَأْتِي هُنَاكَ بَيَانُ أَنْ لَا مُعَارَضَةَ بَيْنَ جَزْمِهِ هُنَا بِأَنَّ الْهَمْزَةَ فِي "نَأَى"، وَ: "رَأَى" فِي غَيْرِ الْمَوْضِعَيْنِ لَا صُورَةَ لَهَا، وَتَجْوِيزُهُ هُنَاكَ أَنْ تَكُونَ الْأَلِفُ صُورَةً لِلْهَمْزَةِ.

وَقَوْلُهُ: مِنْ مَا يَلْزَمُ فِيهِ قَطْعُ: "مِنْ"، عَنْ "مَا" تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ: "مِنْ" مَضْمُومَةٌ إِلَى: "رَأَى" الْأَوَّلِ، وَ: "إِلَى" مَضْمُومَةٌ إِلَى "رَأَى" الثَّانِي.