وذكر التنزيل أيضا كلما بألف أو ياء أو دونهما
آتيني الكتاب واجتبيكم كذاك في النحل اجتبيه يرسم
أما "آتيني الكتاب" ففي "مريم"، واحترز بقيد المجاور للكتاب من غير المجاور له وهو في النمل: "فما آتيني الله خير" فإنه مرسوم بالياء وجها واحدا.
وأما "اجتبيكم" ففي "الحج": "هو اجتبيكم وما جعل عليكم في الدين من حرج".
وأما "اجتبيه" في "النحل" فهو: "اجتبيه وهديه إلى صراط مستقيم"، واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها؛ وهو كلمتان تقدمتا قبل هذين البيتين، وقد حسن الأوجه الثلاثة، إلا أن كلامه يقتضي أن كتب هذه الكلمات الثلاث بالياء من مجرد اختياره لا أنه كتب في بعض المصاحف، كما يقتضيه ظاهر كلام الناظم، ومقتضى حمل هذه الكلمات على النظائر، وسكوت أبو داود عن عدها في المستثنيات بعد تقرير القاعدة في ذوات الياء ترجيح رسمها بالياء، وهو ما جرى به العمل عندنا. أبي عمرو
"تنبيه":
سكت الناظم عن: "أريني" معا في يوسف، وعن: "نادينا" في "الصافات" مع أن كلام أبي داود يؤخذ منه أن في الكلمتين ثلاثة أوجه: رسمها بالياء [ ص: 210 ] أو الألف أو بدونهما، والعمل عندنا على رسمهما بالياء.
وقوله: "التنزيل"، فاعل "بذكر" على حذف مضاف: أي: ذكر صاحب "التنزيل"، وكلما مفعول به لذكر.