الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    كشف المعاني في المتشابه من المثاني

                                                                                                                                                                    ابن جماعة - بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة

                                                                                                                                                                    40 - مسألة :

                                                                                                                                                                    قوله تعالى: ولن يتمنوه أبدا ؟ وفي الجمعة: ولا يتمنونه أبدا ؟

                                                                                                                                                                    جوابه:

                                                                                                                                                                    لما كانت دعواهم أن الدار الآخرة لهم خاصة أكد نفي ذلك بـ[لن] لأنها أبلغ في النفي من [لا] لظهورها في الاستغراق.

                                                                                                                                                                    وفي الجمعة: ادعوا ولاية الله، ولا يلزم من الولاية لله اختصاصهم بثواب الله وجنته فأتى بـ[لا] النافية للولاية.

                                                                                                                                                                    وكلاهما مؤكد بالتأبيد، لكن في البقرة أبلغ.

                                                                                                                                                                    [ ص: 104 ] وأيضا: إن آية البقرة وردت بعدما تقدم منهم من الكفر والعصيان وقتل الأنبياء، فناسب حرف المبالغة في النفي لتمنيهم الموت لما يعلمون ما لهم بعده من العذاب؛ لأن [لن] أبلغ في النفي عند كثير من أئمة العربية، وآية الجمعة لم يتقدمها ذلك، جاءت بـ[لا] الدالة على مطلق النفي من غير مبالغة.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية