الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    كشف المعاني في المتشابه من المثاني

                                                                                                                                                                    ابن جماعة - بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة

                                                                                                                                                                    [ ص: 125 ] 70 - مسألة :

                                                                                                                                                                    قوله تعالى: كدأب آل فرعون قال هنا: كذبوا بآياتنا إلى قوله: والله شديد العقاب وفي أول الأنفال: كفروا بآيات الله الآية، وفي الثانية كذبوا بآيات ربهم الآية؟

                                                                                                                                                                    جوابه:

                                                                                                                                                                    أما الكاف هنا فترجع إلى قوله: لن تغني عنهم أموالهم الآية.

                                                                                                                                                                    كلم تغن عن آل فرعون من العذاب.

                                                                                                                                                                    أو معناه: دأبهم كدأب آل فرعون.

                                                                                                                                                                    وفي الأنفال يتعلق بقوله تعالى: يضربون وجوههم كدأب آل فرعون.

                                                                                                                                                                    والثانية فيها تعلق بقوله: حتى يغيروا ما بأنفسهم كدأب آل فرعون، والله تعالى أعلم.

                                                                                                                                                                    وأما قوله تعالى: " بآياتنا والله شديد العقاب " لتجانس ما تقدم، قيل: وهو قوله: إنك جامع الناس ثم قال: إن الله لا يخلف الميعاد جاء بالظاهر بعد المضمر.

                                                                                                                                                                    [ ص: 126 ] وأما آية الأنفال الأولى: فلتناسب ما تقدمها من إبراز الظاهر في قوله: ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم ، وأن الله ليس بظلام للعبيد فقال: كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي الآية.

                                                                                                                                                                    وأما الثانية: فجاءت بعد قوله تعالى: لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم الآية، أي: كذبوا بآيات من ربهم بنعمه عليهم التي لا تحصى.

                                                                                                                                                                    فلما ذكر نعمه التي ربوا بها ناسب قوله: بآيات ربهم المنعم عليهم.

                                                                                                                                                                    وكرر ذلك في الأنفال مع قرب العهد للتنبيه على عقاب الآخرة في الآية الأولى، وعلى عقاب الدنيا في الآية الثانية.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية