[ ص: 125 ] 70 - مسألة :
قوله تعالى: كدأب آل فرعون قال هنا: كذبوا بآياتنا إلى قوله: والله شديد العقاب وفي أول الأنفال: كفروا بآيات الله الآية، وفي الثانية كذبوا بآيات ربهم الآية؟
جوابه:
أما الكاف هنا فترجع إلى قوله: لن تغني عنهم أموالهم الآية.
كلم تغن عن آل فرعون من العذاب.
أو معناه: دأبهم كدأب آل فرعون.
وفي الأنفال يتعلق بقوله تعالى: يضربون وجوههم كدأب آل فرعون.
والثانية فيها تعلق بقوله: حتى يغيروا ما بأنفسهم كدأب آل فرعون، والله تعالى أعلم.
وأما قوله تعالى: " بآياتنا والله شديد العقاب " لتجانس ما تقدم، قيل: وهو قوله: إنك جامع الناس ثم قال: إن الله لا يخلف الميعاد جاء بالظاهر بعد المضمر.
[ ص: 126 ] وأما آية الأنفال الأولى: فلتناسب ما تقدمها من إبراز الظاهر في قوله: ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم ، وأن الله ليس بظلام للعبيد فقال: كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي الآية.
وأما الثانية: فجاءت بعد قوله تعالى: لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم الآية، أي: كذبوا بآيات من ربهم بنعمه عليهم التي لا تحصى.
فلما ذكر نعمه التي ربوا بها ناسب قوله: بآيات ربهم المنعم عليهم.
وكرر ذلك في الأنفال مع قرب العهد للتنبيه على عقاب الآخرة في الآية الأولى، وعلى عقاب الدنيا في الآية الثانية.