[ ص: 4 ] كتاب الصيام
الصوم لغة : الإمساك ، ومنه { إني نذرت للرحمن صوما } ويقال للفرس : صائم ، لإمساكه عن الصهيل في موضعه ، وكذا عن العلف . وشرعا : إمساك مخصوص . قيل : سمي رمضان لحر جوف الصائم فيه ورمضه ، والرمضاء : شدة الحر ، وقيل : لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها ، فوافق هذا الشهر أيام شدة الحر ورمضه ، وقيل : لأنه يحرق الذنوب ، وقيل : موضوع لغير معنى كسائر الشهور ، كذا قيل ، وقيل في الشهور معان أيضا ، وقيل غير ذلك ، وجمعه رمضانات وأرمضة ورماضين وأرمض ورماض ورماضي وأراميض . والمستحب قول شهر رمضان كما قال الله تعالى { شهر رمضان } ( و ولا يكره قول رمضان ، بإسقاط الشهر هـ ) وأكثر العلماء وذكر : يكره إلا مع قرينة الشهر وفاقا لأكثر الشافعية ، وذكر الشيخ شيخنا وجها : يكره وفاقا للمالكية ، وقاله مجاهد ، وقالا : لعله اسم [ ص: 5 ] من أسماء الله تعالى . وفي المنتخب : لا يجوز ، وروى وعطاء ابن عدي وغيرهما من رواية والبيهقي أبي معشر وهو ضعيف عندهم عن ، عن المقبري مرفوعا { أبي هريرة } قال لا تقولوا رمضان فإنه اسم من أسماء الله ولكن قولوا شهر رمضان ابن الجوزي : موضوع ، ولم يذكره أحد من أسمائه تعالى ، ولا يجوز أن يسمى به ( ع ) وقال صاحب المحرر : لو صح من أسمائه لم يمنع استعماله في غيره ، كالأسماء التي وقعت فيها المشاركة .
وعن مرفوعا { أبي هريرة } متفق عليه . زاد من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه في رواية عن أحمد عن عفان عن حماد بن سلمة محمد بن عمرو عن عن أبي سلمة : " وما تأخر " . أبي هريرة وحماد له أوهام ، ومحمد تكلم فيه . وعن مرفوعا { أبي هريرة } وفي لفظ : { إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين } متفق عليه ، فتحت أبواب الرحمة ، وغلقت أبواب جهنم ، وسلسلت الشياطين أيضا { وللبخاري } يحتمل أنه على ظاهره ، ويحتمل أن المراد كثرة الخير أو كثرة أسبابه . ومعنى صفدت غلت ، والصفد : الغل ، وهو معنى سلسلت ، والمراد المردة ، فليس فيه إعدام الشر بل قلته ، لضعفهم ، ولهذا روى فتحت أبواب السماء الترمذي من حديث وابن ماجه { أبي هريرة } : صفدت الشياطين ومردة الجن من حديثه : { وللنسائي } فلا يرد قول القائل : إن المجنون يصرع فيه [ ص: 6 ] وقد قال وتغل فيه مردة الشياطين عبد الله لأبيه هذا فقال : هكذا الحديث ولا تكلم في ذا . وروى : حدثنا أحمد يزيد أنبأنا هشام بن أبي هشام عن محمد بن محمد بن الأسود عن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أبي هريرة } قال أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطها أمة من الأمم قبلها : خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وتستغفر له الملائكة حتى يفطر ، ويزين الله كل يوم جنته ثم يقول : يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المئونة والأذى ويصيروا إليك ، وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره ، ويغفر لهم في آخر ليلة قيل ، يا رسول الله : أهي ليلة القدر ؟ قال : لا ، ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله ابن ناصر الحافظ : حديث حسن أسناده عدول .