الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
908 3 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15698حجاج ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، قال : أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=15914زبيد ، قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=48البراء قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=650898سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال : nindex.php?page=treesubj&link=1123_32861إن أول ما نبدأ من يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر ، فمن فعل فقد أصاب سنتنا .
مطابقته للترجمة المروية عن nindex.php?page=showalam&ids=14170الحموي في قوله "يخطب" فإن الخطبة مشتملة على الدعاء كما أنها تشتمل على غيره من بيان أحكام العيد ، وأما للترجمة المروية عن الأكثرين فظاهرة لأن فيه بيان سنة العيد لأهل الإسلام ، وإنما ذكر قوله : "لأهل الإسلام" إيضاحا أن سنة أهل الإسلام في العيد خلاف ما يفعله غير أهل الإسلام لأن غير أهل الإسلام أيضا لهم أعياد كما ذكر في الحديث : "إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا" ( فإن قلت ) : الحديث في بيان nindex.php?page=treesubj&link=1118سنة عيد النحر فما وجه قوله : "سنة العيدين" بالتثنية ؟ ( قلت ) : من جملة سنة العيدين وأعظمها الصلاة ولا يخلو العيدان منها ، فلذلك ذكره بالتثنية ، ولقد تكلف بعض الشراح في هذا المكان بتعسفات لا طائل تحتها ، فلذلك أضربنا عن ذكرها .
( ذكر رجاله ) وهم خمسة : الأول nindex.php?page=showalam&ids=15698حجاج ابن منهال السلمي الأنماطي البصري ، الثاني nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة بن الحجاج ، وقد تكرر ذكره ، الثالث nindex.php?page=showalam&ids=15914زبيد بضم الزاي وفتح الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره دال مهملة ابن الحارث اليامي الكوفي [ ص: 273 ] وكل ما في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري «زبيد" فهو بالباء الموحدة ، وكل ما في «الموطأ" فهو بالياء آخر الحروف ، الرابع nindex.php?page=showalam&ids=14577عامر بن شراحيل الشعبي ، الخامس nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب .
( ذكر لطائف إسناده ) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين ، وفيه الإخبار بصيغة الإفراد في موضع ، وفيه العنعنة في موضع ، وفيه السماع في موضعين ، وفيه القول في موضع ، وفيه أن الأول من الرواة بصري ، والثاني واسطي ، والثالث والرابع كوفيان .
( ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره ) أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا في «العيدين" عن nindex.php?page=showalam&ids=11790آدم ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16039سليمان بن حرب وفي العيدين أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=15573بندار ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، وفي العيدين أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=12180أبي نعيم ، وفي الأضاحي عن nindex.php?page=showalam&ids=13941موسى بن إسماعيل ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد ، وفي العيدين أيضا عن عثمان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15628جرير ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد عن nindex.php?page=showalam&ids=11820أبي الأحوص ، وفي الأيمان والنذور كتب إلي nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في «الذبائح" عن nindex.php?page=showalam&ids=17342يحيى بن يحيى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17249هشيم ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=17342يحيى بن يحيى ، عن خالد ، وعن أبي موسى nindex.php?page=showalam&ids=15573وبندار كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=16769غندر ، وعن عبد الله بن معاذ ، وعن هناد ، وقتيبة كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=11820أبي الأحوص ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16544عثمان بن أبي شيبة ، وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=15628جرير ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=12508أبي بكر بن أبي شيبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16421عبد الله بن نمير ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=13608محمد بن عبد الله بن نمير ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=14273أحمد بن سعيد ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في «الأضاحي" ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11820أبي الأحوص ، وعن خالد به ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي فيه عن nindex.php?page=showalam&ids=16609علي بن حجر ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في «الصلاة" عن عثمان بن عبد الله ، وعن محمد بن عثمان ، وفي «الأضاحي" عن nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة به ، وعن هناد ، عن يحيى .
( ذكر معناه ) قوله : "يخطب" جملة فعلية في محل النصب على أنها أحد مفعولي سمعت على مذهب الفارسي ، والصحيح أنه لا يتعدى إلا إلى مفعول واحد ، فحينئذ يكون محل يخطب نصبا على الحال ، قوله : "هذا" أشار به إلى يوم العيد وهو عيد النحر ، قوله : "ثم نرجع" بالنصب والرفع ، فالنصب على العطف على "أن نصلي" والرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره : ثم نحن نرجع ، قوله : "فمن فعل” أي الابتداء بالصلاة ثم بعدها بالنحر فقد أصاب سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
( ذكر ما يستفاد منه ) وهو على وجوه الأول فيه أن nindex.php?page=treesubj&link=1118صلاة العيد سنة ولكنها مؤكدة وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وقال الإصطخري من أصحابه : فرض كفاية وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك ، nindex.php?page=showalam&ids=12526وابن أبي ليلى ، والصحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أنه كقول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله تعالى عنه ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة وأصحابه : واجبة ، وقال صاحب الهداية : وتجب nindex.php?page=treesubj&link=1118صلاة العيد على كل من تجب عليه الجمعة ، وفي مختصر أبي موسى الضرير : هي فرض كفاية ، وكذا قال في الغزنوي ، وفي القنية قيل : هي فرض ونقل nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي عن الأصمعي أنها فرض ، واختلف فيمن يخاطب بالعيد ، فروى nindex.php?page=showalam&ids=16338ابن القاسم عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في القرية فيها عشرون رجلا أرى أن يصلوا العيدين ، وروى ابن نافع عنه أنه ليس ذلك إلا على من تجب عليه الجمعة ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث وأكثر أهل العلم فيما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال ، وقال ربيعة : كانوا يرون الفرسخ وهو ثلاثة أميال ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي : من آواه الليل إلى أهله فعليه الجمعة والعيد ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16338ابن القاسم nindex.php?page=showalam&ids=12321وأشهب : إن شاء من لا تلزمهم الجمعة أن يصلوها بإمام فعلوا ، ولكن لا خطبة عليهم ، فإن خطب فحسن ، وحجة أصحابنا في الوجوب مواظبته صلى الله تعالى عليه وسلم من غير ترك ، واستدل شيخ الإسلام على وجوبها بقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185ولتكبروا الله على ما هداكم قيل : المراد صلاة العيد والأمر للوجوب ، وقيل في قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=108&ayano=2فصل لربك وانحر أن المراد به صلاة عيد النحر فتجب بالأمر .
الوجه الثاني أن السنة أن يخطب بعد الصلاة لما روى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=677779 "كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، ثم أبو بكر وعمر يصلون العيد قبل الخطبة" وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : فيه أن صلاة العيد سنة ، وأن النحر لا يكون إلا بعد الصلاة ، وأن الخطبة أيضا بعدها ، وقال الكرماني : الأخير ممنوع بل المستفاد منه أن nindex.php?page=treesubj&link=1164الخطبة مقدمة على الصلاة ، ( قلت ) : لا نسلم ما قاله لأنه صرح بأن أول ما يبدأ به يوم العيد الصلاة ، ثم النحر ، ولقد غر الكرماني ظاهر قوله : «يخطب" فقال : فالفاء فيه تفسيرية فسر في خطبته التي خطب بها بعد الصلاة أن أول ما يبدأ به يوم العيد الصلاة ، ولأنها هي الأمر المهم والخطبة من التوابع حتى لو تركها لا يضر صلاته بخلاف خطبة الجمعة .
( فإن قلت ) : وقع nindex.php?page=showalam&ids=15397للنسائي استدلاله بحديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء على أن الخطبة قبل الصلاة ، وترجم له باب الخطبة يوم العيد قبل الصلاة ، واستدل في ذلك بقوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=650915 "أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم ننحر" وتأول أن قوله هذا قبل الصلاة لأنه كيف يقول : "أول ما نبدأ به أن نصلي" .
[ ص: 274 ] وهو قد صلى ( قلت ) : قال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : غلط nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في ذلك لأن العرب قد تضع الفعل المستقبل مكان الماضي ، فكأنه قال صلى الله عليه وسلم : أول ما يكون الابتداء به في هذا اليوم الصلاة التي قدمنا فعلها وبدأنا بها ، وهو مثل قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=8وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز المعنى إلا الإيمان المتقدم منهم ، وقد بين ذلك في «باب استقبال الإمام للناس في خطبة العيد" فقال : إن أول نسكنا في يومنا هذا أن نبدأ بالصلاة nindex.php?page=showalam&ids=15397وللنسائي : "خطب يوم النحر بعد الصلاة" .
الوجه الثالث أن nindex.php?page=treesubj&link=32861النحر بعد الفراغ من الصلاة وسيجيء الكلام فيه فيما بعد إن شاء الله تعالى .