6442 [ ص: 211 ] 31 - باب: رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت
6830 - حدثنا حدثني عبد العزيز بن عبد الله ، عن إبراهيم بن سعد ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، قال : ابن عباس المهاجرين منهم فبينما أنا في منزله عبد الرحمن بن عوف ، بمنى ، وهو عند في آخر حجة حجها ، إذ رجع إلي عمر بن الخطاب عبد الرحمن فقال : لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين ، اليوم فقال : يا أمير المؤمنين هل لك في فلان ؟ يقول : لو قد مات لقد بايعت فلانا ، فوالله ما كانت بيعة عمر أبي بكر إلا فلتة فتمت .
فغضب ثم قال : إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس ، فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم . قال عمر عبد الرحمن : فقلت : يا أمير المؤمنين لا تفعل ، فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم ، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس ، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير ، وأن لا يعوها ، وأن لا يضعوها على مواضعها ، فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة ، فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس ، فتقول ما قلت متمكنا ، فيعي أهل العلم مقالتك ، ويضعونها على مواضعها . فقال أما والله - إن شاء الله - لأقومن بذلك أول مقام أقومه عمر : بالمدينة .
قال فقدمنا ابن عباس : المدينة في عقب ذي الحجة ، فلما كان يوم الجمعة عجلنا الرواح حين زاغت الشمس ، حتى أجد جالسا إلى ركن المنبر ، فجلست حوله تمس ركبتي ركبته ، فلم أنشب أن خرج سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فلما رأيته مقبلا قلت عمر بن الخطاب ، ليقولن العشية : مقالة لم يقلها منذ استخلف ، فأنكر علي وقال : ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله . فجلس لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل : على المنبر ، فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله قال : أما بعد ، فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها ، لا أدري لعلها بين يدي أجلي ، فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ، ومن خشي أن لا يعقلها عمر
[ ص: 212 ] فلا أحل لأحد أن يكذب علي ، إن الله بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالحق وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل الله آية الرجم ، فقرأناها وعقلناها ووعيناها ، رجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ، والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء ، إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف ، ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم ، فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم - أو إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم - ألا ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :" عيسى ابن مريم ، وقولوا : عبد الله ورسوله " . ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول : والله لو مات لا تطروني كما أطري بايعت فلانا . فلا يغترن امرؤ أن يقول : إنما كانت بيعة عمر أبي بكر فلتة وتمت ألا وإنها قد كانت كذلك ، ولكن الله وقى شرها ، وليس منكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر ، من بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا ، وإنه قد كان من خبرنا حين توفى الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، إلا أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة ، وخالف عنا علي ومن معهما ، واجتمع المهاجرون إلى والزبير أبي بكر فقلت لأبي بكر : يا أبا بكر ، انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار . فانطلقنا نريدهم ، فلما دنونا منهم لقينا منهم رجلان صالحان ، فذكرا ما تمالى عليه القوم فقالا : أين تريدون يا معشر المهاجرين ؟ فقلنا : نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار . فقالا : لا عليكم أن لا تقربوهم اقضوا أمركم . فقلت : والله لنأتينهم .
فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة ، فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم ، فقلت : من هذا ؟ فقالوا : هذا فقلت : ما له ؟ قالوا : يوعك . فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم ، فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال : أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وأنتم - معشر سعد بن عبادة . المهاجرين - رهط ، وقد دفت دافة من قومكم ، فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا وأن يحضنونا من الأمر . فلما سكت
[ ص: 213 ] أردت أن أتكلم ، وكنت زورت مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدى أبي بكر ، وكنت أداري منه بعض الحد ، فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر : على رسلك . فكرهت أن أغضبه ، فتكلم أبو بكر فكان هو أحلم مني وأوقر ، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت ، فقال : ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ، ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش ، هم أوسط العرب نسبا ودارا ، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين ، فبايعوا أيهما شئتم . فأخذ بيدي وبيد وهو جالس بيننا ، فلم أكره مما قال غيرها ، كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبي عبيدة بن الجراح أبو بكر ، اللهم إلا أن تسول إلي نفسي عند الموت شيئا لا أجده الآن . فقال قائل من الأنصار : أنا جذيلها المحكك ، وعذيقها المرجب ، منا أمير ومنكم أمير ، يا معشر قريش .
فكثر اللغط ، وارتفعت الأصوات ، حتى فرقت من الاختلاف . فقلت : ابسط يدك يا أبا بكر . فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ، ثم بايعته الأنصار ، ونزونا على فقال قائل منهم : قتلتم سعد بن عبادة فقلت : قتل الله سعد بن عبادة . قال سعد بن عبادة . وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة عمر : أبي بكر ، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا ، فإما بايعناهم على ما لا نرضى ، وإما نخالفهم فيكون فساد ، فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا . [ انظر : 2462 - مسلم : 1619 - فتح 12 \ 144 ] كنت أقرئ رجالا من