الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
6636 7043 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16636علي بن مسلم ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16365عبد الصمد ، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار -مولى nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - عن nindex.php?page=showalam&ids=16430أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=hadith&LINKID=656521أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " nindex.php?page=treesubj&link=29807من أفرى الفرى أن يري عينيه ما لم تر" . [فتح: 12 \ 427 ]
ذكر فيه حديث سفيان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما - ، (عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (قال ) : nindex.php?page=hadith&LINKID=656520 " nindex.php?page=treesubj&link=29807من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ، ولن يفعل ، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون -أو يفرون منه - صب في أذنه الآنك يوم القيامة ، ومن صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها ، وليس بنافخ " . قال سفيان : وصله لنا nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12118أبو عوانة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=849927من كذب في رؤياه . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن [ ص: 244 ] أبي هاشم الرماني : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة : قال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=676293 "من صور صورة ، ومن تحلم ، ومن استمع " . حدثنا إسحاق ، ثنا خالد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : من استمع ، ومن تحلم ، ومن صور . نحوه . تابعه هشام ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قوله .
ثم ساق عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما أنه - عليه السلام - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=656521 "من أفرى الفرى أن يري عينيه ما لم تر " .
الشرح :
قوله : ( قال سفيان : وصله لنا أيوب ) nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان هو ابن عيينة ، وقد وصله nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب أيضا لعبد الوهاب الثقفي عند nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وصححه ، ولعبد الوارث عند nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه . وإسحاق هو ابن شاهين ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=13855البرقاني فيما وجده في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي ، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي التصوير من حديث nindex.php?page=showalam&ids=14923عمرو بن علي (عن عفان ) ، عن همام ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة به مرفوعا .
وتعليق أبي هاشم أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=17287وهيب ، عن خالد في "صحيحه " من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن أبي هاشم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة . وحديث خالد الموقوف أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=17287وهيب ، عن خالد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما - : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "من صور صورة . . " الحديث ، ومن حديث عبد الوهاب ، ثنا خالد عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة فذكره مرفوعا ، وأبو هاشم اسمه : يحيى بن دينار ، وهو [ ص: 245 ] واسطي أيضا ، كان ينزل قصر الرمان فنسب إليه ، مات سنة اثنتين وعشرين ومائة .
(فصل ) :
الآنك -بضم النون - : الرصاص الأبيض أو الأسود أو الخالص منه ، ولم يجئ على أفعل واحد غير هذا ، فأما آشد فمختلف فيه هل هو واحد أو جمع ، وقيل : يحتمل أن يكون الآنك فاعلا وهو أيضا شاذ . وجزم nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : بأنه الرصاص المذاب . زاد بعض شيوخنا أنه بالمد ، وعبارة "الصحاح " : الآنك الأشرب ، وأفعل من أبنية الجمع ، ولم يجئ عليه واحد إلا آنك وآشد .
وقال ابن عزير : أشد جمع شد مثل فلس وأفلس ، قال : ويقال : هو اسم واحد لا جمع له ، مثل آنك وهو الرصاص والأشرب . وحكى nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس عن معن أنه سمع أعرابيا يقول : هذا رصاص آنك . أي : خالص ، قال : ولم نجد في كلام العرب أفعل غير هذا الحرف . وحكى الخليل أنه لم يجد أفعل إلا جمع غير آشد . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : الآنك القزدير .
فصل :
وقوله : ("من أفرى الفرى " ) -هو بكسر الفاء - مقصور ، وهو الكذب ، يعني : أكذب الكذب ، والفرية : الكذبة العظيمة التي يتعجب منها وجمعها : مقصور مثل لحية ولحى .
[ ص: 246 ] فصل :
إن قلت : ما وجه خصوصية الكاذب في رؤياه بما خصه به من تكليف العقد بين طرفي شعيرتين يوم القيامة ؟ وهل الكاذب في الرؤيا إلا كالكاذب في اليقظة ؟ وقد يكون الكذب في اليقظة أعظم في الجرم إذا كان شهادة توجب على المشهود عليه بها حدا ، أو قتلا أو مالا يؤخذ منه وليس ذلك في كذبه في منامه ؛ لأن ضرر ذلك عليه في منامه وحده دون غيره .
قيل له : اختلفت حالاهما في كذبهما ؛ فكان الكاذب على عينيه في منامه أحق بأعظم النكالين ؛ وذلك لتظاهر الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن " nindex.php?page=hadith&LINKID=45563الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة " على ما سلف ، لا يكون إلا وحيا من الله ، فكان معلوما بذلك أن الكاذب في نومه كاذب على الله أنه أراه ما لم ير . والكاذب على الله أعظم فرية ، وأولى بعظيم العقوبة (من الكاذب ) على نفسه بما أتلف به حقا لغيره أو أوجبه عليه ، وبذلك نطق محكم التنزيل فقال تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=21ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا الآية [الأنعام : 21 ] فأبان ذلك أن الكذب في الرؤيا ليس كاليقظة ؛ لأن أحدهما كذب على الله والآخر كذب على المخلوقين . فإن قلت : فما الحكمة في ذكر الشعير دون غيره من أنواع الحبوب ؟ قلت : سره لما كان المنام من الشعور وكذب فيه فناسب فيه ذكر الشعير دون غيره إعلاما له من لفظه .
فصل :
وفيه -كما قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب - : حجة للأشعرية في تجويزهم تكليف
[ ص: 247 ] ما لا يطاق ، وفي التنزيل ما (يزيده ) بيانا ، وهو قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=42يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون [القلم : 42 ] ولله أن يفعل في عباده ما شاء ، لا يسأل عنه ، ومنع من ذلك الفقهاء والمعتزلة احتجاجا بقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286لا يكلف الله نفسا إلا وسعها [البقرة : 286 ] قالوا : والآية والحديث وما أشبهه من أحكام الآخرة ، وليست دار تكليف ، وإنما هي دار مجازاة ؛ فلا حجة لهم فيه ؛ لأن الله قد أخبر في كتابه أنه لا يكلف نفسا من العبادات في الدنيا إلا وسعها ، ولو كلفهم ما لا يقدرون عليه في الدنيا لكان في ذلك كون خبر الصادق على خلاف ما أخبر به ، ولا يجوز النسخ في الأخبار ولا وقوعها على خلاف إخبار الله فلا تضاد إذا .
فصل :
وأما nindex.php?page=treesubj&link=19314_30531الاستماع إلى حديث من لا يريد استماعه فهو حرام عملا بالحديث ، وإن كان لا ضرر عليهم في استماعه إليهم ، وله فيه نفع عظيم دينا أو دنيا فلا ، وإن كره ذلك المتحدثون لكن المستمع لا يعلم هل له فيه نفع إلا بعد استماعه إليه ، وبعد دخوله فيما كره له الشارع فغير جائز له ذلك لنهيه - عليه السلام - نهيا عاما . أما من لا يعلم : هل يكرهون ذلك ؟ فالصواب -كما قال nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير - المنع إلا بإذنهم له في ذلك للخبر الذي روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن nindex.php?page=treesubj&link=19314_30531الدخول بين المتناجيين في كراهية ذلك إلا بإذنهم .
فصل :
والتصوير سلف في الزينة أنه حرام فيما له صورة ، وأرخص nindex.php?page=showalam&ids=11ابن [ ص: 248 ] عباس في تصوير الشجر ونحوها ، ومنهم من جعل خبر النمرقة السالف ناسخا لحديث النهي ؛ لأجل أنهم كانوا حديثي عهد بعبادة الصور ، ثم أبيح الرقم للحاجة إلى اتخاذ الثياب ، ولا يؤمن على الجاهل تعظيم ما يوطأ ويمتهن . وقال ابن الجلاب : لا بأس بذلك في الثياب والبسط . وفي "المعونة " : لا يجوز اتخاذ التماثيل في بناء أو لباس أو فراش إلا أن يكون رقما في مداس .