[ ص: 193 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=41وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم إنهم كانوا قبل ذلك مترفين وكانوا يصرون على الحنث العظيم وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون أوآباؤنا الأولون قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم ثم إنكم أيها الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم هذا نزلهم يوم الدين nindex.php?page=treesubj&link=29027قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=41وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال ذكر منازل أهل النار وسماهم أصحاب الشمال ، لأنهم يأخذون كتبهم بشمائلهم ، ثم عظم ذكرهم في البلاء والعذاب فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=41ما أصحاب الشمال nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=42في سموم والسموم الريح الحارة التي تدخل في مسام البدن . والمراد هنا حر النار ولفحها .
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=42وحميم أي ماء حار قد انتهى حره ، إذا أحرقت النار أكبادهم وأجسادهم فزعوا إلى الحميم ، كالذي يفزع من النار إلى الماء ليطفئ به الحر فيجده حميما حارا في نهاية الحرارة والغليان . وقد مضى في ( محمد ) :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=15وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=43وظل من يحموم أي يفزعون من السموم إلى الظل كما يفزع أهل الدنيا فيجدونه ظلا من يحموم ، أي من دخان جهنم أسود شديد السواد . عن
ابن عباس ومجاهد وغيرهما . وكذلك اليحموم في اللغة : الشديد السواد وهو يفعول من الحم وهو الشحم المسود باحتراق النار . وقيل : هو المأخوذ من الحمم وهو الفحم . وقال
الضحاك : النار سوداء وأهلها سود وكل ما فيها أسود . وعن
ابن عباس أيضا : النار سوداء . وقال
ابن زيد : اليحموم جبل في جهنم يستغيث إلى ظله أهل النار .
وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=43وظل من يحموم أي من النار يعذبون بها ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=16لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل .
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=44لا بارد بل حار لأنه من دخان شفير جهنم .
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=44ولا كريم عذب ، عن
الضحاك . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب : ولا حسن منظره ، وكل ما لا خير فيه فليس بكريم .
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=45إنهم كانوا قبل ذلك مترفين أي إنما استحقوا هذه العقوبة لأنهم كانوا في الدنيا متنعمين بالحرام . والمترف : المنعم ، عن
ابن عباس وغيره . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : مترفين أي مشركين .
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=46وكانوا يصرون على الحنث العظيم أي يقيمون على الشرك ، عن
الحسن والضحاك وابن زيد .
[ ص: 194 ] وقال
قتادة ومجاهد : الذنب العظيم الذي لا يتوبون منه .
الشعبي : هو اليمين الغموس وهي من الكبائر ، يقال : حنث في يمينه أي لم يبرها ورجع فيها . وكانوا يقسمون أن لا بعث ، وأن الأصنام أنداد الله ، فذلك حنثهم ، قال الله تعالى مخبرا عنهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=38وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت وفي الخبر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831307كان يتحنث في حراء ، أي يفعل ما يسقط عن نفسه الحنث وهو الذنب .
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=47وكانوا يقولون أئذا متنا هذا استبعاد منهم لأمر البعث وتكذيب له .
فقال الله تعالى : قل لهم يا
محمد nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=49إن الأولين من آبائكم
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=49والآخرين منكم
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=50لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم يريد يوم القيامة . ومعنى الكلام القسم ، ودخول اللام في قوله تعالى : لمجموعون هو دليل القسم في المعنى ، أي إنكم لمجموعون قسما حقا خلاف قسمكم الباطل
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=51ثم إنكم أيها الضالون عن الهدى
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=51المكذبون بالبعث
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=52لآكلون من شجر من زقوم وهو شجر كريه المنظر ، كريه الطعم ، وهي التي ذكرت في سورة ( والصافات ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=53فمالئون منها البطون أي من الشجرة ، لأن المقصود من الشجر شجرة . ويجوز أن تكون من الأولى زائدة ، ويجوز أن يكون المفعول محذوفا كأنه قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=52لآكلون من شجر من زقوم طعاما . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=52من زقوم صفة لشجر ، والصفة إذا قدرت الجار زائدا نصبت على المعنى ، أو جررت على اللفظ ، فإن قدرت المفعول محذوفا لم تكن الصفة إلا في موضع جر .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=54فشاربون عليه أي على الزقوم أو على الأكل أو على الشجر ، لأنه يذكر ويؤنث .
من الحميم وهو الماء المغلي الذي قد اشتد غليانه وهو صديد أهل النار . أي يورثهم حر ما يأكلون من الزقوم مع الجوع الشديد عطشا فيشربون ماء يظنون أنه يزيل العطش فيجدونه حميما مغلى .
nindex.php?page=treesubj&link=29027قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=55فشاربون شرب الهيم قراءة
نافع وعاصم وحمزة " شرب " بضم الشين . الباقون بفتحها ؛ لغتان جيدتان ، تقول العرب : شربت شربا وشربا وشربا وشربا بضمتين . قال
أبو زيد : سمعت العرب تقول بضم الشين وفتحها وكسرها ، والفتح هو المصدر الصحيح ، لأن كل مصدر من ذوات الثلاثة فأصله فعل ، ألا ترى أنك ترده إلى المرة الواحدة ، فتقول : فعلة نحو شربة وبالضم الاسم . وقيل : إن المفتوح والاسم مصدران ، فالشرب كالأكل ، والشرب كالذكر ، والشرب بالكسر المشروب كالطحن المطحون . والهيم الإبل العطاش التي لا ترى لداء يصيبها ، عن
ابن عباس وعكرمة وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي وغيرهم ،
[ ص: 195 ] وقال
عكرمة أيضا : هي الإبل المراض .
الضحاك : الهيم الإبل يصيبها داء تعطش منه عطشا شديدا ، واحدها أهيم والأنثى هيماء . ويقال لذلك الداء الهيام ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=15162قيس بن الملوح :
يقال به داء الهيام أصابه وقد علمت نفسي مكان شفائها
وقوم هيم أيضا أي عطاش ، وقد هاموا هياما . ومن العرب من يقول في الإبل : هائم وهائمة والجمع هيم ، قال
لبيد :
أجزت إلى معارفها بشعث وأطلاح من العيدي هيم
وقال
الضحاك nindex.php?page=showalam&ids=13674والأخفش وابن عيينة وابن كيسان : الهيم الأرض السهلة ذات الرمل . وروي أيضا عن
ابن عباس : فيشربون شرب الرمال التي لا تروى بالماء . المهدوي : ويقال لكل ما لا يروى من الإبل والرمل أهيم وهيماء . وفي الصحاح : والهيام بالضم أشد العطش . والهيام كالجنون من العشق . والهيام داء يأخذ الإبل فتهيم في الأرض لا ترعى . يقال : ناقة هيماء . والهيماء أيضا : المفازة لا ماء بها . والهيام بالفتح : الرمل الذي لا يتماسك أن يسيل من اليد للينه ، والجمع هيم مثل قذال وقذل . والهيام بالكسر : الإبل العطاش الواحد : هيمان ، وناقة هيماء مثل عطشان وعطشى .
nindex.php?page=treesubj&link=29027قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=56هذا نزلهم يوم الدين أي رزقهم الذي يعد لهم ، كالنزل الذي يعد للأضياف تكرمة لهم ، وفيه تهكم ، كما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=21فبشرهم بعذاب أليم وكقول
أبي السعد الضبي :
وكنا إذا الجبار بالجيش ضافنا جعلنا القنا والمرهفات له نزلا
وقرأ
يونس بن حبيب وعباس عن
أبي عمرو " هذا نزلهم " بإسكان الزاي ، وقد مضى في آخر ( آل عمران ) القول فيه . يوم الدين يوم الجزاء ، يعني في جهنم .