807 ص: قال : ففي هذا الأثر أنه يقول في أول أبو جعفر : الله أكبر - أربع مرات - وكان هذا القول عندنا هو أصح القولين في النظر؛ لأنا رأينا الأذان منه ما يردد في موضعين، ومنه ما لا يردد إنما يذكر في موضع واحد، فأما ما يذكر في موضع واحد ولا يردد فالصلاة والفلاح، فذلك ينادى بكل واحد منه مرتين. الأذان
والشهادة تذكر في موضعين في أول الأذان وفي آخره ، فتثنى في أوله، فيقال: أشهد أن لا إله إلا الله - مرتين - ثم تفرد في آخره فيقال: لا إله إلا الله ولا يثنى ذلك.
فكان ما يثنى من الأذان إنما هو على نصف ما هو عليه في الأول منه، وكان التكبير في موضعين في أول الأذان وبعد الفلاح فأجمعوا أنه بعد الفلاح يقول: الله أكبر الله أكبر، فبالنظر على ما وصفنا أن يكون ما اختلف فيه مما يبتدأ [به] الأذان
[ ص: 20 ] من التكبير أن يكون مثلي ما يثنى به؛ قياسا ونظرا على ما [بينا] من الشهادة أن لا إله إلا الله، فيكون ما يبتدأ به الأذان من التكبير على ضعف ما يثنى به من التكبير، فإذا كان الذي يثنى هو: الله أكبر، كان الذي يبتدأ به هو ضعفه الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، فهذا هو النظر الصحيح عندنا، والله أعلم.
وهو قول أبي حنيفة وأبي يوسف رحمهم الله، غير أن ومحمد قد روي عنه أيضا في ذلك مثل القول الأول. أبا يوسف