2630 2631 2632 [ ص: 100 ] ص: وقد روي عن - رضي الله عنهما - في هذا نحو من ذلك . ابن عباس
حدثنا عبد الله بن محمد بن خشيش ، قال : ثنا ، قال : ثنا عارم ، عن جرير بن حازم قيس ، عن ، " عطاء سلم عليه رجل وهو يصلي فلم يرد عليه شيئا ابن عباس ، وغمز بيده " . فهذا أن - رضي الله عنهما - إنما لم يرد في صلاته على الذي سلم عليه وهو فيها ، ولكنه غمز بيده على الكراهية منه لما فعل فلما كان ابن عباس: عبد الله بن مسعود وقد كانا سلما على النبي - عليه السلام - وهو يصلي قد كرها من بعد رسول الله - عليه السلام - السلام على المصلي فثبت بذلك أن ما كان من إشارة النبي - عليه السلام - التي علماها لم تكن ردا وإنما كانت نهيا ; لأن الصلاة ليست بموضع سلام ; لأن السلام كلام ، فجوابه أيضا كذلك ، فلما كانت الصلاة ليست بموضع كلام ; لم تكن أيضا بموضع لرد سلام ، ولما لم تكن موضعا لرد سلام لم تكن موضعا للإشارة لرد السلام ، وذلك لأن رسول الله - عليه السلام - قد أمر بتسكين الأطراف في الصلاة . وجابر بن عبد الله
حدثنا بذلك فهد ، قال : ثنا محمد بن سعيد ، قال : أنا ، عن شريك ، عن الأعمش ، عن المسيب بن رافع قال : " جابر بن سمرة فرأى قوما يصلون وقد رفعوا أيديهم ، فقال ما لي أراكم ترفعون أيديكم كأنها أذناب خيل شمس ، اسكنوا في الصلاة دخل رسول الله - عليه السلام - المسجد " . .
فلما أمر رسول الله - عليه السلام - بالسكون في الصلاة ، وكان فيه خروجا من ذلك لأن فيه رفع اليد وتحريك الأصابع ، ثبت بذلك أنه قد دخل فيما أمر به رسول الله - عليه السلام - من تسكين الأطراف في الصلاة ، وهذا القول الذي بينا في هذا الباب قول رد السلام بالإشارة ، أبي حنيفة ، وأبي يوسف ومحمد ، رحمهم الله .