2845 2846 ص: وقد حدثنا ، قال : ثنا أبو بكرة (ح). أبو داود
وحدثنا ، قال : ثنا ابن مرزوق ، عن وهب ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة ، قال : قال سعيد بن المسيب : - رضي الله عنه - : " عمر عمر الناس بأربع يعني في الصلاة على الجنازة " . كل ذلك قد كان خمس وأربع ، فأمر
حدثنا فهد ، قال : ثنا ، قال : ثنا علي بن معبد ، عن عبيد الله بن عمرو ، عن زيد يعني ابن أبي أنيسة ، عن حماد ، قال : إبراهيم ، لا تشاء أن تسمع رجلا [يقول] : سمعت رسول الله - عليه السلام - يكبر سبعا ، وآخر يقول : سمعت رسول الله - عليه السلام - يكبر خمسا ، وآخر يقول : سمعت رسول الله - عليه السلام - يكبر أربعا ألا سمعته ، فاختلفوا في ذلك ، فكانوا على ذلك حتى قبض قبض رسول الله - عليه السلام - والناس مختلفون في التكبير على الجنازة أبو بكر - رضي الله عنه - ، فلما ولي عمر - رضي الله عنه - ورأى اختلاف الناس في ذلك شق ذلك عليه جدا ، فأرسل إلى رجال من أصحاب رسول الله - عليه السلام - فقال : إنكم معاشر أصحاب رسول الله - عليه السلام - متى تختلفون على الناس يختلفون من [ ص: 349 ] بعدكم ، ومتى تجتمعون على أمر يجتمع الناس عليه ، فانظروا أمرا تجتمعون عليه ، فكأنما أيقظهم ، فقالوا : نعم ما رأيت يا أمير المؤمنين فأشر علينا ، فقال عمر - رضي الله عنه - : بل أشيروا علي ، فإنما أنا بشر مثلكم ، فتراجعوا الأمر بينهم ، فأجمعوا أمرهم على أن يجعلوا التكبير على الجنائز مثل التكبير في الأضحى والفطر أربع تكبيرات ، فأجمع أمرهم على ذلك " . .
فهذا عمر - رضي الله عنه - قد رد الأمر في ذلك إلى أربع تكبيرات بمشورة أصحاب رسول الله - عليه السلام - بذلك عليه ، وهم حضروا من فعل رسول الله - عليه السلام - ما رواه حذيفة ، وزيد بن أرقم ، فكانوا ما فعلوا من ذلك عندهم هو أولى مما قد كانوا علموا ، فذلك نسخ لما قد كانوا علموا ; لأنهم مأمونون على ما قد فعلوا كما كانوا مأمونين على ما قد رووا ، وهكذا كما أجمعوا عليه بعد النبي - عليه السلام - في التوقيت على حد الخمر ، وترك بيع أمهات الأولاد فكان إجماعهم على ما قد أجمعوا عليه من ذلك حجة ، وإن كانوا قد فعلوا في عهد النبي - عليه السلام - خلافه ، فكذلك ما أجمعوا عليه من محدد التكبير بعد النبي - عليه السلام - في الصلاة على الجنازة ; فهو حجة وإن كانوا قد علموا من النبي - عليه السلام - خلافه ، وما فعلوا من ذلك واجتمعوا عليه بعد النبي - عليه السلام - فهو ناسخ لما قد كان فعله النبي - عليه السلام - .