الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
3091 ص: قال nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر رحمه الله : ففي هذه الآثار أن رسول الله - عليه السلام - جعل فيما سقت السماء ما ذكر فيها ولم يقدر في ذلك مقدارا ، ففي ذلك ما يدل على nindex.php?page=treesubj&link=2900وجوب الزكاة في كل ما يخرج من الأرض ، قل أو كثر .
ش: أراد بهذه الآثار : الأحاديث التي أخرجها عن nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل nindex.php?page=showalam&ids=12وعبد الله بن عمر nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر بن عبد الله - رض الله عنهم - .
وأشار بهذا الكلام إلى بيان كيفية الاستدلال بأحاديث هؤلاء ، وهو أنها تخبر أن الواجب فيما سقت السماء ونحوها العشر كاملا ، ونصفه فيما سقت الدالية أو
[ ص: 161 ] السانية مطلقا من غير تعرض فيها إلى بيان المقدار ، فدلت بعمومها على nindex.php?page=treesubj&link=2900وجوب الزكاة في كل ما يخرج من الأرض سواء كان قليلا أو كثيرا ، فإذا كان الأمر كذلك ، تكون أحاديث هؤلاء مضادة لأحاديث أهل المقالة الأولى ; لأن فيها ذكر المقادير ، فحينئذ لم يتم استدلالهم بها .
فإن قيل : فإذا لم يتم استدلالهم بها لما ذكرتم فكذلك ، لا يتم استدلالكم أيضا بأحاديثكم لما ذكرتم من التضاد بينها .
قلت : لا نسلم ذلك ; لأن ما استدللنا به عام وما استدل به هؤلاء خاص . وقد ذكرنا فيما مضى أن العام إذا علم تقدمه على الخاص خص العام بالخاص ، وإذا لم يعلم فإن العام يجعل آخرا ، لما فيه من الاحتياط ، وها هنا لم يعلم التاريخ فيجعل العام آخرا ، فصار العمل للأحاديث العامة ، فافهم .