الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
12261 5627 - (12672) - (3\164) عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس: nindex.php?page=hadith&LINKID=693056أن النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=30620_16359_29752أتي بالبراق ليلة أسري به، مسرجا ملجما ليركبه، فاستصعب عليه، فقال له جبريل: ما يحملك على هذا؟ فو الله! ما ركبك أحد قط أكرم على الله منه، فارفض عرقا.
* قوله : " مسرجا ملجما " : هما كمصحف، حالان من البراق; أي: مهيأ للركوب بسرجه ولجامه.
* " فاستصعب " : على بناء الفاعل، وضميره للبراق.
* " عليه " : على النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي " المواهب " : يحتمل أنه استصعب تيها وزهوا بركوبه صلى الله عليه وسلم، وأراد جبريل بما قال له استنطاقه بلسان الحال أنه لم يقصد الصعوبة، بل أراد الزهو لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم; ولهذا ارفض عرقا، فكأنه أجاب بلسان الحال أنه ما قصد الصعوبة، وعرق من خجل العتاب، ومثل هذا رجفة الجبل به حتى قال له: " nindex.php?page=hadith&LINKID=889277اثبت; فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان " ; فإنها هزة الطرب، لا هزة الغضب.
[ ص: 325 ] * " ما ركبك أحد أكرم على الله - عز وجل - منه " : يدل على أن غيره صلى الله عليه وسلم كانوا يركبونه قبل، وعلى أنه صلى الله عليه وسلم أكرم منهم على الله; أي: عنده، على ما عليه العرف; فإن نحو قولك: ليس أحد أعلم أو أفضل أو أكرم من فلان، يفهم منه عرفا أنه أعلم أو أفضل أو أكرم من غيره، وإن كان أصل اللغة لا ينفي المساوي، وهذا ظاهر.