38 - قوله: (ص): ما صار إليه صاحب المصابيح من تقسيم أحاديثه إلى نوعين: الصحاح والحسان إلى أن قال: فهذا اصطلاح غير معروف. وتبعه الشيخ محيي الدين في مختصره فقال: هذا الكلام من ليس بصواب. البغوي
وقد تعقب العلامة تاج الدين التبريزي في مختصره هذا الكلام فقال: ليس من العادة المشاحة في الاصطلاح والتخطئة عليه مع نص الجمهور على أن من اصطلح في أول الكتاب فليس ببعيد عن الصواب.
قد نص في ابتداء المصابيح بهذه العبارة: "وأعني بالصحاح ما أخرجه الشيخان ... إلى آخره". والبغوي
[ ص: 446 ]
ثم قال: "وأعني بالحسان ما أورده أبو داود وغيرهما من الأئمة... " إلى آخره. والترمذي
ثم قال: وما كان من ضعيف أو غريب أشرت إليه وأعرضت عما كان منكرا أو موضوعا. هذه عبارته ولم يذكر قط أن مراد الأئمة بالصحاح كذا وبالحسان كذا. قال: ومع هذا فلا يعرف لتخطئة الشيخين (يعني ابن الصلاح والنووي ) إياه وجه.
قلت: ومما يشهد لصحة كونه أراد بقوله الحسان اصطلاحا خاصا له أن يقول في مواضع من قسم الحسان: هذا صحيح تارة، وهذا ضعيف تارة بحسب ما يظهر له من ذلك.
ولو كان أراد بالحسان الاصطلاح العام ما نوعه في كتابه إلى الأنواع الثلاثة وحتى لو كان عليه في بعض ذلك مناقشة بالنسبة إلى الإطلاق، فذلك يكون لأمر خارجي حتى يرجع إلى الذهول ولا يضر فيما نحن فيه - والله أعلم - .