[ ص: 246 ] ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم رد ماعز بن مالك في المرار الأربع ، وأمر به فطرد .
4400 - أخبرنا قال : حدثنا الحسين بن محمد بن أبي معشر محمد بن الحارث البزار قال : حدثنا عن محمد بن سلمة أبي عبد الرحيم عن عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي الزبير المكي عبد الرحمن بن الهضهاض الدوسي عن ، قال : أبي هريرة ماعز بن مالك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن الأبعد قد زنى ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ويلك وما [ ص: 247 ] يدريك ما الزنى ؟ ثم أمر به فطرد وأخرج ، ثم أتاه الثانية ، فقال : يا رسول الله ، إن الأبعد قد زنى ، فقال : ويلك وما يدريك ما الزنى ؟ فطرد وأخرج ، ثم أتاه الثالثة ، فقال : يا رسول الله ، إن الأبعد قد زنى ، قال : ويلك وما يدريك ما الزنى ؟ قال : أتيت امرأة حراما مثل ما يأتي الرجل من امرأته .
فأمر به فطرد وأخرج ، ثم أتاه الرابعة ، فقال : يا رسول الله ، إن الأبعد قد زنى ، قال : ويلك وما يدريك ما الزنى ؟ قال : أدخلت وأخرجت ؟ قال : نعم ، فأمر به أن يرجم ، فلما وجد مس الحجارة تحمل إلى شجرة ، فرجم عندها حتى مات .
فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك معه نفر من أصحابه ، فقال رجل منهم لصاحبه : وأبيك إن هذا لهو الخائب ، أتى النبي صلى الله عليه وسلم مرارا ، كل ذلك يرده حتى قتل كما يقتل الكلب ، فسكت عنهما النبي صلى الله عليه وسلم حتى مر بجيفة حمار شائلة رجلها ، فقال : كلا من هذا ، قالا : من جيفة حمار يا رسول الله ؟ قال : فالذي نلتما من عرض أخيكما أكثر ، والذي نفس محمد صلى الله عليه وسلم بيده ، إنه لفي نهر من أنهار الجنة يتقمص جاء .