[ ص: 499 ] ذكر منافسة خزنة الجنان على المنفق في سبيل الله زوجين من ماله ليكون دخوله من الباب الذي من ناحيته
4642 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا ، قال : قال عبد الجبار بن العلاء : سمعه سفيان ، معي من روح بن القاسم عن سهيل عن أبيه ، قال : أبي هريرة
قال : ثم يلقى الثاني فيقول : ألم أكرمك ، ألم أسودك ، ألم أزوجك ، ألم أسخر لك الخيل والإبل وأتركك ترأس وتربع ؟ قال : فيقول : بلى يا رب ، قال : فظننت أنك ملاقي ؟ قال : لا يا رب ، قال : فاليوم أنساك كما نسيتني .
قال : ثم يلقى الثالث فيقول : ما أنت ؟ فيقول : أنا عبدك آمنت بك ، وبنبيك ، وبكتابك ، وصمت ، وصليت ، [ ص: 500 ] وتصدقت ، ويثني بخير ما استطاع ، قال : فيقال له : أفلا نبعث عليك شاهدنا ؟ قال : فيفكر في نفسه من الذي يشهد عليه ، قال : فيختم على فيه ، ويقال لفخذه : انطقي ، قال : فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بما كان يعمل ، فذلك المنافق ، وذلك ليعذر من نفسه ، وذلك الذي سخط الله عليه ، قال : ثم ينادي مناد : ألا اتبعت كل أمة ما كانت تعبد ، قال : فيتبع أولياء الشياطين الشياطين ، قال : واتبعت اليهود والنصارى أولياءهم إلى جهنم ، ثم قال : ثم يبقى المؤمنون ، ثم نبقى أيها المؤمنون ، فيأتينا ربنا وهو ربنا ، فيقول : على ما هؤلاء قيام ؟ فيقولون : نحن عباد الله المؤمنون وعبدناه وهو ربنا وهو آتينا ، ومثيبنا ، وهذا مقامنا ، قال : فيقول : أنا ربكم فامضوا ، قال : فيوضع الجسر وعليه كلاليب من نار تخطف الناس ، فعند ذلك حلت الشفاعة ، اللهم سلم اللهم سلم ، فإذا جاوز الجسر ، فكل من أنفق زوجا من المال مما يملك في سبيل الله ، فكل خزنة الجنة تدعوه يا عبد الله ، يا مسلم ، هذا خير ، فيقال : يا عبد الله ، يا مسلم ، هذا خير ، قال : يا رسول الله ، إن ذلك لعبد لا توى عليه يدع بابا ويلج من آخر ، قال : فضرب النبي صلى الله عليه وسلم على منكبيه وقال : والذي نفسي بيده ، إني لأرجو أن تكون منهم أبو بكر سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال : هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله ، قال : فهل تضارون في رؤية الشمس عند الظهيرة ليست في سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله ، قال : فوالذي نفسي بيده ، لا تضارون في رؤية ربكم ، كما لا تضارون في رؤيتهما ، فيلقى العبد فيقول : أي فل ألم أكرمك ، ألم أسودك ، ألم أزوجك ، ألم أسخر لك الخيل والإبل وأتركك ترأس وتربع ؟ قال : فيقول : بلى يا رب ، قال : فظننت أنك ملاقي ؟ قال : لا يا رب ، قال : فاليوم أنساك كما نسيتني . .
قال عبد الجبار : أملاه علي سفيان إملاء .