[ ص: 335 ] ذكر إيجاب محبة الله جل وعلا
للمتجالسين فيه والمتزاورين فيه
575 - أخبرنا قال : حدثنا الحسين بن إدريس الأنصاري عن أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي حازم بن دينار ، أنه قال : أبي إدريس الخولاني مسجد دمشق فإذا فتى براق الثنايا ، وإذا الناس معه ، إذا اختلفوا في شيء ، أسندوه إليه ، وصدروا عن رأيه ، فسألت عنه ، فقيل : هذا ، فلما كان الغد ، هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير ، ووجدته يصلي ، قال : فانتظرته حتى قضى صلاته ، ثم جئته من قبل وجهه ، فسلمت عليه وقلت : والله إني لأحبك لله ، فقال : " آلله ؟ قلت : آلله ، فأخذ بحبوة ردائي فجذبني إليه وقال : أبشر ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله تبارك وتعالى : وجبت محبتي للمتحابين في ، والمتجالسين في ، والمتزاورين في معاذ بن جبل دخلت " .
[ ص: 336 ] قال - رضي الله عنه - : أبو حاتم ، كان سيد أبو إدريس الخولاني اسمه عائذ الله بن عبد الله قراء أهل الشام في [ ص: 337 ] زمانه ، وهو الذي أنكر على محاربته معاوية حين قال له : من أنت حتى تقاتل علي بن أبي طالب ، وتنازعه الخلافة ، ولست أنت مثله ، لست زوج عليا فاطمة ولا بأبي الحسن ولا بابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم - فأشفق والحسين أن يفسد قلوب معاوية قراء الشام ، فقال له : إنما أطلب دم ، قال : فليس عثمان قاتله ، قال : لكنه يمنع قاتله عن أن يقتص منه ، قال : اصبر حتى آتيه ، فأستخبره الحال ، فأتى علي وسلم عليه ، ثم قال له : من قتل عليا ؟ قال : الله قتله وأنا معه . عنى : وأنا معه مقتول ، وقيل : أراد الله قتله ، وأنا حاربته ، فجمع جماعة عثمان قراء الشام وحثهم على القتال .