ذكر الإخبار عن الخصال التي يجب على المرء تفقدها
من نفسه حذر إيجاب النار له بارتكاب بعضها
653 - أخبرنا قال : حدثنا أبو خليفة قال : حدثنا حفص بن عمر الحوضي قال : حدثنا همام بن يحيى قال : حدثني قتادة العلاء بن زياد قال : حدثني ، قال : وحدثني يزيد أخو مطرف رجلان آخران أن حدثهم : أن مطرفا عياض بن حمار حدثهم محمد إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك ، وأنزل عليك كتابا لا يغسله الماء ، تقرؤه يقظان ونائما ، وإن الله جل وعلا أمرني أن أخبر قريشا ، فقلت : إذا يثلغوا رأسي فيتركوه خبزة ، قال : [ ص: 424 ] فاستخرجهم كما استخرجوك ، واغزهم يستغزوك ، وأنفق ينفق عليك ، وابعث جيشا نبعث خمسة أمثالهم ، وقاتل بمن أطاعك من عصاك . وقال : أصحاب الجنة ثلاثة : إمام مقسط مصدق موفق ، ورجل رحيم رقيق القلب بكل ذي قربى ومسلم ، ورجل عفيف فقير مصدق . وقال : أصحاب النار خمسة : رجل جائر لا يخفى له طمع وإن دق ، ورجل لا يمسي ولا يصبح إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك ، والضعيف الذين هم فيكم تبع لا يبغون أهلا ولا مالا . فقال له رجل : يا أبا عبد الله أمن الموالي هو ، أو من العرب ؟ قال : هو التابعة يكون للرجل فيصيب من حرمته [ ص: 425 ] سفاحا غير نكاح ، والشنظير الفاحش . وذكر البخل والكذب أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبته : " إن الله أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا : إن كل ما أنحلته عبدي حلال ، وإني خلقت عبادي [ ص: 423 ] حنفاء كلهم ، وإنه أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ، وحرمت عليهم ما أحللت لهم ، فأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا ، وإن الله اطلع إلى أهل الأرض ، فمقتهم عربهم وعجمهم ، غير بقايا من أهل الكتاب ، فقال : يا .