قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين nindex.php?page=treesubj&link=28979قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح شرط وجوابه . وفيه ثلاثة أقوال : يكون خطابا للكفار ; لأنهم استفتحوا فقالوا : اللهم أقطعنا للرحم وأظلمنا لصاحبه فانصره عليه ; قاله
الحسن ومجاهد وغيرهما . وكان هذا القول منهم وقت خروجهم لنصرة العير . وقيل : قاله
أبو جهل وقت القتال . وقال
النضر بن الحارث : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم . وهو ممن قتل
ببدر . والاستفتاح : طلب النصر ; أي قد جاءكم الفتح ولكنه كان للمسلمين عليكم . أي فقد جاءكم ما بان به الأمر ، وانكشف لكم الحق ، ( وإن تنتهوا ) أي عن الكفر ( فهو خير لكم ) . ( وإن تعودوا ) أي إلى هذا القول وقتال
[ ص: 346 ] محمد . نعد إلى نصر المؤمنين .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19ولن تغني عنكم فئتكم أي جماعتكم
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19شيئا ولو كثرت أي في العدد .
الثاني : يكون خطابا للمؤمنين ; أي إن تستنصروا فقد جاءكم النصر .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19وإن تنتهوا أي عن مثل ما فعلتموه من أخذ الغنائم والأسرى قبل الإذن ;
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19فهو خير لكم nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19وإن تعودوا أي إلى مثل ذلك نعد إلى توبيخكم . كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=68لولا كتاب من الله سبق الآية .
والقول الثالث : أن يكون
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح خطابا للمؤمنين ، وما بعده للكفار . أي وإن تعودوا إلى القتال نعد إلى مثل وقعة
بدر .
القشيري : والصحيح أنه خطاب للكفار ; فإنهم لما نفروا إلى نصرة العير تعلقوا بأستار الكعبة وقالوا : اللهم انصر أهدى الطائفتين ، وأفضل الدينين .
المهدوي : وروي أن المشركين خرجوا معهم بأستار الكعبة يستفتحون بها ، أي يستنصرون .
قلت : ولا تعارض لاحتمال أن يكونوا فعلوا الحالتين .
"
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=19وأن الله مع المؤمنين " بكسر الألف على الاستئناف ، وبفتحها عطف على قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=18وأن الله موهن كيد الكافرين . أو على قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12أني معكم . والمعنى : ولأن الله ; والتقدير لكثرتها وأن الله . أي من كان الله في نصره لم تغلبه فئة وإن كثرت .