1753 [ 926 ] وعن أنس بن مالك ، حنين حين أفاء الله على رسوله من أموال هوازن ما أفاء ، فطفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي رجالا من قريش المائة من الإبل ، فقالوا : يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويتركنا ، وسيوفنا تقطر من دمائهم .
قال فحدث ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قولهم ، فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم ، فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : (ما حديث بلغني عنكم ؟) فقال له فقهاء الأنصار : أما ذوو رأينا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا ، وأما أناس منا حديثة أسنانهم قالوا : يغفر الله لرسوله يعطي أنس بن مالك : قريشا ويتركنا ، وسيوفنا تقطر من دمائهم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون إلى رحالكم برسول الله ؟ فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به) . فإني أعطي رجالا حديثي عهد بكفر أتألفهم ،
فقالوا : بلى يا رسول الله ! قد رضينا ، قال : (فإنكم ستجدون أثرة شديدة ، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله ، فإني على الحوض) قالوا : سنصبر . أن ناسا من الأنصار قالوا يوم
وفي رواية : . جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأنصار فقال : (أفيكم أحد من غيركم ؟) فقالوا : لا إلا ابن أخت لنا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن ابن أخت القوم منهم) ، فقال : (إن قريشا حديث عهد بجاهلية ومصيبة وإني أردت أن أجبرهم وأتألفهم ، أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا وترجعون برسول الله إلى بيوتكم ؟ لو سلك الناس واديا ، وسلك الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار)
وفي أخرى : فانهزم المشركون وأصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غنائم كثيرة ، فقسم في المهاجرين والطلقاء ، ولم يعط الأنصار شيئا ، فقالت الأنصار : إذا كانت الشدة فنحن ندعى ويعطى الغنائم غيرنا ، فبلغه ذلك فجمعهم في قبة ، فقال : ما حديث بلغني عنكم ؟ وذكر نحو ما تقدم .
رواه أحمد (3 \ 246)، والبخاري (4331)، ومسلم (1059)، والترمذي (3901) .