الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5317 [ 2556 ] وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=662325 " nindex.php?page=treesubj&link=19511لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين" .
[ ص: 631 ] و (قوله صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=treesubj&link=19511لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ") هذا مثل صحيح ، وقول بليغ ابتكره النبي صلى الله عليه وسلم من فوره ، ولم يسمع من غيره ، وذلك أن السبب الذي أصدره عنه هو : أن أبا عزيز بن عمير ، الشاعر ، أخا nindex.php?page=showalam&ids=104مصعب بن عمير ، كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ويؤذيه ، ويؤذي المسلمين . فأمكن الله تعالى منه يوم بدر . فأخذ أسيرا ، وجيء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله أن يمن عليه ، ولا يعود لشيء مما كان يفعله ، فمن النبي صلى الله عليه وسلم عليه فأطلقه ، فرجع إلى مكة ، وعاد إلى أشد مما كان عليه ، فلما كان يوم أحد ، أمكن الله منه ، فأسر ، فأحضر بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فسأله أن يمن عليه ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ، والله لا تمسح عارضيك بمكة أبدا " . فأمر بقتله .
وأصل هذا المثل أن الذي يلدغ من جحر لا يعيد يده إليه أبدا ، إذا كان فطنا حذرا ، بل ولا لما يشبهه ، فكذلك المؤمن لكياسته ، وفطانته وحذره ، إذا وقع في شيء مما يضره في دينه أو دنياه ، لا يعود إليه . والرواية المعروفة : " لا يلدغ " بضم الغين ، وكذلك قرأته على الخبر ، وهو الذي يشهد له سبب الخبر ومساقه ، وقد قيده بعضهم بسكون الغين على النهي ، وفيه بعد .